سوشال ميديا

في الذكرى الحادية والخمسين لرحيله :عبد الناصر بين مادحيه وقادحيه !

فريق التحرير
يبدو أن مقاييس النجاح والعظمة والتميز تختلف من مجتمع إلى آخر، فالمجتمع المتخلف الجاهل الغارق في أتون الديكتاتوريات
والطغيان، أدواته التي يستخدمها في تقييم عظمة الشخصيات وعلو شأنهم، تختلف عن المجتمع الراقي والمتحضر.
فالغرب وأمريكا يحتفلون بذكرى أنشتاين وشكسبير وبيكاسو وبيتهوفن وجورج واشنطن… ويذكرون مآثرهم بكل فخر وغبطة وحق لهم، لكن الأنظمة العربية المتخلفة تحاول إحياء ذكريات لشخوص قد تركوا وراءهم إرثا أسود تضوع منه رائحة الظلم والقتل والخيانة والانحطاط والتآمر.
اليوم تحل الذكرى الواحدة والخمسين لنفوق الرئيس الأسبق لمصر جمال عبد الناصر… الذي أغرق مصر والبلاد العربية بكل صنوف التخلف والتقهقر وجعلهم وراء ركب الأمم بمئات السنين، وله قصب السبق في الإبداع بفنون تعذيب كل من يخالفه بالرأي، فقد غصت السجون المصرية بصفوة المجتمع المصري على عهده، وكم كان يتغنى ليل نهار على المنابر بانتصاراته وعصره الذهبي مطلقا الشعارات الرنانة والطنانة المخالفة للواقع فلم يستطع رسم نقطة بيضاء واحدة في سجله.
و يمكننا ذكر بعض منجزاته على جناح السرعة والتي يعجز القلم عن وصفها، فقد فصل مصر عن السودان؛ لتقزيمها وانقلب على محمد نجيب، وعطل الأحزاب، وذبح الديمقراطية من الوريد إلى الوريد، وورط جيش مصر بحروب كثيرة خسرها كلها، وأرسى لنظام بوليسي أمني قمعي مازال الشعب المصري يتجرع زقومه حتى الآن.
والواقع هذه الشخصية تذكرنا بشخصية معاصرة تتقاطع معه بكثير من الصفات وهي شخصية المدعو بشار الأسد الذي قتل واعتقل وهجر أكثر من نصف شعبه وهو يتبجح بمقاومته وممانعته لإسرائيل.
جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)، هو ثاني رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة 1956 إلى وفاته، وهو أحد قادة مايسمى بثورة(انقلاب) 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد علي)، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة، وصل جمال عبد الناصر إلى الحكم، وبعد ذلك وضع الرئيس محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد تنامي الخلافات بين نجيب وبين مجلس قيادة الانقلاب، قام عبد الناصر بعد الانقلاب بالاستقالة من منصبه بالجيش وتولى رئاسة الوزراء، ثم اختير رئيساً للجمهورية في 25 يونيو 1956، طبقاً للاستفتاء الشكلي الذي أجري في 23 يونيو 1956.

في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية. وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في ذلك الوقت، قدم ناصر دستوراً جديداً في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيساً لحركة عدم الانحياز الدولية. بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة. وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967. واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة،بطريقة تمثيلية لا تخفى على أحد من العقلاء، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة. بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967.

بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، توفي عبد الناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية. وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص. يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزاً للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية؛ بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان. تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، كان من بينها محاولة اغتيال نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقد نفت الجماعة علاقتها بالحادثة.أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين.

روّاد مواقع التواصل من كتّاب وسياسيين ونشطاء كتبوا في هذه المناسبة ، وقد برز فريقان مختلفان ، فريق يرى بعبد الناصر مدمرًا لمصر وتجربتها الديمقراطية ومكرّسًا لحكم العسكر الذي جرّف الحياة السياسية ، وآخر يرى به قائدًا فذًّا وقف بوجه أمريكا وإسرائيل وعمل على نهضة بلده وأعاد كراكة العرب …

القادحون بعبد الناصر وبتجربته الفاشلة حسب وصفهم ، تنوعت تدويناتهم وتغريداتهم بين تعداد الهزائم التي جلبها ، وبين الظاهرة الصوتية التي ميّزت حكمه ، وتكريس الحكم فرد المستبد ..

جمال سلطان الصحفي المصري الشهير ، دوّن على صفحته الشخصية مارأه أنها اختطاف لمصر وإغراق لها بالهزائم والنكبات :

مصر المختطفة تحتفل اليوم بذكرى وفاة عبد الناصر ، القائد العسكري الوحيد في الشرق الأوسط كله ، الذي خسر جميع المعارك التي خاضها ، 48 ، 56 ، 62 ، 67 ، وترك بلاده محتلة ، وجيشها محطما ، واقتصادها خراب ومدين ، ومدنه بدون بنية أساسية تقريبا ، وأفواه مكممة ، وصحافة راكعة ، ومعتقلات ممتلئة وانتخابات مزورة ، هذه هي الرموز المطلوب تسويقها جماهيريا

الكاتب محمد أسعد بيوض التميمي ، رأى أن سبب هزائم الأمة كان عبد الناصر ، وكتب على صفحته في فيسبوك :

في ذكرى هلاك الخاسر ….
اعظم انجازات الزعيم المزور عبد الناصر الذي هلك في مثل هذا اليوم من عام 1970 ان حول الشعوب العربية من المحيط الى الخليج الى قطعان من الانعام الضالة بل اضل سبيلا فبعد ان خدر وعيها وغيب عقلها بخطاباته الرنانة و بانغام اغانيه الحماسية المفعمة بالانتصارات والبطولات والانجازات الوهمية وشعاراته البراقة قادهها الى المذبح وهي ترقص وتغني خلفه وتهتف باسمه فكانت هذه الجماهير تستحق عن جدارة كل الخزي والعار الذي الحقه بها هذا الزعيم المزور الذي جاءت به المخابرات الامريكية لازالة اي خطر ممكن ان يهدد وجود اسرائيل فلذلك هو صانع اغرب واسرع هزائم التاريخ ولا عزاء لأكلة البرسيم والتبن والكرسنة والخ …..

كذلك غرّد الشاعر أنس دغيم

‏في مثل هذا اليوم من سنة 1970:
رحلَ الذي ما كانَ قَطُّ كبيرا … بطلُ الهزائمِ أوّلاً وأخيرا

على الطرف المقابل ، فقد استذكر محبو عبد الناصر تلك الذكرى التي وصفوها بالأليمة وأن رحيل عبد الناصر فاجعة حلّت بالعرب ولم تقم لهم من بعده قائمة !

حساب باسم “غمّاز ” كتب على صفحته بتويتر :

٢٨/٩ ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر

٥١ عاماً مرّت على رحيل جسدك الطاهر وما زلت ملء السمع والبصر

٥١ عاماً والملايين ترفع صورك وتتغنى باسمك كلما خرجت توقاً الى العزة والكرامة

٥١ عاماً أثبتت صحة خياراتك وأن ثمن المقاومة فادح لكن ثمن الاستسلام أفدح

سلاماً عليك أبا خالد ❤️

كذلك غرد أحمد حمدان

سلام على من فارقتنا أجسادهم تحت التراب ولكن أرواحهم مازالت بيننا
اليوم ذكرى وفاه الزعيم جمال عبد الناصر
رحمه الله عليه

حسين محمود “ناصري سوري” استذكر هذا اليوم بأن عبد الناصر مازال حيًا بين محبيه ودليل ذلك ما يتعرض له من طعنات !

“من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا”
صدق الله العظيم ….
الرحمة لروحك في ذكرى رحيلك ابوخالد……
“جمال عبد الناصر”
١٩١٨-١٩٧٠
ذكرى مرور واحد وخمسين عام ع الوفاة ؛ ومازال أبا خالد حيٌ معنا ومازالت الغرابيب السود تنهش بجسده الطاهر وبمسيرته العظيمة ..


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى