مقالات

“طز” في أوروبا قذافي المفلس واعتراف البليد!

البروفيسور أبو يعرب المرزوقي

فيلسوف إسلامي
عرض مقالات الكاتب

بيان تكذيب في شكل اعتراف دال على بلادة ذهن صاحبه لأن لا يرد على من عامله كما وصف البيان بل على من افترضه لم يرد عليه بما تضمنه البيان :

فلا أحد تكلم على رده على من عامله هذه المعاملة؛ ولم يكن بوسعه أن ينفي ما حصل، لأن صاحبها لم يكتف بها بل نشرها واشترط نشرها كما هي بنصها : ممثل أوروبا لقنه درسًا ولم يكن في شكل نصائح بل أوامر جازمة.

لذلك فإن هذه البلادة التي الكل بات يعلم أنها ليست غريبة منه تستوجب التعليق التالي حتى يفهم الجميع أن براقش قد جنت على نفسها وهي علة ما تتعرض له تونس اليوم من تدخلات مشينة كان :

أولها وصوله هو للرئاسة بتدخل فرنسا وإيران وإسرائيل ،ولو عن طريق صهر ترومب إعدادًا للتطبيع العام؛ وآخرها دفعه من قبل بلحة لمحاكاته في الانقلاب الأغبى في تاريخ الانقلابات

لا يمكن لإنسان معتز بحضارته أن “يكب” على كتفي الحامي ثم يتكلم على السيادة.

لا يمكن لمن وصل إلى رئاسة بلاده باختيار ميكرون والتدخل الأجنبي ،وتقليد بلحة مصر في الانقلاب أن يتكلم على السيادة…

لا يمكن لمن شارك طيلة أربعة عقود بالسكوت على تغلغل الاستعمار غير المباشر في كل مناحي حياة بلاده والاستفادة من ذلك أن يتكلم على السيادة..

لا يمكن للمنظمات المدنية التي تدعي الوطنية والتي عملت كل ما تستطيع لتجعل البلاد في حالة التسول الدائم أن تتكلم على السيادة

أاخيرًا لا يمكن لمن يعترف بما ينكر ،ولكن بأسلوب التلميذ البليد الذي يدعي استغناءه عن تلقي الدروس في حين أنه بعد درس من بلحة في زيارة الايام السياحية الثلاثة

جعلته يشرع في أكثر الانقلابات حماقة لأنه وضع نفسه في زنزانة كلما تقدم خطوة أغلق أحد منافذ الخروج منها : صحيح أن ممثل الوحدة الأوروبية لم يتكلم معه بوصفه ممثلا لسيادة تونس

بل بوصفه محمي ميكرون الذي تخلى عنه ،وبعث من يأمره بما عليه فعله وإلا سيقص عليه القرط. فاستعماله لكلمة يجب ونشرها بلغة فرنسية فصيحة فصاحة من تعلم بقراءة كتب ميكرون يأمر ولا ينصح.

الآن: الرد البليد الذي هو اعتراف بذلك يدعي أنه ليس تلميذًا ينتظر علامة المعلم بدعوى أنه تلميذ نجيب يبدع الحلول التي تغنيه عن العلمين..

لأن السيادة للشعب الذي يمثله الحشد الشعبي بثقافة الملالي في مستعمراتهم العربية ،وتراث الكتابين الأخضر والأحمر.

لكن الشعب التونسي ليس هؤلاء ،وهو لا يعترف للشعب التونسي بكونه راشدًا وحرًا وكريمًا لأنه يعتبر نفسه قيمًا عليه قوامة جاهلية تجعله يريد بديلاً منه

فيقرر بجرة قلم تجميد ممثليه الذين اختارهم ،ويسقط حكومته التي اقرواها نباية عنه ويصبح “الإمام” المعصوم الذي سيجرب فيه حماقاته : وهي التي تلغي شروط السيادة التي لا يفهمها من لم يتجاوز طور البلادة.

الشعب الذي تجعله متسولًا يصبح عبدًا لمن يغذيه يا أبهم خلق الله : فلا كرامة ولا سيادة للمتسولين وهذه يفهمها كل من تجاوز طور بلادة البدو

الشعب الذي ينقلب عليه أمي مثلك ،وتسكت قياداته التي دعت لانتخابك يستحق أكثر مما يحصل له.

الشعب الذي من يدعون الدفاع عن طبقاته الدنيا تحولوا إلى مافيات تخرب شروط بقائه برؤية تجعل الربح القليل والسريع علة في تهديم كل مؤسسات الإنتاج وأهمها مؤسسة النظام العام ألي الدولة.

الشعب الذي صارت كلفة إدراته أكثر من ثمرة عمله لأن من يشرف عليها حرامي وليس حاميًا لا يمكن أن يكون سيدًا، فالسيادة لها نوعان من الشروط :

النوع الأول هو أبعاد الرعاية الذاتية التي هي :

الرعاية التكوينية بتعليم لأجياله وهذه تنازل عنها أمثالك من عملاء فرنسا الذين جعلوا التربية في خدمة المستعمر
إما بمن ينجح من خريجه فيتجنس ليخدم من يعتبرهم اسياده
أو بمن يفشل فيصبح نادلا في خدمة متقاعديهم في سياحة التخلف.

والرعاية التكوينية بعمل أجياله أي عمل الخريحين من الرعاية التكوينية الأولى وهي قلب للأولى لأن الأكثر فشلاً في الاولى مقدمون على الأنجح

بسبب سيطرة المافيات على الدولة ومؤسسات الانتاج ،وكلتاهما تعملان بسلطان المافيات وليس بسلطان الكفاءات.

ثم شرط الرعايتين أي البحث العلمي والإعلام العلمي ،وكلاهما منعدمان لأن كل المؤسسات الجامعية تحولت إلى مافيات تابعة للمستبدين الذين أنت آخرهم وأغباهم.

النوع الثاني هو الحماية الذاتية :

والحماية الاولى هي التي تحقق الأمن الداخلي أي القضاء المستقل والأمن المحايد. وكلاهما شرع بفضل الثورة في التعافي التدريجي

فجئت أنت وشرعت في إدخال الفوضى في السلكين، وأفسدت ما تم اصلاحه حتى تيعد حليمة إلى عادتها القديمة.

والحماية الثانية هي التي تحقق الأمن الخارجي أي الدبلوماسية الواعية بالرهانات الدولية والدفاع القادر على حماية الوطن

وقد بدآ يتعافيان ويتبعان سياسة وطنية تحقق شروط القيام المستقل تحقيقا لشروط الحرية والكرامة

فجئت أنت وكان أول عمل تقوم به افساد الدبلوماسية التي مبدؤها مستعمر الأمس هو حامي اليوم ،لأنه هو الذي عينك، ويعين لك من تعين في إدارتها، وحاولت تخريب حياد الدفاع الذي كان همك توريطه في ما تعد له من انقلاب.

أما ما يؤدي دور البحث العلمي في الحماية أي الاستعلامات فبدلا من قيامها بالواجب لجعل الحماية تحقق الهدف أي حماية الوطن والمواطن

حاولت توجيهها إلى الحرب على الوطن والمواطن لأنك وظفتها في مراقبة المواطن وليس في رعاية أمنه وحريته.

والحمد لله أن الاستجابة لحماقاتك لم تتجاوز مواصلة ما حل بالرعاية من فساد خلال عهد الاستبداد وتلكؤ الحماية بمستوياتها الخمسة في التورط

وإلا لكنت قد انجزت جريمتك التي هي خيانة عظمى ولم تغرق في فنجان الماء الذي تولد عن البلادة في استراتيجية الانقلاب.

لذلك فما تنفيه في بيانك هو اعتراف بأن ممثل الوحدة الأوروبية خاطبك بوصفك تلميذًا بليدًا لكنه لم يمسس سيادة تونس التي لا تمثلها لا أنت ولا من هم من حولك..

لأنكم خدم عند ميكرون والملالي والحاخامات ولا تمثلون إلا قوسًا قصيرة في تاريخ الثورة التي سترميكم في مزابل التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى