مختارات

ما وراء التسهيلات الإماراتية للفنانين السوريين…وما علاقة ملف إعادة الإعمار؟

تثير التسهيلات التي تقدمها الإمارات تباعاً للفنانين السوريين وتحديداً نجوم الدراما السورية، وصناعها، -التسهيلات المتعلقة بالإقامة (الجنسية، الإقامة الذهبية)-، تساؤلات عدة عن الأهداف من وراء ذلك.
وفي هذا السياق، سلطت دراسة نشرتها منصة “الاقتصادي” الناشئة، والمتخصصة بالقضايا الاقتصادية السورية، الضوء على هذه القضية.
زيادة الاعتماد على “التسويق عبر المؤثرين”، هذا هو التوجه الإماراتي الجديد، الذي يفسر السبب وراء التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الإمارات ودبي على وجه التحديد للفنانين ونجوم الدراما السورية، ومنحهم الإقامة الذهبية، حسب ما أظهرته دراسة صادرة عن المنصة.
وأوضحت الدراسة أن دبي تخطط لجعل الجغرافية السورية بوابة لسوق كبيرة تمتد حتى الدول المجاورة، لتكون مسرحاً لتوظيف شركات دبي المختلفة واستحواذها الاقتصادي. وكون سوريا عانت الكثير من الحرب التي انخرطت فيها شريحة من الفنانين، فتحول هؤلاء إلى مؤثرين على النسيج السوري المتصارع.
وحسب الدراسة، وجدت دبي في طابع المسلسلات الشامية والمسلسلات الشبيهة بأجواء “شهريار”، جواً يتناسب مع طابع المدينة الذي ترسمه لها كجزء من الخيال لجذب المغامرين الذين يودون إنفاق ما يملكونه لملامسة ذلك الخيال وخاصة من العرب والأغنياء لتكون دبي واحة للاستراحة.
وربطت الدراسة التي رصدها “اقتصاد”، بين منح نجوم الدراما الإقامة الذهبية، ووجود مشاريع ومصالح للإمارات في سوريا قبل انطلاق الثورة، مشيرة إلى أن الإمارات تخطط لإقناع السوريين الذين بقوا بمناطق سيطرة النظام بمصداقيتها، وتوضح “لن يستطيع أحد ايصال تلك الصورة كما شريحة الفنانين كونهم وسطاء بسطاء من بيئة المستهلك”.
تلميع صورة دبي
وتعتقد الدراسة، أن الهدف الأول الذي تخطط له الإمارات، من وراء التسهيلات للفنانين السوريين، هو تلميع صورتها عند الحواضن الشعبية، وإظهارها كمُخلّص، وأنها قادرة على خلق المجتمع وأنماط العيش التي تطمح لها المجتمعات المحلية.
وأضافت، أن الهدف الثاني، هو استخدام المؤثرين للدفاع عن الشركات التي تستخدمهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
إعادة إعمار سوريا
وثمة أهداف أخرى مرتبطة بمرحلة إعادة إعمار سوريا، حيث ترى الدراسة، أن المؤثرين هم الحاضنة الشعبية للدفاع عن مصالحهم، مما يسهل استخدامهم بيادقاً في خطط الاستثمار والإعمار لسوريا، بحيث ممكن أن تدفعهم مصالحهم لدعوة الشركات الإماراتية للاستثمار في سوريا، بعد أن ارتبطت أنماط الاستهلاك الإماراتية بشخصيتهم، وهو ما يفتح شهية أسواق المال لتمويل تلك الشركات.
وفي ربط غير مفهوم الأسباب، تحدثت الدراسة عن ما يشبه السباق بين دبي ومدينة إسطنبول التركية، علماً بأن الأخيرة لم تقدم أي تسهيلات للفنانين السوريين، ولذلك فضلنا في “اقتصاد” عدم التركيز على ذكر مدينة إسطنبول.
وتعليقاً على ما ورد في الدراسة المشار إليها، تساءل الباحث بالشأن الاقتصادي، رضوان الدبس، في حديث خاص لـ”اقتصاد”، عن إغفال الدراسة لذكر مصالح الشركات الروسية والصينية في الحديث عن مرحلة إعادة الإعمار.
وأضاف الدبس، أن الدراسة افترضت أن التسهيلات التي تقدمها الإمارات للفنانين السوريين تضمن الولاء المطلق للإمارات، وقال: “هذه الفرضية تحتاج إلى التثبت كثيراً، بحيث لا يعني الحصول على الإقامة الولاء المطلق”.
ضمن نهج إماراتي واسع
وحول قراءته الشخصية لأهداف منح الإمارات التسهيلات للفنانين السوريين، يضع الدبس ذلك في إطار توجه الإمارات نحو استقطاب المشاهير في مختلف المجالات.
وعن سبب اهتمام الإمارات بنجوم الدراما السورية أكثر من غيرهم، يرى الباحث أن الإمارات تخطط فعلاً لإعادة توطين هؤلاء، أملاً في جعل دبي محطة للإنتاج الدرامي العربي، ويضيف: “بعبارة أخرى يسعى حكام الإمارات لاستقطاب الفنانين السوريين، من خلال تقديم التسهيلات لهم المتعلقة بالإقامة، لجعل الإمارات وطناً بديلاً لهم في حال ساءت الأمور في سوريا أكثر”.

المصدر: مجلة زمان الوصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى