منوعات

المؤرخ الإسلامي الواعد محمد إلهامي

عبد الرحمن قارف

كاتب جزائري
عرض مقالات الكاتب

فقد ذاع صيتُ كثير من المؤرخين الإسلاميين و المحققين التاريخيين في العقود الأخيرة حتى بات من النادر أن يدخل أحد من الناس مجال التاريخ الإسلامي قراءةً و كتابةً دون أن تمرَّ عليه أسماؤهم؛ مثل علي الصلابي، و راغب السرجاني، و بشار عواد معروف، و عماد الدين خليل، و شوقي أبو خليل، و محمد موسى الشريف، و عبد الرحمان الحجي، و سهيل زكار، و غيرُهم.. و لكننا اليوم نرى اسما معاصرا جديدا قد طفى على ساحة كتابة التاريخ الإسلامي، و قد بدأ هذا الاسم في الانتشار و الشيوع بين المثقفين الإسلاميين عموما، و المهتمين بالتاريخ الإسلامي و المتخصصين فيه على وجه الخصوص.. ذاك هو الأستاذ الكبير و المؤرخ الإسلامي القدير محمد إلهامي.
و قد اطلعتُ في الآونة الأخيرة على جملة من مؤلفات الأستاذ إلهامي، و أبحاثه و مقالاته في التاريخ و السياسة و الفِكر، كما أنني مُتابع دوما لما يكتبه و ينشره على مختلف صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، فرأيتُهُ مؤرخا جِهبذا على صِغر سنه، و وجدتُه مفكرا إسلاميا من الطراز الأول دون أدنى مبالغة، و أبصرتُهُ ذا فهم عميق للمجريات السياسية الحاصلة اليوم في مختلف بلاد الإسلام، وكل ذلك و هو لم يبلغ بعدُ عامه الأربعين من العُمُر إلى حين كتابة هذه السطور، فهو من مواليد عام 19**.. هذا؛ و قد شدَّ بي أسلوبُه و منهجُه في الكتابة التاريخية و اللذان اختلف بهما عن جمٍّ غفيرٍ من المؤرخين المعاصرين، و هو يُذكِّرني في بعض الأحيان بالدكتور المؤرخ راغب السرجاني جزاه الله خيرا من ناحية التجرُّد الغالب للحقيقة التاريخية الثابتة، و التزام المنهج العلمي المضبوط، و إن كان الأستاذ إلهامي قد فاق في هذه الأخيرة الدكتورَ راغب حسب رأينا المتواضع.
و من جانب آخر فإنَّ أكثر ما يلفت نظري و يجذب انتباهي في كتابات الأستاذ محمد إلهامي هو تبنِّيه للمثل العربي السائر “الفضلُ ما شهدت به الأعداءُ”، و للآية القرآنية الكريمة: “وَ شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا” في سبيل الاستشهاد بأقوال المؤرخين و الكُتَّاب الغير مسلمين عن الحضارة الإسلامية و الشخصيات المسلمة المشهورة و المؤثرة في مسيرة الإنسانية ككل، مِن باب الإنصاف و الاعتراف بالفضل لأهله؛ ذاك أنَّ الأبحاث و المقالات التي تُساق فيها تلك الأقوال تكون أبلغ حُجة و أدمغ برهانا.. و بالنسبة لي فإنَّ أسلوبا كذلك الأسلوب قد انفرد به الأستاذ إلهامي عن نظرائه مِن المؤرخين الإسلامين، فهو قد بنى كثيرا مِن أبحاثه و مقالاته التاريخية على أقوال المستشرقين و المؤرخين الغربيين وحدهم، فتكون بذلك ناطقةً بالحجة البالغة في فضل الإسلام و تاريخه و حضارته على ألسنتهم هم رغم كُفرهم و عدائهم للإسلام و أهله، فلله دُرُّه مِن كاتب ذكي.
و فيما يخصُّ مؤلفات الأستاذ محمد إلهامي فإنَّ من أهمها:
– في أروقة التاريخ (مجلدان)
– رحلة الخلافة العباسية (3 مجلدات، و هو عمل اشترك فيه مع الأستاذ محمد شعبان أيوبي)
– مُحيي الدين بيري ريس (شاركه في تأليفه محمد شعبان أيوبي)
– حزب العدالة و التنمية التركي (شارك في تأليفه معه محمد وفيق زين العابدين، و عمرو عبد العزيز)
و غيرها..
و له زيادةً على ذلك عشرات المقالات و البحوث التاريخية و الفِكرية القيِّمة و النافعة، و قد شارك بها في كثير من المؤتمرات حول العالم.


و نأتي الآن لعرض بعض التزكيات التي نطق بها جملةٌ من العلماء و المؤرخين للأستاذ إلهامي، و هي تُزيدنا تقديرا لهذا الشاب اليافع و اعترافا بقدره و قيمته في ميدانه:
– فقد قال عنه المؤرخ الدكتور راغب السرجاني: “والأخ الكريم محمد إلهامي باحث شاب أعطاه الله عز وجل من الملكات والمواهب الكثير، فهو ليس غزير المعرفة فقط، ولا مبدعا في أسلوبه وتعبيراته فحسب، وإنما أهم من كل ذلك أراه عميقا في رؤيته وتحليله، وناقدا متدبرا، لا يُسَلِّم بما قد يراه عامة الباحثين من المُسَلَّمات.. إنما يبحث ويُنقِّب، ويقرأ ويحلل، ويبتكر ويبدع.. وقد يخرج بشيء جديد تماما عما رآه السابقون، أو قد يؤيد ما قالوه، لكن بعد وعي وإدراك، ودليل وحجة، فأنا أحسبه – والله حسيبه- على خير كبير، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل نظرتي فيه صائبة، وليكونن له –بإذن الله- شأن كبير، فاللهم ارزقه الإخلاص في كل أقواله وأعماله”.
– و قال عنه الدكتور و الباحث التاريخي الكبير محمد موسى الشريف: ” أما بعد؛ فقد عرفت الأخ الباحث الأستاذ محمد إلهامي، عرفته باحثا مُجِدًّا، له أبحاث جيدة في علم التاريخ، واطلعت على بعضها، ورأيت فيه الهمة ومحاولة الاستقراء والاستقصاء، ومحاولة إخراج العبر والعظات، وهذا منهج حميد في كل من يتصدى لعلم التاريخ، فهو إن شاء الله قائم بالشروط.. شروط البحث العلمي، وأرى -والله أعلم- أنها متوفرة فيه، وأرى والله أعلم أنه صالح لأن يعمل في المؤسسات البحثية لأن عنده تصورا واضحا عن أسس البحث العلمي وأسس إنشاء الأبحاث والرسائل.. أسأل الله أن ينفع به وأن يجعله عزا للإسلام والمسلمين”.
– و قال عنه الشيخ العلامة يوسف القرضاوي: “إن ابننا محمد إلهامي من الشباب المسلم المثقف الملتزم، الذين يحملون قضية الإسلام والحرية، ويعملون لأجلها، ويضحون في سبيلها، وهو رجل صاحب قلم، نشر عددا من المقالات لا سيما في علم التاريخ، الذي له اهتمام به: قراءة وكتابة.. وقد اطلعت على بحث له بعنوان (القرضاوي والتاريخ) فأعجبت به، ووجدته بحثا علميا مرتبا، يدل على رؤية كاتبه وقدرته وتمكنه، أحسبه كذلك ولا أزكية على الله،وأسأل الله له التوفيق والسداد والرشاد”.
و حسبُنا بمن سبق ذِكرُ أقوالهم معرفةً بميدان التاريخ و المؤرخين و أُسس البحث العلمي التاريخي، خصوصا السرجاني و موسى الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى