مقالات

هل هي مخططات دولية وإرهاب ممنهج يطال الوجود التركي في سوريا؟!

العقيد محمد فايز الأسمر

خبير عسكري سوري
عرض مقالات الكاتب

الملاحظ – ولاسيما- في الفترات الأخيرة، ازدياد وتيرة اختبار صبر تركيا،سواء كان ذلك من خلال تكرار التعديات والاستهدافات الروسية لإدلب ومحيطها ،وخرقها المتكرر للاتفاقيات المعقودة، وصولاً لحالة من التمادي من قبل موسكو، حتى أصبحت غاراتها تطال أهدافًا في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون قرب الحدود التركية!


كل ذلك ، يترافق مع الاستهدافات الممنهجة والخسائر المادية و البشرية التي تطال التموضع التركي والأرتال في الداخل السوري ،إن كان من قبل ميليشيات قسد الإرهابية أو من أطراف أخرى طفت على السطح منذ وقت قريب.

السرية التي تطلق على نفسها (أنصار أبو بكر الصديق) ومنذ ظهورها الميداني في أيلول من العام الفائت تنفذ وتتبنى فقط عمليات تقوم بها ضد القوات التركية فقط ! فلماذا وما الأسباب والأهداف من وراء ذلك؟!

مما يثير التساؤلات الآن: لماذا أتى هذا الاستهداف للرتل التركي في وقت تقوم فيه أنقرة بتصعيد هجماتها وتهديداتها ،وأيضًا تحضيراتها الميدانية لشن عمليات عسكرية تستهدف فيها ميليشيات قسد الانفصالية الإرهابية المتواجدة شمالي سوريا على مقربة من الحدود التركية الجنوبية ؛وذلك بعد التعديات الارهابية المتكررة التي قامت وتقوم بها قطعانها وقطعان BKk على القوات التركية وعلى الداخل التركي ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون ؟!

عمليًا تدعي هذه السرية – وحسب التصريحات- أنها لاترتبط مع أي تنظيم أو منظمة ولا تتبع لأي جهات خارجية او داخلية؛ وهذا مايثير تساؤلاتنا الكثيرة حولها !وعليه يكون السؤال : من هي الجهة التي تخطط لها ،وتمولها وتدعم عملياتها لوجستيًا وعسكريًا واستخباراتيًا ،وتحدد لها أهدافها والعمليات التي يجب أن تقوم بها ومتى وأين وكيف؟!

من خلال المتابعة وانحصار أعمال تلك السرية باستهداف القوات والجيش التركي فقط ، وبقطع النظر عن أصحاب النفوذ الآخرين – الذين تعج بهم الساحة السورية – ونتيجة لتزامن هذه العمليات مع عمليات قسد الإرهابية الأخيرة ضد الجيش التركي، ـستطيع القول :

إن هذه السرية التي تطلق على نفسها “أبو بكر الصديق” هي على الأغلب جماعة ذات طابع مخابراتي محترف ،جندت للعمل في المناطق المحررة لخدمة أهداف وأجندة الروس والنظام في خلط وبعثرة الأوراق، وإقلاق وإرباك القوات التركية أمنيًا، والضغط والتضييق أكثر على نشاطاتها وتحركاتها الميدانية ،وتكبيدها الخسائر عل ذلك ينعكس ويساعد ،ومع مرور الوقت وازدياد الخسائر يؤدي إلى شرخ و تاجيج الشارع التركي، واستخدام واستثمار المعارضة لذلك ضد سياسات الحكومة التركية المتبعة في إدارتها للملف السوري !

إمّا من حيث اختيار هذا الاسم الإسلامي (سرية أبو بكر الصديق ) فهو للتمويه وغطاء مناسب لإخفاء التبعية الحقيقية، واستثمارا لهذا الاسم في تاليب تركيا أكثر على هيئة تحرير الشام والجماعات الإسلامية الأخرى، كما تريد وتخطط وتطلب موسكو، ناهيك عن أن هذه التسمية ستعطي الذريعة للروس أمام تركيا و المجتمع الدولي في تبرير إجرامهم الوحشي اليومي في تلك المناطق وبأنهم يقاتلون جماعات و فصائل إرهابية !

ختامًا :

من المؤكد؛ أنه بعد تمكن هيئة تحرير الشام قبل عدة أيام من القبض على العديد من عناصر من هذه السرية، وبينهم وكما يقال مسؤول التفخيخ، فإن هذا الأمر سيمكن المخابرات التركية من استنطاقهم واستجوابهم ،وإظهار حقيقة أمرهم وتبعيتهم ،ومن يحركهم، ويقف خلف إجرامهم والعمل على اجتثاثهم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لم أقم بتشكيل تحليل سياسي نهائي حول الموضوع لحاجتي لبعض المعلومات ، لكن المعطيات القائمة تقول بأن روسيا ، مع أن لديها توكيل من الدولة الأقوى للعمل في سوريا منذ سنة 2015 ، لا يمكن أن تغامر و تفسد العلاقة مع تركيا لأن بين البلدين مصالح هائلة من الحماقة التضحية فيها و لأنها تدرك أن إضعاف تركيا سيكون مقدمة لإضعاف و تهديد روسيا . لم يعد هنالك شيء اسمه “الجيش العربي السوري” بل أصبح هنالك مليشيا متعددة الجنسيات ترتدي ملابس ذلك الجيش بما فيها فرقة ماهر الأسد الرابعة و هذه وظيفتها البروز الإعلامي “حتى يقال جيش النظام ، و ما هو بنظام ” بعد استيلاء الآخرين على أرض ” و وظيفتها التعفيش أو سرقة أملاك من غادروا بيوتهم . هذه المليشيا ، التي كانت جيشاً ، هي عنوان للفشل و الهروب و لا تتقن إلا شرب العرق و قرقعة المتة !!
    يغلب على ظني أن من أسموا هذه السرية (أنصار أبو بكر الصديق) هم ألدَ أعداء هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه و أرضاه الذين أرادوا تلويث اسمه الطاهر بإطلاقه على سرية جبانة حقيرة قاتلة مجرمة ، مع ملاحظة أن استعمال كلمة “أنصار” هو لإخفاء انتماءهم الديني “و لا أقول المذهبي ، فما عاد هؤلاء أتباع مذهب و إنما أتباع دين طالما حاربوا المسلمين عبر التاريخ بل إن تخصصهم فقط محاربة المسلمين سواءً كانوا عرباً أو غير عرب” . حين قامت تركيا بضرب الجماعات الإرهابية شمال العراق بشكل موجع رأينا مليشيات “ج ح ش” أي جيش الحشد الشعبي تتوجه إلى هناك لمؤازرة الإرهابيين ، و لكن ذلك لم تكن له فائدة فعلية .
    من الخطأ الفادح أن تعتمد تركيا على معلومات ” ھ ت ش ” التي سيقال أنها انتزعتها من عناصر السرية التي يقال أنها قبضت عليهم إذ لا يمكن الوثوق بهذه الهيئة التي آذت فصائل الجيش السوري الحر و التي يعلم زعيمها أن حلَ هيئته فوراً هو ما سيخدم محافظة إدلب بل و جميع سوريا . يا أخي ، افترض أن لديك شركة آذت و تؤذي و ستؤذي المسلمين فيكون الواجب الشرعي عليك حلَ هذه الشركة فوراً و بديهي أن درء المفاسد مقدَم على جلب المنافع قولاً واحداً من فقهاء الأمة .

اترك رداً على أبو العبد الحلبي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى