مقالات

مصادفة أم مؤامرة ؟

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

بعيداً عن العواطف وعن الحميّة .. ولنقف وقفة تحليلية علمية “روبوتية” بحتة، وفق منهج من يأخذون علينا أننا ننظر إلى الأمور من منظار “المؤامرة على الأمة” فنفقد بوصلة التحليل المنهجي، ونبتعد في نتائجنا “العاطفية” عن منطقهم المعلّب الخشبي.!

  • منذ أن تدخلت إيران عسكرياً في الملف السوري إن كان من خلال زج عناصر من فيلق القدس مباشرة، أو بزج أذرعها المتواجدة في المنطقة كحزبها اللبناني أو ميليشاتها العراقية وحتى أذرعها البعيدة كفاطميون وزينبيون … والقائمة تطول.
  • ومنذ أن تدخلت روسيا عسكرياً في الملف السوري لإنقاذ النظام  نهاية  2015  برياً من خلال ميليشياتها و مرتزقتها، وجواً بأحدث طائراتها وصواريخها وأسلحتها الفتاكة الحديثة حيث حولت مناطق من الأرض السورية المأهولة إلى حقل تجارب لاختبار فعالية تلك الأسلحة وباعتراف كبار جنرالاتها.
  • ومنذ أن تدخلت الولايات المتحدة أيضاً إن كان بسلاحها الجوي أو بمقاتليها على الأرض أو بمرتزقتها المحليين والتي لم تتوانى عن دعمهم مادياً وعسكرياً ولوجستياً وسياسياً رغم ارتكابهم لأبشع عمليات القتل والتهجير وتجريف القرى.
  • ناهيكم عن تدخل بعض الفصائل والميليشيات الأرمنية و العلوية والشيعية وغيرها من منتجاتٍ طائفيةٍ مقيتةٍ محلية ومستوردة.
    منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا ما الذي أنجزته تلك الجهات على الأرض باختلاف مشاربها.؟
    بل ماالمشترك الذي اجتمعوا عليه أولئك الفرقاء في سوريا ورموا خلافاتهم وتبايناتهم خلف ظهورهم متفقين جميعهم على الهدف الأسمى والأهم.؟
    ولنقترب أكثر فأكثر كي تتوضح الصورة ويزول الغباش  .. من هي الفئة المتضررة من جميع تلك التدخلات.؟
    من الذي دفع الثمن الأكبر في هذه المعمعة؟
    من هي الجهة التي تم استهداف أبنائها اعتقالاً وتضييقاً وقتلاً وإبادة ممنهجة ؛وتهجيراً من قبل كافة الأطراف المذكورة آنفاً وبشكلٍ مثبت وموثق؟
    وطيلة عقد من الزمن هو عمر الثورة السورية اليتيمة ؛هل وقف “المجتمع الدولي” بحزم أو أي جهة دولية أخرى بوجه عصابة دمشق وأوقفت “الهولوكوست” الذي تعرض ويتعرض له السوريون.؟
    إذاً وفق مقياس العلم والمنطق والعقل الذي يدّعون من ينكرون علينا تبنينا لفكرة المؤامرة ،أنهم يؤمنون به، وباعتبار أن الأمور تقاس وتحسب بنتائجها الملموسة المحسوسة، وليس بشعاراتها الجوفاء فإن الثابت أننا لم نشهد تدخلاً جِدّياَ واضحاً من أي طرف من الأطراف لوقف شلال الدم السوري ولمعالجة القضية معالجة منطقية بحماية المتضرر وردع المجرم.
    لقد تبين أن كل من تدخل بالشأن السوري وبلا استثناء إما أنه أتى وبجعبته أجندته الخاصة وقد فعل لأجلها كل ما تمكن من فعله بعيداً عن مصلحة الشعب السوري، أو جاء مكلَّفاً من مشغليه بمهمة محددة قذرة الهدف، حتى لو بدت في ظاهرها نبيلة وإنسانية كإغداق المال السياسي على جهات سورية معينة حيث طفت تلك الجهات المشبوهة على السطح وتصدرت المشهد السياسي ليتم استخدامها لاحقاً في مؤتمراتهم لتمرير اتفاقيات تتعارض مع ما انتفض السوريون لأجله.
    لن أجيب على كل تلك التساؤلات المشروعة التي طرحتُها رغم أن الإجابة تبدو واضحة جليّة بين ثنايا الأسئلة ذاتها.
    وسأدع الإجابة برسم من يعارضون “نظرية المؤامرة” علهم يتحفونا بما لم نحط به خُبراً !

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أرحب بكافة التعليقات والآراء حتى وإن اختلفت عن رؤيتي المتواضعة لطالما أنها ضمن نطاق الحوار الهادئ والسليم
    محمد علي صابوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى