مقالات

رسالة السيسي والعنوان الصحيح ؟!

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

في طرح مختلف بعيداً عن الأوهام والأحلام ومعايشة الواقع والحقائق، جاءت إشارة السيسي عن الإخوان وليست للإخوان في حديثه المرتجل في ال11 من سبتمبر الجاري وخلال احتفالية إعلان وثيقة ” الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” نعم الإشارة كانت عن الإخوان وليست إلى الإخوان، هذا ما ذكرته بعض المصادر الأمنية والمخابراتية داخل وخارج مصر، وأكدته الممارسات الفعلية منذ لحظتها حتى الآن باستمرار السيسي ونظامه في الإعتقالات والأحكام الجائرة والإخفاء القسري وإحالة البعض إلى محكمة الجنايات وغير ذلك وهذا ما أكده محمد عصمت السادات وهو الوسيط المعتمد لدى الأجهزة الأمنية في حديثه لموقع “مدى مصر ” أن ملف الإسلاميين مغلق ومكتوب عليه ممنوع الاقتراب.
رسالة السيسي عن الإخوان كانت لدول المصالح في الخارج والمنطقة وفي مقدمتها تركيا وقطر وليبيا، دول لها علاقات قوية ومفتوحة مع الإخوان بل إن بعضها يحكم فيها الإخوان” ليبيا”.
رسالة السيسي بأن ليس لديه مانع من إحتضان هذه الدول للإخوان على مستوى الفكر وبعض قادة التنظيم لكن حفاظا على العلاقات والمصالح الدولية جاءت الرسالة بأن تقوم هذه الدول بمنع الإخوان من التعرض للسيسي ونظامه بالنقد أو التجريح وهو ما تفعله تركيا منذ شهور حين منعت الإعلام المصري المعارض بوقف برامج( محمد ناصر- ومعتز مطر- حمزه زوبع – هشام عبد الله )ومنذ ساعات وقف برنامج هيثم أبو خليل، وحسام الغمرى الغمري والبقية في الطريق، كذلك تفعل قطر وقناة الجزيرة بإغلاق المجال نسبيا عن المعارضة المصرية والمنع شبه الكامل للنيل أو التجريح ولو بالحقائق ضد السيسي وكذلك، جاءت تصريحات حكام ليبيا من الإخوان وشركاء الإخوان تقدر وتثمن الدور المصري تجاه ليبيا وتفتح المجال للإتفاقات الاقتصادية الواسعة القادمة في العمالة والإعمار .

على الطرف الآخر وكالعادة استقبلت الجماعة عن طريق بعض قياداتها بصورة مباشرة وغير مباشرة الإشارة وكأنها هي المقصودة، فجاء خطاب المهندس يوسف ندا ومن قبله كان خطاب الأستاذ إبراهيم منير وكذلك مقالات بعض كتاب الإخوان لتؤكد أن غياب المعلومات عن الجماعة وعدم الدقة في تقدير الموقف مازالت هي القائمة وأتمني ألا تكون هي القادمة .
ملف الإخوان بالنسبة للسيسي ملف حياة أو موت، ولن يفتح لأن فتحه فيه رحيله بل وهلاكه هو ونظامه ومؤسساته وفي المقدمة جنرالات المؤسسة العسكرية “
“المماليك الجدد “ومصالحهم المليارية في ثروات مصر المنهوبة علنا وبدعم البرلمان والقضاء والإعلام،
على الاخوان أن يعيدوا النظر في بعض اللجان والمؤسسات ان وجدت أو العمل بنظام تأخير الخدمة وهو معمول به في العالم، خاصة لجان البحوث والدراسات والمعلومات الداعمة لاتخاذ القرار لأن الشواهد والأحداث تؤشر بغيابهم أو عدم كفاءتهم ما يورط الجماعة في توقعات بعيدة عن الواقع ومحلقة في الأحلام بالطبع المشروعة .
وأخيرا ،،، على الاخوان أن ينشغلوا بأنفسهم فمازالت الفرص قائمة وقادمة وفي مقدمتها ” الجماعة كقوة ضغط ” شرط الصيانة والترميم والإصلاح والتطوير والإزاحة والتغيير والإحلال والتبديل، يكفي هذا .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى