مقالات

كيف خطف المتطرفون الثورة السورية وسذاجة الشيوخ؟!

أ.د. عمار بن عبد الله ناصح علوان

مدير المركز الكندي للبحوث التطبيقية واستشراف المستقبل
عرض مقالات الكاتب

بداية المسألة لا ترجع الى اخطتاف المتطرفيين للثورة السورية والحراك الشعبي إلى هذه الثورة الحالية ، بل ترجع المسألة إلى الحراك الشعبي في الثمانيات لم يتعلم مشايخنا الافاضل الدرس الماض ، بل وقعوا فيه مرة أخرى-الهادي صلوات الله عليه قال” لا يلدغ المؤمن من حجره مرتين”- ومشايخنا يلدغون في حجورهم عشرات المرات ولا يتعلمون!! في بداية الثمانيات كانت حلب من اوائل المدن السورية في الحراك الشعبي ضد النظام ، فخرج تنظيم الطليعة المتطرف المراهق ليجنى هذا الحراك بدعواهم حرصهم على تطبيق حكم الله في الأرض أو ان شيئت لحكمهم الشخصي فلا فرق بينهما شيئا!! مع ان والدي الشيخ عبدالله علوان-رحمه الله- قد بعث إلى المراهق عدنان عقله-رئيس تنظيم الطليعة- أن يلتزم اطلاق النار، لأنه كان يتفاوض مع النظام ليستفاد هذا الحراك لصالح الشعب وان حرب العصابات لا تسقط نظاما ، فما كان من هذا المراهق الا أن أرسل رسالة استنكار للوالد ومما جاء في الرسالة أن المراهق عدنان عقله قد شكل حكومته المزعومة واستبعد فيها الشيخ لأنه متخاذل يتفاوض مع النظام !! والعجيب أن ادارة جماعة الاخوان انحازت الى عدنان عقلة فدعمته ماليا ولم تصدربيانا تستنكر فيه شناعة حادثة مدرسة المدفعية !! وانساقت الجماعة الى مراهقيها!! -ظنا منها ان حرب العصابات ستقط نظاما دون تحرك الجيش!!- وتركت شيخها الحكيم في ميدان التفاوض ووقع الشيخ الحكيم بين السنديان والمطرقة!! بين وعوده للنظام بوقف اطلاق النار وانتهاكات عدنان عقله باغتيالات الكثيرة التي قام بها!! مما دفع الشيخ الحكيم إلى تجميد نشاطه في الجماعة فهاجر إلى السعودية وعكف على التأليف والتدريس- وهذا خير له من جماعة تنجر وراء مراهقيها- وتمر الأيام والسنون ويحدث الحراك الشعبي مرة ثانية ويثمر عن هذا الحراك الشعبي تكوين الجيش الحر وكتبت في بداية الثورة الحالية مقالة بعنوان ” لكيلا لا تسيل دماء السوريين مرتين امنعوا دخول المقاتلين غير السوريين” -والمقالة موجودة مؤرخة ببداية الثورة إلى يومنا هذا- إن أدرت البحث عنها في جوجل لتأكد مصداقية ما كتبت مع كتابة اسمي – وكان مجمل ما دعوت أن يصدر مشايخنا الكرام باصدار فتوى يدعون فيها الى الاستغناء عن المقاتلين الخارجين –ويكتفى من العالم الاسلامي الدعم المالي ..واستدلت بتجربة الافغان والعراقيين في ذلك والاعتبار بمآلات الحالية- هي من مصادر التشريع التكملية في رأي التي لا يستغني عنها فقهاء الواقع- فهؤلاء المراهقون المتعطشون للحكم بدعواهم المبطنة تطبيق حكم الله تعالى!! والحقيقة أرادوا تطبيق سيطرتهم على العباد!! فماذا كان رد بعض المشايخ على اقتراحي أنني أريد إلغاء فرضية الجهاد العيني على المسلمين!! فوقع ما وصّفت لهم بحذافيرها وكان دخول هؤلاء الغرباء إلى أرض الوطن السبب الأول عن تخلى العالم عن ثورتنا !!فهؤلاء النشاذ الغرباء لا تعرف من اين ظهروا بغتة او بعامية السورية لا تعرف قرعة أبيهم !! ما دخلوا بلدا الا قلبوا النصر هزيمة وانتهكوا حرمات الأحياء والاموات معا فدمروامقامات الاولياء وطبقت الوهابية بحذافيرها من عقيدتهم مع فتاوى ابن تيمية التكفيرية في سوريا -بلد التصوف والتمذهب الفقهي!!- وجعلوا اهلها يقتاتلون فيما بينهم!! فامثال داعش والنصرة اين كانوا قبل الحراك الشعبي وتحرك الجيش الحر!! ما كان لهم اثرا البتة بل ما اطلقوا رصاصة واحدة قبل التحرك الشعبي!! هؤلاء الاحداث يريدون تطبيق الشريعة في وقت الحروب!! مع ان بديهيات السياسة الشرعية أن الحدود لا تطبق في الحروب ليسوقوا لأنفسهم انهم الحريصون على تطبيق الشريعة!! ويغرووا المساكين السذج لينظموا اليهم!! ليتهم وقفوا تجنيهم على الثورة عند هذا الحد!! بل أعلنوا انهم يريدون تحرير القدس قبل ان يسقطوا النظام!! فعمل هؤلاء المتطرفيين جعلت العالم يتخلى عن دعم الثورة السورية خوفا من امثال هؤلاء وحق لهم ذلك!! فهل نتعلم بعد هذا كله ام سوف لا نتعلم من ماضينا أبدا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اعتقد اخذت جانب من الحقيقة . ولكن في الحقيقة الفوى اليساريى والشيوعية والقومية والعلمانية الغربية ، هم من شقوا صفوف الثوررة ،واعتقد الشيوخ رغم كل مصايبهم افضل قليلا من بقية القوى . كانت هذة القوى عاحزة عن قيادة الثوؤة ، ولم تشارك فعليا بها ، وهي ذا افكارة جامدة وعاجزة ايضا عن تقيم تجاربهم وافكارهم . اصلا الايدلوجيا بكل اصنافعا. اصبحت من مخلفات العصر ، وختى كل. تحليها للواقع يفتقد للعمق . ولذلك دائما متأخرين في فهم الواقع وقوانينه وتطوراته . ولذلك عاجزين عن فعل شئ مفيد للحياة والمحتمع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى