مقالات

ملهاة السيسي والإخوان !

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

لم يقنع سيسي بالكم الهائل من قنابل الدخان الكثيف التي تطلقها الأجهزة المخابراتية والأمنية بأذرعها الإعلامية والسياسية والاقتصادية ليزداد المشهد ضبابية تغطية على كم الإخفاق والفشل في الملفات المصيرية داخليا وخارجيا،
خاصة وأن دخان القنابل لا يصل إلي عيون الغرب ولا يعتبرها فمازالت بعض الأنظمة الغربية وأغلب المنظمات الحقوقية العالمية تحاصر السيسي وتوثق انتهاكاته ضد النخبة المصرية خاصة ذات العلاقات الخارجية القوية .

أطلق السيسي وفريقه جملة من الرسائل الجديدة والموجهة مباشرة إلى الغرب متمثلة في وثيقة الوهم ” الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ” وعلى الهامش استدعي ملف تجديد الخطاب الديني الهلامي والذي لا يعرف هو شخصيا ماذا يريد بالضبط ؟ غير بعض التصريحات فارغة المضمون يحاول أن يثبت بها أنه متحرر وتنويري وتجديدي دون مضمون أو محتوى واضح،
فجاءت بعض الفقرات لبعض المتعاونين خارج المضمون وعلى الهوامش منها إزالة خانة الديانة من البطاقة الشخصية ومنها زعم عدم قبول البعض بوجود الكنائس والمعابد لشركاء الوطن من الأقباط واليهود إن وجد، وعلى هذا المنوال الساذج والبسيط كان طرح البعض وهو في الأخير لا يعني ملايين المصريين الذين يعانون ضيق العيش والمعاناة اليومية في خدمات التعليم والصحة والنقل والإسكان في ظل دخول متدنية وأسعار ملتهبة،
ثم كانت رسالة الملهاة الرئيسية بالإشارة إلى الإخوان وقبولهم بشروط، وهو ليس بحديث جديد بل هو متكرر وبصورة أكثر وضوحا في سنوات سابقة، لكنه يعلم أن هذه الإشارات تكفي لتجديد الاشتباك والارتباك في المشهد العام كل فيما يخصه و يعنيه .
في مربع الإخوان، يتجدد النقاش والجدل بين القبول على استحياء والرفض المتحفظ المشروط والرفض القاطع، وتفتح الملفات المغلقة ويعاد تدوير الاتهامات والانقسامات والقصص والحكايات، وتتداخل الخطوط وتخلط الأوراق، عن من صاحب القرار هل قيادات السجون أم بقايا قيادات الخارج؟ ولا إجابة لدى أحد في هذه الأجواء، أيضا حالة الغوغائية على شبكات التواصل بين التنظيمين الجدد كتائب الإخوان الإلكترونية التي تحمل مفاتيح وصكوك العضوية والتوثيق والتضعيف من المسؤل ومن الدخيل من يبني ومن يهدم في واقع الكل يهدم بوعي ودون وعي،
وآه لو دفع بك حظك العاثر في طريقهم، لتعلم أن هناك جيل بلا دعوة ولا دولة، بلا دعوة فلا خلق ولا أمان لكن كل سوءات اللسان “شداد غلاظ”، ولا دولة، شعارهم فلتذهب الدولة والشعب إلى الجحيم لأن مؤسسات الدولة كانت ضدهم ولم تتعاون مع الرئيس مرسي رحمه الله وكذلك الشعب لم ينتفض ولم يثور لحماية إرادته ورئيسه المنتخب هكذا يقولون ويصرحون، عن التنظيمين الجدد أتكلم !!

وفي مربع غير الإخوان، هناك التيار الحقوقي الذي لا يريد الإخوان ولا التيار الإسلامي على الخريطة السياسية وان كانوا لا يمانعون من وجودهم في بعض الأعمال الاجتماعية والخدمية، تيار حقوقي يتمتع بعلاقات دولية قوية يستطيع بها إحراج النظام لكن له قضاياه والتي هي في الغالب قضايا نخبوية تهم الغرب أكثر مما تهم ملايين المصريين، نخبة خانة الديانة في البطاقة والزواج المدني والزواج المؤقت وتعدد الزوجات والحجاب وغير ذلك، ملفات غياب الإخوان لصالحها ووجودهم مهدد لها ، وهناك التيار المدني، الخصوم التقليديين للإخوان والذي كان أغلبهم غطاء الانقلاب العسكري ثم انقلب عليهم العسكر وذاقوا بعض ما ذاقه الإخوان وغيرهم، يزعجهم عودة ملف الإخوان لأنه يسحب ما تبقى من بساط من تحت أقدامهم المرتبكة لهم تارة يريدون الإصلاح وأخرى يريدون التغيير وفي الأخير هم في زاوية صغيرة من زوايا منظومة السيسي وليس بخارحها .

الخلاصة، نجح سيسي في إضافة ملهاة جديدة وفاعلة للمزيد من شغل الرأي العام عن قضاياه المصيرية في الغذاء والكساء والدواء والايواء، في ملفات السيادة والريادة والمياه والديون، وكذلك ملف السجناء والإخفاء القسري والمحاكمات وفقا لقانون اللادولة واللاقانون!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى