ثقافة وأدب

القول الصحيح في وسائل الإعلام سلسلة مقالات تهدف إلى تقويم اللسان وتصحيح الأخطاء الشائعة في وسائل الإعلام 46

نصير محمد المفرجي

إعلامي وباحث في اللغة العربية.
عرض مقالات الكاتب

مفردات وتراكيب مُوَلّدة(5)

إقحام الضمير بعد الاستفهام

شاع في لغتنا المعاصرة قول أغلب الناس مثلًا:

من هو الزمخشريّ؟

وقولهم: من هي الخنساء؟

ومن ذلك قولهم: من هم السومريون؟

ونحو قولهم: ما هي الأساليب…؟

ومثل قولهم: ما هو الهدف…؟

ولو أنهم قالوا: من الزمخشري؟

من الخنساء؟

من السومريون؟

ما الأساليب….؟

ما الهدف….

من غير إقحام الضمير في الأمثلة المذكورة آنفًا، لأدّى القول غرضهم، من غير حشوٍ أو تطويل.

والشواهد في ذلك كثيرة، ففي القرآن الكريم:

قال تعالى: (الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة: 1 ـ 3 ].

وقال تعالى: (الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) [القارعة: 1 ـ 3 ].

وقال تعالى: (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) [القيامة – 10 ].

وقال تعالى: (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) الأنعام –  22

وقال تعالى: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها) البقرة – 69

وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) الرعد – 16

وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المؤمنون – 86

وهكذا في الحديث الشريف:

ما الرويبضة؟

ما الوهن؟

وما المفَرِّدون؟

وأين المتحابّون بجلالي؟

وفي الشعر، قال أبو تمّام:

أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا

                               صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى