منوعات

نصائح لمرضى كورونا (كوفيد 19)

حسين الهاروني

باحث سوري من الجولان المحتل.
عرض مقالات الكاتب

بعد أن شهدتُ عدة وفيات ومنهم من الأهل والأحبة المقربين نتيجة عدم معرفة الناس بهذا الوباء وبوضع المصاب به قررت أن أكتب خلاصة تجربتي مع كورونا والتي كانت قبل حوالي ستة شهور على شكل نصائح محددة لمصاب كورونا ومن حوله من الناس ،ولكن قبل الخوض في ذلك لابد من التنبيه أن هذه نصائح من شخص أصيب بالكورونا ،وليست نصائح طبية ،ولا يوجد مايثبت علميًا أنها صحيحة وتفيد الجميع ،ولكنها تجربتي وتجارب أخرى حولي قررت كتابتها ،لعل الله ينفع بها بعض الناس فتنقذ روحًا هنا أو هناك ،ويجب التنويه أيضًا أنني لست طبيبًا ولا ملمًا بالطب، ومعرفتي الطبية شحيحة وسطحية حتى لايتوهم البعض أنها نصائح طبية من مختص ،بل هي صادرة عن تجربة شخصية فحياة الناس ليست مجالاً للعبث أو الاجتهاد.

أولاً – وقف النشاط

وباء كورونا هو مرض يصيب الجهاز التنفسي وخطورته الأولى هي تخريب الرئتين أو جزء منها مما يقلل القدرة على استخلاص الأوكسجين الكافي للجسم ؛وقد يؤدي ذلك فيما بعد إلى خلل في أعمال الكبد أو الكلى أو وظائف أعضاء أخرى في الجسم ،وبالتالي يتعين على مصاب كورونا أولا وقبل كل شيء وقف نشاطه الجسدي بشكل كامل لتقليل حجم استهلاك الاوكسجين إلى الضروريات اللاأرادية كالقلب والتنفس، وللتوضيح هنا أي حركة تتعب مريض كورونا وأي نشاط زائد قد يقضي على حياته بحيث يزيد حرق كميات من الأوكسجين اللازم للنشاط بينما الرئتين لاتوفر ربعه أو نصفه أو عشره ،
إذاً خلاصة هذا الأمر: يجب وقف أي حركة جسدية وحتى عقلية إن أمكن واللجوء للنوم المتواصل إلا للأكل أو قضاء الحاجة ،ويجب الانتباه عند دخول الحمام بحيث لايكون بعيدًا عن غرفة النوم لتكون الخطوات في حدها الأدنى وتجنب الانفعالات والكلام والاتصالات الهاتفية بشكل تام على أن يستمر ذلك حتى تمام التعافي (عشرة أيام في الحد الأدنى) فالانتكاس يحدث في رأيي للجميع وغالبًا مريض كورونا ينتكس مرة او مرتين قبل التعافي التام وهنا يجب الحذر وعدم الركون الى التعافي ثم البدء بممارسة النشاط مايؤدي إلى تدهور الحالة وربما الوفاة بل يجب الانتظار حتى تمام التأكد بفترة زمنية كافية لتعافي الرئتين،والالتزام بما سبق يجنب الإنسان – في اعتقادي- الحاجة للمنفسة أو دخول المستشفى.

ثانياً – المأكل والمشرب

معروف ومن واقع تجربتي مع هذا الوباء أنه يصد النفس عن الطعام بشكل تام ،بل يمنع الرغبة في تناول أي نوع من الطعام، ويصبح المريض يكره أن يضع لقمة في فمه وهنا يجب على الإنسان أن يجبر نفسه على تناول الطعام المغذي والماء بزيادة والمشروبات المغذية كالعصائر بجميع أنواعها وفي مقدمتها البرتقال والليمون، وهي إحدى أهم عناصر الشفاء الضرورية،وذلك لتزويد الجسم بالمواد اللازمة لعمل الجهاز المناعي الذي يكون يعمل في اقصى طاقته في هذه الايام والساعات.

ثالثًا – الدواء

من الضروري تناول أدوية تساعد الجسم على التعامل مع هذا الوباء ،وبما أنه لايوجد دواء لمكافحة الفيروس فإنه يجب على المريض تناول مايساعد الجسم عل التصدي للوباء، وما يعين الجهاز المناعي على المقاومة ،وفي مقدمة ذلك أقراص فيتامين سي الفوار عدة مرات يوميًا قدر المستطاع ،وكذلك – إن توفر- فيتامين( د) وحبوب الزنك بمعدل حبة يوميًا لكل منهما، أما المضاد الحيوي فلا يؤثر على الفيروس، ولكنني أعتقد أنه إذا ما أخذه المريض في أول أيام الإصابة لمدة خمسة أيام فإنه يساعد على معالجة الالتهابات الناتجة عن الفيروس (الالتهابات الناتجة عنه وليس الفيروس) مما يفيد في التعافي.

رابعًا – حاسة الشم

وفق نصيحة طبيب سوري ذي خبرة طويلة ،فإنه يتعين استخدام قطرة أنفية تحوي الكوتيزون، بشكل يومي عدة مرات خلال مرحلة فقدان الشم ،ويجب أن تصل إلى أقصى داخل الأنف (العصب الشمي) حتى لايتأثر هذا العصب تأثرًا دائمًا ،وبالتالي يفقد المريض حاسة الشم نهائيًا.

أخيرًا وليس آخرًا؛ الأعمار بيد الله والآجال مقررة ، ولكن الله تعالى طالبنا بالأخذ بالأسباب ،ونسأله تعالى أن يرفع هذا البلاء عن البشرية،ونسألة السلامة لكم جميعا ولمن تحبون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى