مقالات

خصائص خليل الله إبراهيم -عليه السّلام- وصفاته العظيمة (3)

د. علي محمّد الصلابيّ

عرض مقالات الكاتب

إنّ خليل الله إبراهيم عليه السلام عَلمٌ من أعلام الدنيا، شخصية فذّة وقامة سامقة، تجسدت في شخصيته الكريمة صفات عظيمة وفضائل كريمة، جعله الله بها أهلاً وناشطاً؛ ليضع أساس وقواعد ملة عظيمة، واضحة المعالم ومستقيمة وسمحاء، تصلح للناس جميعاً، وللأحوال كافة على مدى الدهور، فإن إبراهيم عليه السلام هو خليل الله، وهو النبيّ، والرسول، والصّديق، والمصطفى، والمجتبى، والمهدي، وأبو الأنبياء، والشاكر، والأواه، والمنيب، والحليم، والقانت، والموقن، والحنيف، وذو القلب السليم، والأمّة، والإمام، والأسوة، والصالح، وصاحب الصحف، وهو أول من بنى لله بيتاً؛ ليُعبد الله سبحانه فيه على الأرض، وهو أول من يُكسى يوم القيامة، وهو من أراه الله سبحانه ملكوت السماوات والأرض، وكل هذه الصفات ثابتة بأدلة قطعية الثبوت من كتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم. (عبد الستار كريم المرسومي، ملة أبيكم إبراهيم، ص243)

ومن هذه الخصائص والصفات والفضائل:

  1. الرجل الأُمَّة:

الأًمَّة: هي الجماعة التي يجمعها أمر ما: إما دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، والرجل الجامع لخصال الخير يوصف بأنه أمَّة.

ومن هنا وصف الله تبارك الله تعالى خليله عليه السلام فقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} ]النحل:120[، قائماً مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم: فلان في نفسه قبيلة، ورُوي عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم: أنَّ الأُمَّة هو الذي يعلم الناس الخير والدين، ورُوي: أنه كان وحده مؤمناً والناس كلهم عند أوّل مبعثه كانوا كفاراً.

ولا يمتنع أن تكون هذه المعاني كلها داخلة في هذا اللفظ لتدل على علوّ مقام إبراهيم عليه السلام وفضله عند الله وبين الناس.

  • الوفاء:

أثنى الله تبارك وتعالى على خليله إبراهيم، وذكر تحلّيه بخصلة الوفاء، فقال: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} ]النجم:37[؛ فهو قد بذل جهده، واستنفد طاقته في تبليغ رسالة ربه وفي طاعة خالقه، وأداء ما أمره بأدائه وما ابتلاه به.

  • الإخلاص:

قال تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)} ]ص:45-47[.

  • {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا} الذين أخلصوا لنا العبادة ذكراً حسناً.
  • –    {إبْرَاهِيمَ} الخليل.
  • –    {وَإِسْحَاقَ} ابنه {وَيَعْقُوبَ} ابن ابنه.
  • –    {أُولِي الْأَيْدِي} أي: القوّة على عبادة الله تعالى.
  • –    {وَالْأَبْصَارِ} أي: البصيرة في دين الله فوصفهم بالعلم النافع والعمل الصالح.
  • –    {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ} عظيمة وخصيصة جسيمة وهي {ذِكْرَى الدَّارِ}: جعلنا ذكرى الدار الآخرة في قلوبهم والعمل لها صفوة وقتهم والإخلاص والمراقبة لله ووصفهم الدائم، وجعلناهم ذكرى الدار، يتذكر أحوالهم المتذكر ويَعتبر بهم المعتبر ويذكرون بأحسن الذكر. (تفسير السعدي “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان”، ص1499)
  • الفطانة:

حدة العقل وذكاؤه، المراد التفطن والتيقظ لإلزام الخصوم وإحجاجهم وإبطال دعاويهم الباطلة، والتفطن والذكاء إدراك الأمور الدقيقة، وهو أخصُّ من الفهم.

وهي من أبرز أخلاق إبراهيم – عليه السّلام – التي منحها إياها الله عزّ وجل، فقد استطاع بفطنته النيّرة وذكائه المفرط أن يفحم أعداءه ويقيم عليهم الحجة والبرهان الدامغين على بطلان معبوداتهم وضلال معتقداتهم، بحيث عجزوا عن مناظرته ومجادلته، وعدلوا إلى مغالبته بقوة البأس شأن من أقام عليهم الحجج، فيعدلون إلى القوة، ولكن ما لبثوا أن خيبهم الله وأذلهم من حيث أرادوا من القوة والبطش، وقد قصّ الله في كتابه الكريم من أخبار مجادلته وقومه ما يشهد ببالغ فطنته وفرط ذكائه، ومن ذلك مناظرته لقومه في شأن معبوداتهم من الكواكب حيث استطاع أن يقيم الحجة الدامغة عليهم في بطلان ألوهيتها بما لم يدع شكاً للمنصف العاقل، (فقه دعوة الأنبياء في القرآن الكريم، أحمد البراء الأميري، ص244) كما مرّ معنا وكذلك في مسيرته ودعوته لعبدة الأصنام والملك الجبار وغير ذلك كثير.

  • العِلم:

كما أن من صفات إبراهيم عليه السلام أنه يرى الأمور على حقيقتها بالعلم قبل فوات الأوان، يرى الشرّ من بعد، قبل أن يراه الناس، فهذه الرؤية الصحيحة الواضحة عند إبراهيم عليه السلام من معالم شخصيته، فيحسب للأمور حسابها، وهذا من باب فراسة المؤمن وفهمه للواقع وفق السنن والقوانين التي علمه الله إياها، فقد وصل منتهى العلم الإنساني في علوم العقائد والتوحيد وأسماء الله وصفاته وأفعاله وقضائه وقدره وتاريخ الأنبياء والمرسلين الذين سبقوه، وعلوم الأخلاق، وعلم النفس وأمراض القلوب وعلاجها، وعلم العبادات من حجّ وصلاة وزكاة.. إلخ.

وكان إبراهيم عليه السلام كثير الدعاء لله بأن يهديه، وأن يرزقه العلم النافع والعمل الصالح، مثل قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)} ]الشعراء:83-85[؛ فهذا الدعاء بهذا الترتيب لم يأتِ عبثاً، طلب من الله أن يعطيه حكماً أي علماً والنكرة تفيد العموم والتنوين يفيد الكثرة؛ لأن العلم له فوائد عظيمة جداً، ومن فوائده أنه يجعل صاحبه مؤهلاً للانضمام إلى الصالحين، فمن دون علم لا يمكن أن يعمل صالحاً؛ لأن من شروط العمل الصالح الأول، الأول: الإخلاص لله، والشرط الثاني: الصواب وموافقة الشرع، وهذا لا يتم إلا بالعلم. (قصة إبراهيم في القرآن الكريم، إسحاق محمد حمدان البدارين، ص167)

وإن ترتيب هذا الدعاء فيه إشارة أنه بالعلم يصبح للإنسان ذكرى طيبة بين الناس، فيذكرون العلم من باب الشكر للعلماء؛ لأنهم أفادوهم ولهذا يكون العلم سبباً في تخليد ذكرى أصحابه، وكذلك العلم يكرم صاحبه بدخول الجنة، ويكون سبباً من أسباب دخول الجنة، وهذا يؤكده حديث صحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله به طريقاً إلى الجنة، ولهذا حثّ الله رسوله محمد عليه السلام بأن يدعوه أن يزيده علماً فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ]طه:114[. (سنن الترمذي، رقم (2682) )

إنَّ إبراهيم – عليه السّلام – زوّده الله بالعلم حتى يتمكن من القيام بواجب الرسالة والدعوة إلى الله، واستحق بعلمه وعمله أن يكون إماماً للناس، ولهذا عندما دعا والده إلى الإسلام قال لأبيه: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} ]مريم:42[، وكذلك أعطاه الرشد مبكراً وأراه ملكوت السماوات والأرض حتى يزداد يقيناً وعلماً، فالعلم قاد إبراهيم – عليه السّلام – إلى كثير من القربات والطاعات، كما قال سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، ولهذا فإن الأنبياء أكثر الناس معرفة بالله أكثرهم خشية والتزاماً، فهم قدوة للناس وشموس في الدنيا والآخرة. (قصة إبراهيم في القرآن الكريم، إسحاق محمد حمدان البدارين، ص168)

  • الدعوة إلى الله:

صفة الدعوة إلى الله من ملامح شخصية إبراهيم – عليه السّلام -، حتى أن هذه الصفة هي الغالبة عليه؛ لأن مهمته الرئيسية هي إيصال دعوة الله إلى الناس وإقامة الحجّة عليهم، واستخدم كافة الأساليب المشروعة لتبليغ رسالة الله إلى الناس من الالتزام بالفكرة التي يدعو إليها في شخصه وعائلته وأولاده، والاتصال الشخصي مع المدعوين واستخدام الحوار العقلي والمنطقي والوجداني في إقناع المدعو، وأكثر من الرحلات والهجرات والدعوات الخاشعات من أجل هداية الناس إلى ربهم وتحقيق توحيده وإفراده بالعبادة، وقد بيّنا كل المواقف الدعوية العظيمة التي قام بها إبراهيم عليه السلام في هذا الكتاب.

  • إقامة الحجّة:

إقامة الحجّة من ملامح شخصية إبراهيم – عليه السّلام- حيث أعطاه الله القدرة على إقامتها على الآخرين بالدليل والبرهان، قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} ]الأنعام:83[. ويظهر هذا في جملة مواقف مرّت معنا في هذا الكتاب:

  • في حواره مع أبيه لإثبات بطلان عبادة الأصنام.
  • في حواره مع قومه لإثبات بطلان عبادة الأصنام وبطلان عبادة الكواكب.
  • في حواره مع الملك لإثبات بطلان عبادة الأصنام البشرية.
  • في حواره مع قومه بعد تحطيم الأصنام أثناء التحقيق وبعد نجاته من النار.

كل هذا يثبت أن إبراهيم – عليه السّلام – كان عنده هذه الصفة البارزة، والتي تجعله يقنع الآخرين بفكرته بالحجة والمنطق.

وكان إبراهيم – عليه السّلام- يستخدم أنجح الوسائل وأفضل الأساليب في عرض الإسلام والدعوة إليه، فقد ناقش قومه بالمنطق الحواري البرهاني، واستطاع الوصول إلى ما يريده من إقامة الحجة، بأسئلة علمية منطقية لا تحتمل إلا جواباً واحداً يعدُّ من البديهيات اليقينيات التي لا يختلف فيها اثنان.

  • الصّبر:

كان الصّبر من ملامح شخصية إبراهيم عليه السّلام، بل من الصفات البارزة فيه؛ لأنه نفذ جميع الأوامر التي كلفه الله بها واستحق شهادة ربه {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، وقد نجح في جميع الابتلاءات التي أصابته؛ ليرتقي بها إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى وعند الناس، فنال مرتبة الخلة عند الله ونال مرتبة الإمامة عند الناس، فجمع خير الدنيا وخير الآخرة، وجمع محبة الله ومحبة الناس، وهكذا كان الصبر من ملامح شخصية إبراهيم عليه السلام. (قصة إبراهيم في القرآن الكريم، إسحاق محمد حمدان البدارين، ص176)

  • الشجاعة:

من ملامح شخصية إبراهيم – عليه السّلام- الشجاعة التي كانت من ثمار إيمانه بالله وتوحيده، وإفراده بالعبادة ويقينه بأن النافع والضارّ هو الله وحده سبحانه وتعالى، والشجاعة والصبر قرينان لا ينفصلان.

وإن قمة الشجاعة في إبراهيم – عليه السّلام- عندما أقدم على عملية تحطيم الأصنام؛ لأن هذه العملية الجريئة كلفته نفسه، والجود بالنفس أعلى مراتب الشجاعة، وموقفه أثناء المحاكمة بعد تحطيم الأصنام كان ثابت الجأش كالطود الشامخ، يحاور قومه بكل عزة وشجاعة، وعندما نفذوا فيه حكم الإعدام بإلقائه في النار العظيمة، بقي ثابتاً على موقفه حتى بعد نجاته من النار زادت شجاعته وتحدّيه للباطل، وأعلن براءته من جميع الأصنام ومن جميع الكفار، وأعلن مقاضاته لقومه والهجرة في سبيل الله، وهذه شجاعة ما بعدها شجاعة.

وإبراهيم عليه السلام من أصحاب الدعوات الخالدة في تاريخ الإنسانية، ومن الذين لا يخشون في الله لومة لائم، وقد جمع الشجاعة من جميع أطرافها، فهو شجاع قوي الإيمان وقوي في المواقف الداعمة لدعوة التوحيد وإفراد الخالق العظيم بالعبادة.

  1. التّضحية:

كان إبراهيم عليه السلام – عليه السّلام- من أكثر الأنبياء والمرسلين تضحية في سبيل الله بدليل أن الله قد جعله إماماً للناس بعد أن قدّم من التضحيات ما قدّم، فما نال رتبة الإمامة للناس إلا بالجهد والعرق والتعب والمعاناة.

والناس لا يعطون قيادة لأي إنسان إلا من حاز علي ثقتهم وكان كبيراً في أعينهم ووجدوا فيه من المؤهلات ما تجعله سيداً عليهم، وإبراهيم – عليه السّلام – حصل على هذه المرتبة العليا عن جدارة واستحقاق بدليل الشهادة التي أعطاها لإبراهيم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}.

إنَّ إبراهيم – عليه السّلام- ضحّى بكل شيء في سبيل الله ودعوة التوحيد، وهذا ليس غريباً على من سنّ الأضحية للمسلمين يوم عيد الأضحى، وهكذا كانت التضحية من معالم شخصية إبراهيم عليه السلام. (قصة إبراهيم في القرآن الكريم، إسحاق محمد حمدان البدارين، ص179)

  1. الملك العظيم في ذريته:

قال تعالى: {فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} ]النساء:54[، وذلك ما أنعم الله به على إبراهيم وذريته من النبوة والكتاب والملك الذي أعطاه من أعطاه من أنبيائه، كداود وسليمان عليهما السلام. (تفسير السعدي “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان”، ص315)

وقد بيّنت الآية الكريمة – وهي ضمن خطاب كامل متوجهاً إلى أهل الكتاب – أن الله تعالى آتى آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتاهم مُلكاً عظيماً، ذلك هو الإرث الإبراهيمي الشريف والمُلك العظيم، فهو الإرث الروحي والحضاري للإسلام ورسالته فوق الأرض. (درب إبراهيم عليه السلام، سعيد الشبلي، ص323)

  1. الاختتان:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ النبيُّ عليه السَّلَامُ، وَهو ابنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بالقَدُومِ.

فإبراهيم عليه السلام أوّل من سن الاختتان ولا يخفى ما يتطلبه امتثال أمر ربه هذا من جرأة ورجولة، إذ ليس سهلاً على المرء خاصة وقد بلغ الثمانين أن يقطع بيده جزءاً من جسمه فيبين منه ويسيل دمه وهو ينظر، وقد تألم إبراهيم – عليه السّلام-  من هذا دون شكّ، ولكنه صبر ابتغاء مرضات الله عزّ وجل. (فقه دعوة الأنبياء في القرآن الكريم، أحمد البراء الأميري، ص253)

هذه بعض خصائص وفضائل وصفات إبراهيم عليه السلام التي تحدّث عنها العلماء من خلال سيرته ومسيرته العظيمة التي حفظها الله، القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة، لتعطي لنا صورة واضحة المعالم في شخصيته وأخلاقه الفريدة عليه السلام.

وهذه الخصائص فيض من غيض، وهذه الفضائل جزء من كل، وهذه الصفات معالم راشدة، ومصابيح خالدة في دياجير الظلام من سيرته النورانية ومسيرته الربانية.

المصدر:

د. علي محمد الصلابي، قصة بدء الخلق وخلق آدم u، دار ابن كثير، ط1، ص 1305-1309.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى