الاستدعاء المزمن لأشباح المعارضة السورية!

د. أسامة الملوحي

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

كلما أُعلن عن استدعاء أشباح المعارضة السورية إلى سوتشي أو أستانة أو جنيف ،نتساءل عن هدف اللاعبين العابثين بالمصير السوري في الخطوة التي يدعون إليها ؟!
وعلمنا أن وراء كل أستانة أو سوتشي سقوط لمدينة ،أو منطقة أو تصعيد إجرامي في القصف والقتل بلا تمييز أو حدود…
ويبدو أنهم أضافوا وأدرجوا جنيف أيضاً فتزامنت اجتماعات الدستورفي جنيف مع مذابح سرمدا وأريحا!
شيء عجيب ليس فيما يفعله نظام بشار الأسد والروس والإيرانيون ؛وإنما فيما يفعله الذين يجلسون في الكراسي المقابلة لوفودهم ن ،ويقولون إنهم يمثلون الثورة والمعارضة!
و العجب الأساس هو:

هل يفعلون أصلاً أي شيء وهم يصطفون مقابل وفود بشار ووفود الروس والإيرانيين، في كل الاجتماعات لا تسمع عنهم ولا منهم شيئاً يذكر؟
إنهم أشباح أمام شبيحة ،ولا يمكن لمحلل منصف أن يفرّق بينهم في مقدار الضرر والضرار تجاه الثورة السورية وضد الثوار في الداخل خاصة.

أصبح يحلو للمنظومة المعادية للثورة السورية، ولم نستطع حصر امتداد هذه المنظومة المتزايدة وشموليتها إلى الآن ،أصبح يحلو للمتصدرين في المنظومة المعادية أن يمعنوا في إذلال من قال إنه يمثل المعارضة ،فيستدعون الزمرة المطلوبة حسب تصنيفها عسكريًا أو سياسيًا، ويصفّون أفراد الزمرة على كراسي أمامهم ويتفننون فيما يفوق القهقهة والسباب ،ويحرصون على الاستراحات البينية ليسمع أفراد “وفد المعارضة” أخبار المجازر على الأرض وليشاهدوا صور الأشلاء!

وهكذا صفُّوهم على الكراسي في اجتماعات جنيف “الدستورية” بإشراف أممي؛ شبيحة أمام أشباح…
وفي الاستراحات تابع الأشباح نتائج مجزرة سرمدا وتفاصيل مجزرة أريحا الأشباح مجازر سرمدا ولم نر للأشباح أي ردة فعل ولم نسمع لهم ركزاً…
وحين استنكرت سميرة المبيض ،وتأسفت على مقتل جنود لبشار كانوا عائدين للمبيت بعد تعب في القتل والإجرام ظن كثيرون أنها عضوة في وفد النظام لأنهم أصلاً لم يسمعوا باسمها من قبل، وقال أحدهم وهو يعلق على تأسف سميرة المبيض “انظر لوقاحة النظام هو يستنكر مقتل بعض الذين ذبحوا الأطفال والمدنيين في أريحا وهم عائدين من مواقع إجرامهم”
أما وفد الشبيحة من طرف النظام فقد كان مكلفاً بتبصيم الأشباح على وثيقة أطلق عليها وثيقة المبادئ الدستورية السورية كان نصها تقليديا ولكن مضمونها يكرس بقاء بشار الأسد ونظامه:

• فالجمهورية العربية السورية ذات سيادة ولا تقبل التدخل في شؤونها،ومفاد ذلك أن لا يتدخل أحد في العالم لوقف جرائم النظام ومن استقدمهم النظام فالجمهورية هي بشار الأسد.
• وتحرير الأراضي هو واجب مقدس ،ومفاده أن تعود كل المناطق تحت سيطرة النظام الأسدي الفاشي.
• و الموارد من حق الدولة التي هي آل الأسد الذين سرقوا كل الموارد الطبيعية منذ سبعينيات القرن الماضي.
  وسيوافق وفد الأشباح على هذه الوثيقة دون حتى أن يهمسوا:”إن الجمهورية والدولة ليستا بشار ونظامه”
  شكلت الدول العابثة منذ سنتين وفد الأشباح ،ويستدعونه كل حين لكسب الوقت أو لفت الانتباه أوللضغط من أجل الاعتراف أكثر وأكثر بتدوير وبقاء بشار الأسد ،ولإقناع الدول الغنية بدفع المال للمنظومة المهيمنة على سورية تحت عناوين إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار.
  وبعد سنتين كاملتين تنقل الوكالات تصريح رئيس وفد الأشباح :
  انتهت مرحلة النقاشات المفتوحة ،وتمّ البدء بالعملية الأساسية التي شُكلت من أجلها اللجنة الدستورية….
  وكانت هناك أوراق قد قدمها وفد الأشباح سابقاً فأجرى عليها تنازلات وتعديلات تستجدي النظام، ووضعها أحدهم على الطاولة في هذه الجولة ،ولكن وفد النظام رفض حتى استلامها وقراءتها! والموعد القادم للاجتماعات المقررة سابقاً في منتصف شهرتشرين الثاني رفضها وفد النظام أيضاً، وقال :هناك بعض أعضاء وفد المعارضة منسلخون عن الواقع….واقع بقاء بشار ورسوخ نظامه واعتراف الكبار به وأن بشار هو الدولة ،وهو الجمهورية وهو الوطن.
  يبدو أن هناك بين وفد الأشباح بعض الرجال قالوا كلاما أو قدموا بياناً منسلخاً عن الواقع…ابحثوا عن هؤلاء واكشفوهم فهم منسلخون عن الواقع ومنسلخون عن الأشباح.
  واسألوا ببراءة رئيس وفد الأشباح :”هل استلمت جوازاً دبلوماسياً من سفارة بشار في جنيف ؟.
  إذا استلمت الجواز فارجع إلى بيتك إلى حين استدعائك المزمن التالي!