مقالات

تساؤلات ميدانية

العقيد محمد فايز الأسمر

خبير عسكري سوري
عرض مقالات الكاتب

إن أي متابع للشأن السوري، يتساءل ماذا يعني ميدانيا كل هذا الصلف و التعدي الروسي في كسرهم للقواعد الدولية والتفاهمات واقتراب طائراتهم الحربية من الحدود التركية؟ بل وتنفيذ غاراتها على أهدافٍ للجيش الوطني قريبة من محيط النقاط التركية تقع في مناطق درع الفرات ،وغصن الزيتون وبخاصة تلك التي على خطوط التماس مع ميليشيات قسد؟!
فهل تريد موسكو من خلال هذا الاستعراض وتدويرها للزوايا إظهار نفسها أمام قسد بمظهر الممتعض والرافض للاجراءات الميدانية التي تقوم بها انقرة ضدها في تلك المناطق؟

وهل هي طريقة ابتزاز جديدة من خلال تقديم المساعدة الميدانية لتلك الميليشيات بشكل مباشر، أو غير مباشر ؟!

ثم هل هذه التطورات الميدانية الأخيرة جاءت خلطًا للأوراق وبعثرةً للحسابات، أم أنّ روسيا عمليًا تعتبرها فقط هي رسائل ضغط على تركيا للتحسب من أي بوادر تصعيد روسي قادم والذي سيضع كل مناطق الشمال السوري على صفيح ساخن ناسفًا كل التفاهمات بين موسكو وأنقرة ؛ومغيرًا من أطراف وقواعد الاشتباك في تلك المناطق! أم هي ردّات فعل سياسية روسية بإجراءات ميدانية محدودة للتعبير عن الامتعاض من فشل المباحثات الأخيرة في قمة سوتشي بين الرئيسين بوتين وأردوغان فيما يخص الملف السوري ،وعدم خروج هذا الاجتماع بنتائج كانت تطمح وتخطط لها موسكو؟

وهل تصريحات الرئيس أردوغان بنفاذ الصبر ،وبأن الهجمات الأخيرة التي تستهدف القوات التركية شمال سوريا بلغت حدًّا لايحتمل ،وباتت القشة التي قصمت ظهر البعير”، وأن بلاده “ستقوم باللازم” هي مجرد زوبعة في فنجان وستمر؟ أم هي تصريحات نارية وإيذانًا بقرب بدء الجيش التركي والوطني عمليات عسكرية لتوسيع دائرة نفوذهما وتأمين الداخل التركي بعد طرد ميليشيات قسد الإرهابية من المناطق القريبة من حدودها الجنوبية؟

ختامًا على مايبدو ومن خلال الأحداث الميدانية في الشمال السوري، ومن تعدد أصحاب النفوذ واختلاف أهدافهم واستراتيجياتهم فيه فإن المنطقة هناك ،وإذا لم يتدخل ضابط الايقاع الأمريكي فهي مقبلة بالتأكيد على مزيدٍ من الاحتمالات و التعقيد والتصعيد بين مختلف أطراف الصراع ،وربما تختلف فيها التحالفات والعداوات !

ولكن التساؤل الأهم هنا هل ستشهد الأيام القادمة انحلالا للعقد ،وينقلب الحال ويصبح أصدقاء اليوم (موسكو وأنقرة) أعداءً في الغد على الجغرافيا السورية ؟!

ننتظر نراقب ونرى….

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بوتين يدرك جيدا ضعف أوراق اردوغان،خاصة بعد التوتر العلني في العلاقة بين أنقرة وواشنطن…فتركيا محاصرة من عدة جهات وكثرت أعباء الأزمات التي تنوء بها..وهذا ما يدفع بوتين لرفع سقف التدخل الروسي،لعلمه اليقيني بعدم ممانعة أمريكا، دون الوصول الى اجتياح واسع لإدلب…و قد صرحت إلهام أحمد بأن هناك تنسيق مكثف بين روسيا وأمريكا فيما يتعلق بشرق الفرات، وهذا أمر مدرك منذ عشية “نبع السلام” حين سمح ترامب لروسيا بالانتشار شرق الفرات فتتولى لجم التدخل التركي ومنع تركيا من إقامة قواعد ثابتة داخل المنطقة الآمنة ضمن مسافة 30 كلم من الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى