حقوق وحريات

الإخوان المسلمون في سوريا يدعون إلى التّثبت بالأرض والوقوف بوجه التغيير الديمغرافي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحل السياسي.. أو مشروع قتل الأنفس والإخراج من الديار..
ثورتنا على مفترق طرق جديدة..

بيان_رسمي

إخوان_سورية

يا أبناء سورية الأبرار الأحرار..
لقد حصحص الحق، فبدا كل شيء واضحاً جلياً، وبدا لنا جميعاً أن المؤامرة على سورية وشعبها، لا تدار بالأيدي المباشِرة لها “الروس والصفويين والأسديين..” فقط؛ وإنما هي مؤامرة دولية كبرى بكل الأبعاد، هدفها الأول إعادة تشكيل “الديمغرافيا” بعد أن أحكمت خلال قرن مضى السيطرة على الجغرافيا..

أيها السوريون الأحرار الأبرار..
لم يكن ما يجري تحت سمع العالم وبصره هذه الأيام -في درعا الحبيبة- الحلقة الأولى في مسلسل التقتيل والتهجير، فقد سبقت درعا حمص وحلب، والقلمون وغوطة دمشق ومناطق الجزيرة السورية، وبلدات كثيرة في أرياف الوسط والشمال، أرياف حماة وإدلب والساحل..
وكلام القائمين على مشروع المؤامرة الكونية الكبرى في هذا واضح وساطع، لا يحتاج إلى تأويل ولا تفسير، حتى أن الأمم المتحدة تسوق لتمرير المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة عبر مجرمي النظام..
وإننا مع إدراكنا لطبيعة ما تعيشه ثورتنا، ويعيشه قطرنا، وتعيشه أمتنا، من تناقضات وترهلات؛ ندرك أننا نواجه اللحظات الأصعب في تاريخ هذه الثورة المباركة، على مستوى الوعي والإدراك، وعلى مستوى الإرادة والقرار، وعلى مستوى الموقف..
ونعلم أن ما استجد وتأكد لدينا جميعا خلال عقد من الزمان من الحرب على الجغرافيا والديمغرافيا معا، ومحاصرة السوريين، كل السوريين بين فكي كماشة “التهجير والتطفيش”.. كل ذلك يدعونا جميعا إلى إعادة دراسة الموقف، وتحمل مسئولية القرار؛ أمام الله ثم أمام التاريخ والناس..

أيها السوريون الأحرار الأبرار..
ندرك –في جماعة الإخوان المسلمين– أن قراراً وطنياً بهذا الثقل، وهذا الحجم، وهذا البعد المصيري الوطني والقومي، لا تتخذه جماعة ولا حزب ولا فصيل، ونحن ندعو إلى لحظة وطنية متسامية؛ نفكر كسوريين أولاً، فقد تبين “عوار” الحل السياسي الكذوب، الذي يباشر لعبته الروسي والإيراني ويدعمهم ويرعاهم من نعلم وتعلمون..
وقد آن الأوان لإعادة النظر في كل الأولويات والترتيبات والوسائل والأهداف المرحلية الصغيرة..
ندرك اليوم بكل وضوح أننا كسوريين نعيش صراعاً وجودياً هوياتياً.. وأول ما نحتاج أن نعيد النظر فيه خيار “الخروج من الأرض” الذي أصبح سياسة ممنهجة لتغيير ديمغرافي وإحلال سكاني يمارسه المحتلون الروس والإيرانيون، يشردون فيه الشعب السوري ويعملون على نقل الأزمة إلى دول الجوار..

أيها السوريون الأحرار الأبرار..
يا شركاء القرار الوطني..
لا يكفي اليوم أن نقول لأهل درعا نحن معكم، بل إن الكلمة المستحقة أن نقول “نحن أنتم” ونعطي هذه الكلمة حقها من استقلال القرار، ومن تحمل مسئوليته..
ولتكن ضوابط قرارنا الأولي:
نعم للاعتصام بحبل الله..
نعم لحقن دماء كل السوريين..
ولا كبيرة للتماهي مع عملية الخروج من الديار..
نعم لحق السوريين في العيش الحر الآمن والكريم..
وليحتفظوا بباصاتهم الخضر، لترحيل المحتلين والغزاة..

أيها السوريون الأحرار الأبرار..
إن صمود أهلكم في درعا وما تبعه من معاناة وآلام، يستحق العون من كل قادر بكل الوسائل المادية والمعنوية..
وإنها لأيام في تاريخ سورية الحديث حاسمات..
فالوفاء الوفاء لما قضى عليه مليون شهيد، والثبات الثبات على كلمة الحق..

اللهم انصر أهلنا المستضعفين في درعا.. وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم.. وأنت حسبنا ونعم الوكيل..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٧ أيلول ٢٠٢١م
٣٠ محرم ١٤٤٣ه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى