منوعات

في مجال الحرب الحديثة !

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب

أسلحة جديدة في ميادين الحروب:

(أ) غارات وقنابل إلكترونية

تُنفذ هذه الغارات ضد نظم الكمبيوتر ومحطات الكهرباء والأجهزة الإلكترونية، واستخدمت لأول مرة خلال العمليات العسكرية التي شنّتها قوات حلف شمال الأطلنطي ضد الصرب. حيث قصفت الطائرات الحربية الأمريكية محطات الكهرباء الصربية بقنابل إلكترونية جديدة أدّت إلى إغراق ثلاثة أرباع أراضي يوغسلافيا السابقة في الظلام، يطلق على هذه القنبلة الإلكترونية اسم “CBU94″، وقد ألقتها طائرة أمريكية من طراز “F117” المعروفة باسم “الشبح” على 5 محطات طاقة صربية، وعلى ارتفاع معيَّن انفجرت القنبلة وخرجت منها ملفات سلكية خاصة انتشرت في الجو كشبكة العنكبوت فوق خطوط الضغط العالي فعطلتها، مما أدى إلى اشتعال النيران في المحطات، وتوقفت مراكز توزيع الطاقة اليوغسلافية عن العمل. توجد بداخل القنبلة “CBU94”  عدة قنابل أخرى تنطلق من داخلها في الجو، وكل واحدة منها مزوَّدة بمظلة صغيرة، ثم تخرج من هذه القنابل أيضاً ملفات مصنوعة من الرصاص الكربوني هي التي تُكَوِّن الشبكة الإلكترونية عند اقترابها من الأرض؛ بحيث تصيب محطات الطاقة الكهربائية والاتصالات التليفونية بالشلل التام، ورغم أن هدف هذه القنابل الأساسي هو تعطيل نظم الاتصالات العسكرية والتشويش على وسائل الدفاع الجوي.. إلا أن الحياة المدنية تأثرت أيضاً نتيجة لتوقف محطات توليد الطاقة الكهربائية عن العمل.

 (ب) الأسلحة الناعمة!

أنتج حلف الأطلنطي “الناتو” جيلاً جديداً من الأسلحة، أُطلق عليها اسم “الأسلحة الإنسانية الناعمة” والتي يمكنها أن تحل محل الأسلحة التقليدية والحديثة، وتحقق الأغراض نفسها، دون تحقيق دمار واسع، أو الإيقاع بضحايا، أو الإضرار بالبيئة! تُمكن هذه الأسلحة طياري حلف “الناتو” القاء أنواعاً من الصمغ تستطيع إلصاق السيارات في الأرض ومنعها من الحركة، كما أن هناك موادّ تُلقى على الطرق تستطيع تدمير السيارات المارة، وذلك بدلاً من قصف الطرق السريعة بالقنابل.

كما أنه من بين الأسلحة الناعمة أيضاً أسلحة توليد موسيقى معينة تدفع جنود الأعداء للتقيؤ بدلاً من تمزيقهم بأسلحة تحتوي على اليورانيوم. كما أوضح الخبراء أن هناك أيضاً أسلحة مثل الضوضاء الزاعقة، والرائحة الكريهة، والأصوات العالية المؤلمة وغيرها، وعلى الرغم من أن هذه الأسلحة غير مميتة. فإنها مرعبة للغاية، وتحقق أهدافها بشكل شبه كامل.

تسبب هذه الأسلحة أعراضاً واضحة وضارة مثل التعب المزمن، والعصبية الشديدة، وعدم التركيز والتوتر وهبوط المناعة بشكل واضح، والتدخل العلاجي هنا هو تدخل المهندس وليس الطبيب؛ لأن المهندس الدارس لهذه العلوم هو الذي سيكتشف السبب الحقيقي وراء هذا الخلل.

ج) الحرب الجرثومية أو الحرب Biological Warfare     

تُعرف الحرب البيولوجية  Biological Warfareبالحرب التي تعتمد على الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات والبكتيريا وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات “عند العدو”، وطرائق الحماية من هذه الأوبئة ومسبباتها. ويطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب البكتيرية، أو الحرب الجرثومية، غير أن تعبير الحرب البيولوجية هو الأكثر دقة لشموليته.

المؤثرات البيولوجية أو طرائق التأثير

تُصنف المؤثرات البيولوجية التي يمكن استخدامها في الحرب البيولوجية إلى خمس مجموعات:

  • الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات إلخ.
  • السموم الجرثومية الحيوانية والنباتية.
  • ناقلات العدوى مثل (القمل، البراغيث إلخ)
  • الحشرات والنباتات المؤذية.
  • المركبات الكيماوية المضادة للمزروعات،
  • طرائق إيصال العدوى أو هذا السلاح

هناك ثلاث طرائق أساسية لإيصال العدوى بالعوامل البيولوجية، وهي العدوى المتنقلة من خلال الجلد، والعدوى بواسطة المأكولات والمشروبات الملوثة، والعدوى بواسطة الهواء. وتعتبر هذه الطريقة أكثر الطرائق فاعلية.

ويمكن استخدام الطائرات والسفن والقنابل والمدافع والصواريخ كوسائط لنشر هذه العوامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى