حقوق وحريات

أربعةُ أيامٍ مِن الأكسچين!

محمود القاعود

كاتب واديب مصري.
عرض مقالات الكاتب

محمود العارضة.. كبطلٍ يُبعث مِن أوراق الميثولوچيا القديمة، وفي الممر العابر بين الموت والحياة.. مضى يتلمس طريقه نحو الحرية عبر ردهةٍ الله وحده مَن هيأ أسبابها.ثمة ضجة عالمية أحدثها البطل المولود في 8 نوڤمبر 1975م، والمسجون في سجون الاحتلال النازي بفلسطين منذ 21 سبتمبر 1996م.ربع قرن مِن الظلام الكثيف.. ربع قرن ومحمود العارضة يبحث عن الأمل لعله ينفذ من مسام الجدران التي تطوقه وتعزله عن الدنيا.

يبحث عن نسمة هواء في قبرٍ محكم الإغلاق! ظل الموت يتمدد فوق الرؤوس.. ربيعٌ عربي.. عدة حروب وانقلابات تغيرت الموازين والقوى ومحمود العارضة يتمسك بالأمل كدرويش صوفي يرى في البلاء قُربى وحياة!

ألم تقل رابعة العدوية: ‏‏أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاكافأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكاوأمّـا الذى أنْتَ أهلٌ لَهُ فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكافلا الحَمْدُ فى ذا ولا ذاكَ لي ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِى ذا وذاكالتكن مشيئة الله.. هذا لسان حال محمود العارضة..6 سبتمبر 2021م تتراءى نسائم الحرية..

يرى محمود العارضة الفجر بغبطته الوردية؛ يرقص شعاع البهجة والسعادة والنور في مرحٍ سرمدي.. محمود يولد مِن جديد بعد ربع قرن! أربعة أيام من الأكسچين، محمود العارضة يتنفس.. يمزق الصمت الجاثم على صدور العرب.. يصرخ صرخة الخروج مِن رحم الذل والقيد والعدم.. يترقب انطواء آخر ذيول الظلام.. يحلم.. ينطلق في الخلاء.. ولأنه بُعث مِن أوراق الميثولوچيا، جاء الخبر في الهزيع الأخير مِن الليل يوم 10 سبتمبر 2021م، وسط استغراق عالمنا العربي في النوم، إنسان وحيوان وجماد، والعيون معلقة بالموبايلات وشاشات التلفزة.. تمكنت عصابات الاحتلال مِن اعتقال محمود العارضة! كانت ملامح وجهه المليئة بنور الإيمان والصبر تخبر الشعوب العربية بأنَّ الحزن يعصف بجذور قلبه.

سلامٌ على محمود العارضة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى