مقالات

ثورة بلا قيادة،مراجعات في الثورة السورية ،ومن تصدّرها سياسيًا ج1

د. أسامة الملوحي

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

الثورة السورية ثورة شعبية، ولأنها ثورة شعبية خالصة، فقد كانت، وما زالت ثورة بلا قيادة؛ وتدفع الثورة الثمن باهظًا؛ لأنها بلا قيادة!
لا حزب أشعلها ولا مجموعة سياسية طليعية مثقفة تقدمتها.

هناك بعض الذين أتاحت لهم الظروف فرصة ذهبية نادرة، فلم يستغلوها بل فوتوها وظلوا مستمرين، أو حائرين غير مصدقين، ويدور حولهم وحول الكراسي الفارغة حولهم أشخاص انتهازيون يتقنون لعبة الكراسي الموسيقية.
أول من أخذ الفرصة الذهبية العظمى وضيعها هو الدكتور برهان غليون – وليسمح لنا صاحب كتاب عطب الذات أن نشير إلى الأعطاب التي وقعت أثناء قيادته وبما أنه يؤمن بالديمقراطية ، ويعيش في ظلالها منذ عقود عديدة، فنرجو منه أن يكون رحب الصدر ويتحمل كلماتنا الصادرة عن شخص غيور على الوطن ومكلوم شأنه شأن معظم السوريين- أول رئيس لأول تشكيل يمثل الثورة، أو أول مجلس كان يمكن أن يلم شتات الثورة ويقودها.

د.برهان غليون الذي فرشت له السجادة الحمراء؛ ليتقدم إلى رئاسة أول مجلس وطني يمثل الثورة.
برهان غليون المفرط المسؤول الأول عما أسماه ثورة لم تكتمل.
برهان غليون، وبكل جرأة فاضحة يحلل ويعلل ويتحدث بإسهاب عن العطب والفشل في الثورة السورية؛والغريب أن معظم القائمين على غرف الواتس وصالوناته تناقلوا كتابه “عطب الذات وقائع ثورة لم تكتمل” الذي صدر عام 2019 أي بعد ثماني سنين من اندلاع الثورة السورية، ولم يفسر غليون لم تأخر حتى أفضى بما لديه، أو أبلغ الجمهور السوري الثائر بما عنده؟!

واستضافته الصالونات، وأعطته فرصة كبيرة ليشرح، ويحلل، وينتقد وينسى نفسه ويبرئ ساحته.
تحدث عن العطب الأخلاقي لدى المعارضة أفرادًا وجماعات الذين وصفهم أنهم “اهتموا بالغنائم، والحصص” وقال “لقد فشلت المعارضة السياسية في التقاط اللحظة التاريخية ،وامتلاك زمام المبادرة، وإمساك الدفة، وقيادة السفينة إلى ميناء الحرية”
َوالسؤال الأهم أين كان دور برهان غليون كقيادي شغل المنصب الأول؟!
لقد أعطت مظاهرات الداخل رمزية هائلة، لدكتوربرهان ولم تتأخر مدينة ثائرة واحدة عن رفع شعار “المجلس الوطني يمثلني” وكنا نسمع من كل الثوار مباشرة أنهم يريدون قيادة موحدة، وهم يريدون برهان غليون، ومتفائلون بالأكاديمي السياسي البروفسور المعروف عالميًا .
لقد جعل الثوار في الداخل برهان غليون رمزًا عظيمًا…
وظن أغلب الثوار أن المفكر الأكاديمي العتيق لابدّ أن يكون قد خمّن ،وتوقع الصعاب ونوعية الانتهازيين من حوله ووجهة انتماء كل منهم، وأنه سيبعدهم باللجوء إلى الثوار أنفسهم وبالتوجه للداخل فيزيائيًا، أو كيميائيًا.
وحذّر البعض الثوار أن السياسيين لا يفقهون معنى الثورة، وأنها مبهمة في مصطلحاتهم الأكاديمية، وأنّ أمر اندلاع الانتفاضة لو ترك لهم لما اتخذوا فيه قرارًا، ولو في عهد حافظ السابع عشر،ولكن الثوار وثقوا بغليون وبكارزما غليون، وبأناقة غليون التي لم تتبعثر أبدًا على الشاشات، والفضائيات، وكان جمهور الثوار يتابع كل كلمة وكل إشارة تخرج عن د.غليون ؛ولكنه أبدا لم يلجأ للثوار، بل لم يثق بقدراتهم يومًا وقال في كتابه:”ما كان من المتوقع أن ينجح شعب جرّد من هويته السياسية وعقم سياسيًا ومدنيًِا”
لم يكن لدى غليون العنفوان الثوري ولاالحماسة الثورية التي جعلت من كاسترو، و هوشيه منه وجيفارا أبطالًا تاريخيين.

ولعل سؤالين مهمين يراودان أهل الثورة :
هل كان غليون خيارًا خاطئًا أخذ الفرصة كاملة ،وتكاثرت من حوله الإمكانات والعلاقات والوسائل … وسائل ثورية لم يفقه يومًا ما تعريفها، وما هو أثرها لو استطاع تفعيلها وتوجيهها؟
وهل ستكون كلمة فاصلة عند المستمرين في الثورة أن لا يعطوا أي فرصةلمن اتهم الثورة بالعطب وتماهى مع ذلك عليهم أن لا يتكلموا عن العطب الذي أصاب الثورة فهم أصحاب العطب، والفشل، وليس للثورة إلا أصحابها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى