حقوق وحريات

اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي تصدر البيان رقم (105) : الربط السككي مشروع إيراني لترسيخ نفوذها في المنطقة !

خاص رسالة بوست

أعلن رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي من إيران يوم أمس عن إجراءات تنفيذيه للبدء بمشروع ربط شبكة سكك الحديد بين إيران والعراق وسوريا وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، وتسعى إيران من خلال هذا المشروع الخطير إلى ربط ميناء الخميني بمحافظة البصرة العراقية مرورًا بالعاصمة بغداد ثم بمحافظة الأنبار ثم بعد ذلك ربط شبكة السكك الحديدية بمدينة دير الزور وصولًا إلى ميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط، وهو مشروع استراتيجي إيراني لترسيخ نفوذها في العراق وسوريا، وقد جرى استدعاء الكاظمي إلى طهران من أجل إكمال هذا المشروع الذي طرح من قبل إيران منذ أكثر من عشر سنوات وأعلنت عنه إيران رسميا في عام 2018م، ووقعت مذكرة تفاهم مع السلطات الحكومية في بغداد عام 2019 خلال زيارة حسن روحاني إلى العراق، ويمثل هذا المشروع انطلاقة كبيرة لإيران نحو الدول الإفريقية وأوربا مما يرسخ نفوذ إيران وتموضعها على مسار طريق الحرير الصيني وفسح المجال أمام الصين للتدخل في شؤون المنطقة وزيادة التواجد الأجنبي فيها.

إن أهداف إيران من خلال مشروع الربط السككي كثيرة ومن أهمها ترسيخ وجود الميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا وسهولة إمدادهم بالسلاح فضلا عن نقل السلع والبضائع الاقتصادية الإيرانية وترسيخ الاستيطان الإيراني في سوريا، وتسعى إيران من خلال هذا المشروع إلى إفشال مشروع الشام الجديد الذي أعلن عنه مؤخرا بين العراق والأردن ومصر مع أنه لم يُنفذ منه شيء إلى الآن على العكس من مشروع الربط السككي الإيراني الذي يسعى الكاظمي إلى البدء بتنفيذه؛ وهو ما يؤكد خداعه في قضية التقارب وانفتاح العراق على محيطه العربي لكسب التهدئة العربية ودعمه لولاية ثانية، ولاسيما أن إيران وميليشياتها تسعى لدعمه بعد انحيازه لمشاريعهم الخبيثة في العراق والمنطقة؛ وتنظر إيران إلى هذا المشروع بأهمية بالغة لأنه يمثل مستقبل نفوذها في العراق وسوريا؛ وفي حال فشل هذا المشروع فإنه سيؤدي إلى انزوائها وانكسارها عسكريا وأمنيا في العراق وسوريا، خصوصا أنها منذ سنوات تعمل على ترسيخ وجودها من خلال النشاطات الإرهابية.

وإننا في الميثاق الوطني العراقي نرفض مشروع السكك الحديدي الإيراني مع العراق ونحذر من تنفيذه لأنه يرسخ الاستيطان الإيراني في العراق وسوريا ودول المنطقة، ولاسيما أن إيران فرضت إحالة تنفيذ المشروع لشركات استثمارية إيرانية، وهي من تختار المسار الذي تمر به السكة الحديدية، فضلا عن توفير حكومة بغداد مبلغًا مقدراه 21 مليار دولار للشروع في العمل، مع إدراك الجميع وحتى الطبقة السياسية الفاسدة في العراق أن هذا المشروع لن ينتفع منه العراق اقتصاديا أو سياسيا سوى تدفق السلع والأفراد الإيرانيين وغيرهم من مرتزقة إيران صوب العراق والمنطقة لزيادة المشكلة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، وتكمن خطورته أيضا في إنهاء الجدوى الاقتصادية من مشروع الفاو الكبير، وسيمكن إيران من السيطرة على العراق وسوريا وربط ميليشيا حزب الله اللبناني معها وتأمين ممر بريّ تستخدمه إيران في غسيل الأموال والتجارة غير المشروعة ونقل النفط؛ وهو ما يستوجب عملا جادا ضد هذا المشروع الاستيطاني الخطير.

اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي

13/9/2021م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى