مقالات

حقيقة التعاون الاستراتيجي بين الكيان الصهيونى وإيران في ظل حكم الملالي ودور المفاعل النووي العراقي

عبد الرزاق الزرزور

محام وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

 ( تموز)  في كشف تلك الحقيقة :

أربعون سنة مرت وبالتحديد في السابع من حزيران 1981 على قيام سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير مفاعل تموز العراقي النووي السلمي .

خيانة الأنظمة العربية لم تكن مثارًا للدهشة بفتح الأجواء الإقليمية العربية للطائرات الإسرائيلية والمرور عبرها نحو قطر عربي ، لكن المدهش هو الكشف عن التعاون العميق بين الكيان الصهيونى وإيران تحت حكم الملالي بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران.

  • المخابرات الألمانية تكشف المستور :

بعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية وبالتحديد في الثاني والعشرين من أيلول 1980 تشكلت غرفة  العمليات المشتركة بين الكيان الصهيونى وإيران ومقرها القاعدة الجوية الإيرانية في همدان تجمع عناصر من الموساد بنظائرهم الإيرانيين والغاية منها التركيز على توجيه ضربة قوية المفاعل النووي العراقي قبل أن يرى النور مما يحقق مصلحة مشتركة للطرفين .

ويتخلل الاجتماعات لقاءات غير دورية في شقة سكنية بضواحي العاصمة الفرنسية باريس.

  • انتقال التشاور الثنائي الى التدريب والتنفيذ :

أرادت اسرائيل تنفيذ العملية بأيدي الإيرانيين كي تبعد عن نفسها التبعات المادية والمعنوية من جهة واذكاء نار الحرب المستعرة اصلا بين العراق وإيران من جهة أخرى.

الأهداف التي يجب أن يطالها القصف:

أمرت اسرائيل القوات الجوية الإيراني المغيرة ان يطال القصف أبنية المفاعل والمختبرات الملحقة به وغرف السيطرة دون المساس بقلب المفاعل او اليورانيوم الموجود في جوفه عبر طائرات الفانتوم F-4E  العاملة ضمن سلاح الجو الإيراني لأنها الأجدى بالتعامل مع أنظمة الدفاع الجوي العراقي المزود بنظام SAM 6  روسي الصنع.

  • الأسلحة المستخدمة :

أوصى الخبراء الصهاينة أن تزود الطائرات الإيرانية بصواريخ MIKE 82   بحشوة تدميرية تزن اربعة اطنان في كل صاروخ .

  • أعطى الجنرال الإيراني ( جواد فخوري) قائد القوى الجوية الإيرانية آنذاك موافقته على العملية التي سميت(شمشير سوزان ) والتي تعني  بالفارسية السيف المحروق وتحديد 29- 9-1980 موعداً للتنفيذ .

وصبيحة الثلاثين من شهر أيلول 1980 انطلقت أربع طائرات فانتوم من قاعدة همدان ترافقها طائرات الإرضاع الجوي مسنودة بست طائرات  F14  للحماية الجوية قصفت اثنتان منها محطة الدورة الحرارية في بغداد للتمويه على الطائرات المغيرة على المفاعل النووي والتي حلقت بعلو منخفض وسرعة فائقة بحيث لا تظهر على شاشات الرادارات العراقية .

قصف المفاعل بإثني عشر صاروخاً  أخطئ عشرة منها الهدف ،وسقطت في العراء فيما أصاب اثنان منها قسم المختبرات والمعهد النووي بأضرار بالغة احتاج العراق لسنة إضافية لإصلاح الضرر.

اعتبرت إسرائيل العملية غير مؤثرة ومخيبة للآمال ،مما دفعها بالتفكير جدياً إلى إسناد العملية لسلاحها الجوي .

وفعلا أغار سرب من الطائرات الإسرائيلية على مفاعل تموز العراقي بتاريخ 7- 6- 1981 ضمن عملية خاطفة سميت ( أوبرا) دمرت خلالها المفاعلين النووين العراقيين بالكامل، إضافة المختبرات وغرف السيطرة والمعهد النووي الملحقة بهما فأسدل الستار نهائيا على طموح العرب بامتلاك البدائل لإنتاج الطاقة ومعها تقرر وجوب تدمير العراق جيشًا وشعبًا وأرضًا ،وإسقاط النظام الذي تجرأ على المساس بثوابت الغرب القائمة على إبقاء العرب أمة متخلفة.

واليوم تتكشف حقيقة أخرى بأنّ أكذوبة معاداة الغرب وإسرائيل لإيران صاحبة شعار الموت لأميركا الموت لإسرائيل ،ماهي إلا تمويه على الضوء الأخضر لبناء المفاعلات النووية الإيرانية العملاقة ،  منها ماهو في جوف الأرض والغالب فوقها لتنوء الأمة العربية تحت وطأة الرعب النووي القادم من الشرق .عالم يقوم على المراوغة والكذب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ستتفاجئ كل دول العالم الهامشية بأول تفجير نووي إيراني ،عدا دول ( ٥+١ ) ،لأنها تعلم مايدور تحت الطاولة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى