مقالات

إيران وخط الغاز العربي، هل ستجعله أنكاثا من بعد قوة؟

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

انفجار خط أنابيب الغاز المغذي لمحطة دير علي بالأمس والذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن دمشق وعدد من المحافظات السورية الأخرى لايمكن لأحد أن يتصور أن غير إيران يمكن له أن يقوم به، وذلك بالنظر إلى المستفيد الحقيقي من هذا الانفجار.

فقد رأينا بالأمس الاحتفالية الكبرى ونحن نشاهد صهاريج المازوت والأعراس والزغاريد التي رافقت دخولها وكأننا في عرس وطني متزامنًا مع خطاب لحسن نصر الله الذي جَيّر هذا الإنجاز الإعجاز لإيران والذي حسب نصر الله ما كان ليتم لولا الجهود التي بذلتها في هذا الخصوص.

إيران وعلى لسان نصر الله أنها هي من تملك ولديها القدرة على افتعال الأزمات في لبنان إن أرادت وهي الوحيدة التي يمكن لها أن تحلها إن هي أرادت أيضًا،وما تشكيل الحكومة اللبنانية الذي جرى مؤخرا بمباركة من إيران ماجاء إلا ليكون تصديقا ودليلا أنها هي من تعقِّد وهي من تحل وقد جاء دخول مادة المازوت إلى لبنان ليكون وكما تريد إيران باكورة نتائج تشكيل الحكومة اللبنانية التي سعت لتشكيلها.

إيران لا تريد حلولا من أي أحد فيما يخص سوريا أو لبنان أو أي مكان لها فيه نفوذ وخط وما خط الغاز العربي من مصر إلى الأردن وسوريا ومن ثم إلى لبنان والذي سيحل فيما لو تم مشكلة لبنان المزمنة هذا الخط والذي جاء بمباركة واقتراح أمريكي طرحته السفيرة الأمريكية في بيروت
وبُدء العمل به والتحضير له باجتماع جرى في عمّان بين وزراء الطاقة للدول التي سيمر بها هذا الخط وقد أكدوا في هذا الاجتماع أن تأهيل الخط سيستغرق حتى ستة أشهر لإعادة تأهيله.

إيران لا تريد لأي عمل عربي أن ينجح مهما كان هزيلاً دون أن تكون هي نواته ومحركه،ونعلم أن مرور هذا الخط بهذه الدول سيكون من شأنه أن تحقق هذه الدول عائدات مروره وستنتعش إلى الحد الذي لاتريد لها إيران أن تنتعش إلا عن طريق غرفة إنعاشها.

نعلم جميعا الضائقة الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول والتي تريد إيران أن تتدخل في شؤونها من هذا الباب لتحقق ما تريد أن تحققه.

فمنذ أيام كان رئيس مجلس النواب الأردني في زيارة للعراق وقام بلقاء زعماء الميليشيات العراقية كالخزعلي
وغيرهم وكان من أولى طلبات إيران في سبيل إنتعاش وعودة العلاقات الإقتصادية هي أن تقوم الأردن بالعمل على تشجيع السياحة الدينية لديها والسماح للمجموعات السياحية الإيرانية بزيارة مقام قبر جعفر بن أبي طالب الموجود في الأردن ولا يخفى على أحد ماذا تعني السياحة الدينية بالنسبة لإيران.

بالنظر لكل ما ذكرناه وبالنظر إلى الدافع الذي يشكل العلّة التي تدفع الفاعل إلى الفعل أو الغاية القصوى التي يتوخاها الفاعل من فعله ندرك أن من لديه الدافع في تفجير الخط العربي وتعطيله إنما هي إيران فهي لاتريد لمشاكل لبنان أن تنتهي بعيدا عنها وهي تريد أن تقول لحاضنة حزب الله اللبناني وللبنانيين عموما بأنني أنا من يشعل النار وأنا ولا أحد غيري يستطيع من يطفؤها وهي أي-إيران- لاتريد أن تغامر وتقامر بصور المهرجانات والأعراس الوطنية التي تلهج باسمها عند كل إنجاز إعجاز تراه أنه كذلك.

مايدلل على هذه النظرية نظريةأن إيران هي من قامت بتفجير خط أنابيب الغاز ومحطة دير علي أنه هذه الأنابيب وهذه المحطة تقع ضمن مناطق سيطرة النظام وسيطرة الميليشيات الإيرانية وتحت حراستها.

التقارب الروسي الأمريكي في بعض النقاط في الشأن السوري لا يروق لإيران وتحرك لديها هواجس فهي تعلم أن هذا التقارب بينهما لايصب في مصلحتها بالكلية لذلك نراها في كل مرة تحاول أن تخلط الأوراق وتجعل من أي غزل يغزل في سوريا أنكاثا من بعد قوة لغازليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى