مقالات

قردنة الإنسان ورقمنته !

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

الكلام في الكورونا كلام له بداية ويصعب أن يكون له نهاية. كان لي في الكلام عليها تفاصيل كثيرة وخطيرة، ولست الوحيد في ذٰلك فقد حظي وباء الكورونا من الاهتمام والأبحاث والمقالات وحَتَّىٰ بما لم تحظ به ظاهرة أُخْرَىٰ علىٰ مدار قرنين من الآن رجوعاً. هٰذا علىٰ الأقل.

وهي الآن مفتاح الكلام علىٰ ظاهرة تمَّ التَّأسيس لها قبل الكورونا بعشرات السِّنين وجاءت الكورونا لتكون مفتاح تطبيقها أو مفتاحاً من مفاتيح تطبيقها سواء بقصد أصحاب مشروعٍ أو بغير قصد. وسأعلق عليها علميًّا بعد سردها.

عالم النَّفس الأمريكي ستيفنسون هو صاحب هٰذه التَّجربة، هي تجربة إنشائيَّة وليست تجربة كشفيَّة. أي هي تجربة إنشاء سلوك مقصودٍ وليست تجربة اكتشاف شيءٍ ما، وإن كانت تجربة الإنشاء تلتقي مع الكشف أو الاكتشاف في نهاية الطريق.

أحضر ستيفنسون خمسة قرود ولذٰلك تسمَّى نظريَّة القرود الخمسة أيضاً، ووضعها في قفص مغلق بطبيعة الحال. لنسمِّ هٰذه القرود القرد س1، القرد س2، القرد س3، القرد س4، القرد س5.

علَّق في أعلىٰ القفص حزمة موز، وضع تحت حزمة الموز سلَّماً يصل إليها. من الطَّبيعي أنَّ القرود أو أحدها سيعتلي السُّلَّم للوصل لأخذ الموز أو بعضه، الأكثر جوعاً سيكون الأسرع اعتلاءً للسلَّم. ليكن القرد الذي اعتلىٰ السُّلَّم أولاً للوصول إلىٰ الموز هو القرد س1. 

تقوم التَّجربة علىٰ أَنَّهُ ما إن يعتلي القرد، أيُّ قرد السُّلَّمَ، حَتَّىٰ يُرَّشَّ القرود الآخرون بالماء البارد. وكلَّما ازداد القرد اقتراباً من الموز يزداد رشُّ الماء البارد علىٰ القرود الأربع التي لم تعتلي السُّلَّم. بعد نزول القرد س1 سواء أأكل الموز أم لم يأكله سيعتلي السُّلَّم قردٌ آخر، وسيتكرَّر أمرُ الرَّشِّ بالماء البارد بالطَّريقة ذاتها علىٰ القرود الأربع التي بقيت في الأسفل. وبعد القرد الثَّاني سيعتلي السُّلَّم قردٌ ثالثٌ، وستتكرَّر عمليَّة رشِّ القرود الأربع الباقية في الأسفل بالماء البارد… وكلَّما صعد قرد السُّلَّم تتكرَّر العمليَّةُ العقابيَّةُ ذاتها. سيتكون لدىٰ القرود انعكاس شرطي يقوم علىٰ أَنَّهُ كلما صعد قردٌ السُّلَّمَ تعرَّض الذين لا يعتلون السُّلَّم للعقاب. ولذٰلك راحت القرود تمنع أيَّ قردٍ منها من صعود السُّلَّم ولو اضطررت إلىٰ استخدام العنف معه، حَتَّىٰ لا تتعرَّض للعقاب.

بعد أن استقرَّت قاعدة منع أيِّ قردٍ من اعتلاء السُّلَّم ولو باستخدام العنف، قام الباحث بإخراج القرد س1 من القفص وإدخال القرد ع1. القرد ع1 سرعان ما همَّ باعتلاء السُّلَّم للحصول علىٰ الموز، ولٰكنَّ القرود الأربع الأُخْرَىٰ منعته، ولأنه لم يدرك لماذا فقد أراد اعتلاء السُّلَّم من جديد، فمنعته القرود الأربع بالعنف من اعتلاء السُّلَّم، وكرَّر المحاولة من جديد وتعرض للمنع بالعنف من جديد، حَتَّىٰ استوىٰ سلوكه معهم من دون أن يدري لماذا.

تمَّ إخراج القرد س2، واستبداله بالقرد ع2، وتكرَّر الأمر الذي حدث مع  القرد ع1 الذي شارك في استخدام العنف ضدَّ القرد ع2 من دون أن يعرف السبب، فهو لم يتعرَّض للرَّشِّ بالماء البارد، ولم يشاهده. واستمرَّ الأمر حَتَّىٰ استوىٰ سلوك القرد ع2 مع قناعة المجموعة. 

وكذٰلك تمَّ استبدال القرود الثلاث المتبقية من المجموعة س واحداً واحداً بقرود جديدة، وكلُّ واحدٍ يتعلَّم من الآخرين بالمنع والعنف أَنَّهُ من يحاول اعتلاء السُّلَّم للحصول علىٰ الموز سيتعرَّض للعقاب ولو بالعنف الشَّديد، من دون أن يعرف السَّبب.

سمِّيت هٰذه التَّجربة بتجربة التَّرويض، وسميت بتجربة إكساب التَّرويض. تمَّ إجراؤها عام 1957م. أجراها عالمٌ بدافع الفضول المعرفي والعلمي ولا يمكن ترجيح أَنَّهُ أجراهاً ضمن سياق مؤامرة سياسية محليَّة أو عالميَّة. ولٰكنَّ ذٰلك لا يمنع أنَّ طيور السِّياسة الظَّلاميَّة بالمجمل والعموم، ومنهم ما يسمَّىٰ الحكومة العالمية، وضعتها في عين حسبانها واعتبارها.

بعضهم يطعن في وجود التَّجربة، وبعضهم يقطع بها. لا يعنيني هٰذا ولا ذاك، الذي يعنيني أَنَّهَا حَتَّىٰ لو كانت تخيُّلاً نظريًّا فإنَّهَا تفسِّر قيام المجتمع بسلوك ما لا يدري أسبابه. أيًّا كان هٰذا السُّلوك. والذي يعنيني أيضاً أنَّ هٰذا التَّفسير أو هٰذه التَّجربة نامت خمسين سنة واستيقظت فجأةً في مطالع القرن الحادي والعشرين، وليس مع الرَّبيع العربي كما يتوَّهم بعضهم وهم الذين أنكروا وجودها، فهٰؤلاء يطعنون في وجودها ليقولوا إنَّهُ تمَّ إظهارها لتبرير عدم نجاح الرَّبيع العربي وتكريس الخضوع للأنظمة الحاكمة. هٰذا غير صحيح، وإنَّمَا أعيد إظهارها وإشهارها مع مطالع القرن الحادي العشرين.

لماذا تمَّ إظهارها في هٰذا الوقت؟

قد يكون ذٰلك مصادفةً ولا يوجد ما يقطع بذلك ولا ضده. وقد يكون ذٰلك مقصوداً، وأيضاً لا يوجد يقطع بصحَّة ذٰلك ولا ضدِّه. القرائن تقول بتعذُّر المصادفة في ذٰلك أو صعوبتها علىٰ الأقل. مع وجود ما يحير في الأمر.

إذا كانت طيور السِّياسة الظَّلامية العالميَّة تريد تطبيقها فمن المفترض أن لا تشهرها بل أن لا تظهرها كي تطبقها وتنجح في تطبيقها، فلماذا إذن يتمُّ إظهارها وإشهارها؟!

الحقيقة هٰذا ما يدخل في باب عهر القوي وتجبره، وفي ذٰلك حديث طويل عرضت له غير مرة من زوايا أُخْرَىٰ مختلفة. أعني أنَّنا وجدنا ظواهر أُخْرَىٰ مشابهة في المبدأ. ولسيت هٰذه المرة الأولى. بما يعني أيضاً أَنَّهُ جرت بعض التَّطبيقات لهٰذه النَّظريَّة من قبل، تطبيقات مقصودة وممنهجة وليست نتائج بالمصادفات. التَّطبيق الجديد الذي لا يمكن إنكار القصديَّة والمنهجيَّة عنه هو الكورونا والإجراءات التي فرضت فيها.

مسألتان أريد تسليط الضَّوء السَّريع عليهما من بَيْنَ مسائل قد تكون كثيرة.

المسألة الأولىٰ هي تحول الناس أنفسهم إلىٰ رقيب وضاغط علىٰ لبس الكمامة علىٰ الرَّغمِ من عدم وجوب ذٰلك في كثير من الأحيان أو حَتَّىٰ بعضها. بالكاد يمكن أن يوجد شخص اليوم لم ير أو لم يتعرض لهٰذا الإحراج بأن يطلب إليه شخص آخر لبس الكمامة أو لبسها علىٰ تام التكميم. أتكلم علىٰ الناس لا علىٰ رجال الدولة أو المؤسَّسات الذين مهمتهم ألا يسمحوا لك بدخول المكان من دون ارتداء الكمامة. وأتحدَّث عمَّا بعد تطعيم الكثير من الناس لا علىٰ أيام الحصار الأولىٰ.

لا يختلف حال النَّاس هنا عن حال القرد التي خضعت لتجربة إكساب الانصياع والطَّاعة أو ما سُمِّي إكساب التَّرويض. كنَّا في مراحل التَّشدد في لبس الكمامة إذا خَرَجَ أحدنا ونسي ارتداء الكمامة يشعر أَنَّهُ يمشي عارياً بَيْنَ الناس وأعين النَّاس كلهم تنظر إليه باستغراب واندهاش. لم تزل هٰذه الحال إلىٰ الآن علىٰ نحو تلقائيٍّ، وبسبب الاستهجان الذي يتعرَّض له من الآخرين، بل بسبب ما يتعرَّض إليه من لفت انتباه.

وهٰذا يعني وليس محض توقع، علىٰ ضوء ما يظل يثار حول الكورونا ومستجداتها أنَّ البشرية قد اكتسبت وستحافظ علىٰ هٰذا الانصياع الأعمىٰ. والمشكلة ليست فيه وحسب المشكلة في تنمية سلوكاتِ طاعةٍ وانصياع أُخْرَىٰ جديدةٍ سواءً أكانت استقرت في اللاشعور من دون معرفة السَّبب أم كانت واضحةً في الشُّعور مثلما هو الأمر حَتَّىٰ الآن في قهريَّة ارتداء الكمامة. وهٰذا أحد أبرز مؤشِّرات العصر الرَّقمي الذي تنشده وتخطِّط له تلك الفئة الظَّلاميَّة التي تريد التَّخلص من البشر أكثرهم، وتحافظ علىٰ قليل يتمُّ تدجينهم بالانصياع الأعمىٰ وتنفيذ الأوامر والطلبات من دون معرفة السَّبب أو من دون مناقشة. ليس هٰذا خيالاً علميًّا، ولا توهماً، كلُّ المعطيات تشيرُ إلىٰ ذٰلك.

المسألة الثَّانية هي مسألة الإكراه علىٰ أخذ اللقاح. أن تقوم الحكومات بإكراه الناس وإجبارهم علىٰ أخذ اللقاح بطريقةٍ أو بأُخْرَىٰ أمرٌ يصعب تفهمه من جانب ويمكن تقبله من جانب آخر. ولٰكن أن يمارس الأشخاص أنفسهم ضغوطاً وتهديدات من أجل أخذ اللقاح فهٰذا هو الأمر الذي لا ينفصل عن الأمر السَّابق من جهة اكتساب الانصياع والطاعة العمياء.

الأكثرون قد يستبسطون الأمر ويستسهلونه بل قد تجد من لا يقبل أن يعيره الأهميَّة. وذلكم أمرٌ مرتقب ومتوقَّع بسبب ما نعرفه عن الطَّبيعة البشرية سواء أكان من ناحية التَّنطع لاستعراض التفهمن أم كان بظن الفهم مع عدمه، ولا ننسىٰ إلىٰ جانب ذٰلك اختلاف مستويات الفهم، أو تباين مصادر المعرفة وكمها ونوعها وغايتها عند المتكلم.

دعونا نبسِّط الأمر قليلاً. نحن أمام نتائج انتشار فيروس، بغضِّ النَّظر عن كلِّ ما قيل عنه من تناقضات بالأدلة القاطعة غالباً. مع كلِّ التَّرجيحات التي تذهب إلىٰ أَنَّهُ مصنوعٌ ومقصودٌ وليس طفرةً طبيعيَّةً فإنَّ الجميع من متحكِّمين بالإعلام والمعلومة يصرُّون علىٰ إقناعنا بأنَّهُ طفرة طبيعيَّة، ولٰكنَّ أحداً لن يستطيع إقناعنا بما تعرَّض له من تسييس واستثمار لأغراض متعدِّدة منها ما يتعلَّق برقمنة الإنسان.

لنفترض الآن أَنَّهُم بعد حين قصير أو طويل نشرواً فيروساً أشد تهلكة من الكورونا، وقالوا نحن فعلنا ذٰلك عن قصد، وهو حرب بيولوجية… فماذا تستطيع البشر أن تفعل؟!

لن يستطيع أحدٌ فعل شيء خاصة وأَنَّهُم سيكونون مستندين إلىٰ ذرائع وحجج وأسلحة تجبر النَّاس علىٰ الانصياع… من العبث تخيل أَنَّهُم لن يكونوا قد اتَّخذوا الاحتياطات اللازمة.

بدا للكثيرين في أرجاء العالم أنَّ هٰذا الفيروس ليس مصادفةً، وإنَّمَا هو مؤامرة مدبرة مما يسمَّىٰ الحكومة العالميَّة أو مشروع الحكومة العالميَّة. وأنَّ العلاج الذي سيقدِّمونه إنَّمَا هو للقضاء علىٰ البشر بطريقة أو أُخْرَىٰ. كان ثَمَّةَ توافق علىٰ هٰذا التَّصور في أرجاء العالم من مشرقه إلىٰ مغربه، ولا يمكن لهٰذا التَّوافق العالمي الشَّعبيِّ وعلىٰ مستوىٰ العلماء والمفكرين أن يكون لولا وجود دلائل وقرائن وبراهين عليه.

لم أفترق عنهم في تصوراتي من جهة المبدأ. ولٰكنَّ الذي بدا أبعد من ذٰلك، ولذٰلك قلت في ذروة الكورونا في مقال منشور في حينه: «ليس الخوف من الكورونا ولا من علاج الكورونا وإنَّمَا الخوف مما بعد الكورونا».

الذي يبدو لي من خلال أنَّ هٰذا الفيروس لا يمكن أن يكون طفرةً طبيعيَّة بحالٍ من الأحوال. أدلة عملية شبه يقينيَّة تدعم ذٰلك وتؤكده، وتميل الأدلة والقرائن إلىٰ ترجيح أن نشره كان مقصوداً وليس تجريبيًّا، ولا بالغلط ولا بالمصادفة. أعني أَنَّهُ علىٰ شبه اليقين تم نشره لتحقيق أهداف معيَّنة من قبيل ما نتحدث عليه. قد تكون هٰذه الأهداف هي أهداف الحكومة العالميَّة، وقد تكون أهدافاً أُخْرَىٰ، ولٰكنَّهَا أيًّا كانت فقد صبَّت في معين أهداف ما يسمَّىٰ الحكومة العالميَّة الخفيَّة التي تعمل في الخلفيَّة. ولا شكَّ في أنَّهَا قد استثمرتها استثماراً كبيرا فحقَّقت ما حقَّقت وخطَّطت جرَّاءها ما خطَّطت.

حَتَّىٰ ينجح المخطط ويخترق النَّاس بسهولة من دون تعقيدات، وتصدِّق النَّاس ما سيأتي من جديد فإِنَّهُ من الضَّروري أن لا ينكشف أمر أنَّ الكورونا تجربة مقصودة، وحَتَّىٰ ينجح الأمر من الضَّروري أن يكون اللقاح عاديًّا قادراً علىٰ تلبية الحد المطلوب من الخداع في أَنَّهُ ليس فيه ما يضرُّ أو يؤذي علىٰ النَّحو المترقب من إماتةٍ أو تغيرات بيولوجيَّة أو فيزيولوجيَّة أو ما شابه ذٰلك. وحَتَّىٰ ينجح ذٰلك لا بُدَّ من تسريبات تشكِّك في اللقاح والفيروس ذاته، ثُمَّ يتَّضحُ أنَّ هٰذه الشَّائعات كلها كانت كاذبة وتضليليَّة، ثُمَّ بعد ذٰلك يأتي الفيروس الجديد وتكون هٰذه المعلومات كلُّها موضع استشهاد لإثبات وبرهنة أنَّ ما سيقال عن الفيروس الجديد إنَّمَا كله كذب وتضليلٌ وأوهامٌ بدليل ما كان مع فيروس الكورونا.

كيف يمكن تفسير هٰذا التَّوافق العالمي والتَّناقضات والأكاذيب حول الكورونا لولا ذٰلك المخطَّط الشَّياطني؟! أيعقل أنَّ شعوب العالم قاطبةً تتوافق علىٰ هٰذه التَّصوُّرات لولا وجود ما يدعم ذٰلك علىٰ المستوىٰ العالمي من تسريبات ومعلومات تُلقىٰ فخاخاً للعلماء والمفكرين والباحثين والناس؟!

لذٰلك قلت: الخوف مما بعدها لا منها، ولا من علاجها الذي ما زال موضع شكوك إلىٰ الآن. أعني بذلك أَنَّهُ إن كان هٰذا الوباء من قبل ما يسمَّىٰ الحكومة العالميَّة أو من غيرها فإِنَّهُ كان الخطوة التَّمهيديَّة لخطوة تالية. قد تكون هٰذه الخطوة التَّالية فيروساً جديداً، وغالباً ما سيكون الأمر كذٰلك، إذ الممهِّدات علىٰ هٰذا الأساس تسير علىٰ قدمٍ وساقٍ فيما يسمَّىٰ الأجيال الجديدة والمختلفة من الكورونا.

ولٰكنَّ الأرجح أن يكون فيروسٌ جديدٌ بمواصفات أخطر بكثير من فيروس الكورونا بإصداراته أو تطوراته المتعدِّدة، لأنَّ فيروس الكورونا بات ممجوجاً مع كلِّ التَّهديدات التي ما زالت قائمة إلىٰ الآن. لقد شاهدنا في الآونة الأخير عدم مبالاة الناس بكلِّ التَّحذيرات والتَّهديدات.

مع الفيروس القادم، الذي لا نعرف بالضَّبط متَىٰ ولا كيف سينتشر، سيكون غالباً وعلىٰ الأرجحيَّة الكبيرة هو البدء بالتَّطبيق الصَّارم لرقمنة الإنسان وإنشاء المجتمع الرَّقمي وبدء العصر الرَّقمي. يقيناً هٰذا ما يخطون له، وليس الأمر من باب أي توهم أو تخيل أو توقع. كل ما دار عبر نحو عشرين سنة مضت وما يدور الآن هو مقدمات تقود إلىٰ أنَّ هٰذه هي الغاية التي يسعون لها بخطى حثيثة من جهة، ولٰكنَّهَا هادئة مدروسة موزونة تأخذ بعين الحسبان معطيات الواقع والتغيرات والتجاذبات وردود الفعل… ولٰكنَّهَا لن يثنيها شيء عن الوصول إلىٰ هٰذا الهدف. ثَمَّةَ مسألة واحدة ما زالت تقف عائقاً أو قل سبباً في التأخير وهي إكسير الحياة. ما إن يتم لهم اكتشاف هٰذا الإكسير حَتَّىٰ يطلقوا الرصاصة وتبدأ التصفيات علنا وجهاراً ونهاراً من غيرما خوف ولا حياء. استخدمت تعبير إكسير الحياة لأَنَّهُ الاصطلاح المستخدم منذ مئات بل آلاف السنين. سمه أنت ما شئت علىٰ ضوء الاصطلاحات العلمية المعاصرة.

هل سينجحون في ذٰلك؟

هم يخطِّطون، ويمكرون، ولٰكنَّ الأمر لله من قبل ومن بعد. ولا تحسبن أنَّ ذٰلك يتعارض مع إرادة الله وقدرته. بل ربَّمَا يكون هو ما ييسره الله تَعَالىٰ لأمر هو يعلمه. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى