منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 63

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية
8- محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد

ولد في شعبان وقيل في رمضان سنة 178هـ
ولي الخلافة سنة 218 هـ وهو ابن 39 سنه. بعد أخيه المأمون
فكانت ولايته 8 سنين و8 اشهر و17 يوما.
ومات في سنة 227 هـ وهو ابن 48 سنة. فولي بعده ابنه الواثق
اسمه ونسبه:
أبو إسحاق المعتصم 218 – 227 هـ/833 – 841 م
هو أبو إسحاق، المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد، بْن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّد الإمام بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي.
وهو أول من أضاف اسم الخلافة إلى اسم الله عز وجل. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ104) كنيته: أبو إسحاق . (المعارف 1/ 392)
مولده:
وُلِدَ بالرقة في شعبان، وقيل في رمضان سنة ثمان وسبعين ومائة (178هـ) (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ104، العقد الفريد 5/ 376)
وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يقال لها: مَارِدَةُ. (سير النبلاء 8/ 385، المحبر صـ 42) وقيل ماريّة من مولدات الكوفة. (الإنباء صـ104، العقد الفريد 5/ 377، المعارف 1/ 392)
صفاته وسماته الشخصية:
كان المعتصم بالله أبيص أَصهَبَ اللِّحْيَةِ طَوِيْلَهَا، رَبْعَ القَامَةِ مُشْرَبَ اللَّوْنِ حمرة، ذَا قُوَّةٍ وَبَطْشٍ، وَشَجَاعَةٍ وَهَيْبَةٍ؛ لَكِنَّهُ نَزْرُ العِلْمِ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385، العقد الفريد 5/ 377)
وكان شديد البأس، حمل باباً من حديد فيه سبعمائة وخمسون رطلاً وفوقه عكام فيه مائتان وخمسون رطلاً، وخطا خطاً كثيرة (العقد الفريد 5/ 377)
وكان يسمى ما بين أصبعي المعتصم: المقطرة ، لشدته؛ وانه اعتمد يوما على غلام فدقه، (العقد الفريد 5/ 377)
وَقِيْلَ: إِنَّهُ جَعَلَ زَنْدَ رَجُلٍ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ فَكَسَرَهُ. (سير أعلام النبلاء 8/ 391)
وكان المأمون جالساً يوماً على سرير الخلافة، وأبو إسحاق المعتصم أخوه واقف بين يدي السرير، إذا انفلتَ سَبْعٌ مِن السَّبَّاعِين، وقطع السلاسل ودخل فهربوا كلهم ولم يَثبُتُ أحدٌ، ونهض المأمون من السرير ليهرب مع القوم فتعلّق ذيله في قائمةِ السَّرير فبقي معلّقاً وقَصَدَه الأسد، فبادر المعتصم وتلقى الأسد بنفسه وليس معه سلاح، فلكمه في وجهه فخسف جبهته، ووقع الأسد في صحن الدار وركبه المعتصم وأخذ يركله برجله إلى أن استرخى وضعف، ثم قام من فوقه وأخذ يدوسه حتى قتله. (الإنباء صـ 108)
قَالَ أَحْمَدُ بنِ أَبِي دُؤَادَ: كَانَ المُعْتَصِمُ يُخْرِجُ إِلَيَّ سَاعِدَهُ، وَيَقُوْلُ: عَضَّهُ بِأَكْبَرِ قُوَّتِكَ. فَأَقُوْلُ: مَا تَطِيْبُ نَفْسِي، فَيَقُوْلُ: لاَ يَضُرُّنِي، فَإِذَا هُوَ لاَ تَعْمَلُ فِيْهِ الأَسِنَّةُ فَضْلاً عَنِ الأَسنَانِ؛ وَقَبَضَ عَلَى جُنْدِيٍّ ظَالِمٍ فَسَمِعْتُ صَوْتَ عِظَامِهِ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَسَقَطَ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391)
وَكَانَ ذَا سَطْوَةٍ إِذَا غَضِبَ لاَ يُبَالِي مَنْ قَتَلَ. (سير أعلام النبلاء 8/ 390)
ويُقَالُ لِلْمُعْتَصِمِ: المُثَمَّنُ فَإِنَّهُ ثَامِنُ بَنِي العَبَّاسِ، وَتَمَلَّكَ ثَمَانِيَ سِنِيْنَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَلَهُ فُتُوْحَاتٌ ثَمَانِيَةٌ، وَقَتَلَ ثَمَانِيَةً: بَابَكَ وَالأَفْشِيْنَ وَمَازَيَارَ وباطيس ورئيس الزنادقة وعجيفًا وَقَارُوْنَ وَأَمِيْرَ الرَّافِضَةِ. ومات وله ثمان وأربعون سنة، ورزق من الولد الذكورثمانية، ومن الإناث ثمانٍ وخَلَّفَ في بيت ماله مِنَ الذَّهَبِ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ أَلفِ دِيْنَارٍ، ومن الوَرِق ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلفِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانِيْنَ أَلْفَ فَرَسٍ وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاَفِ جَارِيَةٍ وَبَنَى ثَمَانِيَةَ قُصُوْرٍ، وَقِيْلَ: بَلَغَ مَمَالِيْكُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 390، العقد الفريد 5/ 377، الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ 110)
و كَتَبَ طَاغِيَةُ الرُّوْمِ إِلَى المُعْتَصِمِ يَتَهَدَّدُهُ، فَأَمَرَ بِجَوَابِهِ فَلَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِ رَمَاهُ، وَقَالَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ، وَسَمِعْتُ خِطَابَكَ وَالجَوَابُ مَا تَرَى لاَ مَا تسمع: {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 42] . (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385)
فكان المعتصم أُمِّيًّا لا يُحسن الخط والكتابة، وفي خلافته تعلّم أن يكتب العلامة على التوقيعات فكانت تلك العلامة أحسن من خط كل خليفة تقدّمه. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ 107)
وكان السبب في أنه ما كان يحسن الكتابة أنه كان في المكتب مع إخوته ومعهم جماعة من الخدم الصغار فتوفى أحد الخدم الذين كانوا معهم في المكتب فَقَالَ لَهُ أَبُوْهُ الرشيد: يَا مُحَمَّدُ! مَاتَ غُلاَمُكَ فقال المعتصم: اسْتَرَاحَ والله مِنَ الكُتَّابِ، فسمع الرشيد بذلك فقال: وكأنَّ أبا إسحاق يشقّ عليه الكون في المكتب إلى حد يُفَضِّلُ عليه الموت، أخرجوه من الكُتَّابَ فلي أولاد عدة فإن كان فيهم واحد لا يحسن الخط جاز. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385، الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ 107)
كان نقش خاتمة المعتصم: «الله ثقة أبي إسحاق بن الرشيد وبه يؤمن» (العقد الفريد 5/ 377) وقيل نقش خاتمه: سل الله يعطيك. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110)
بيعته وخلافته:
كان أبو إسحاق المعتصم مع أخيه المأمون، في بلاد الروم، ومعهم العبّاس بن المأمون، فلما مات المأمون وهو على نهر البذندون، جمع أخوه أبو إسحاق محمد بن هارون المعتصم بالله إليه وجوه القوَّاد والأجناد، فدعاهم إلى بيعته، (الأخبار الطوال صـ 401) فأراد الناس أن يبايعوا العباس، فأبى العباس، وسلّم إلى أبي إسحاق الأمر، فتوجه أبو إسحاق من طرسوس حتى وافى مدينه السلام، فدخل بغداد فوردها مستهلّ شهر رمضان سنة ثمانِ عشرة ومائتين (218هـ) (تاريخ الطبري 8/ 667) ووضع على رأسه تاجاً فيه الدر اليتيم، وهو أول خليفة تتوّج وما رأى الناس أحسن من ذلك اليوم، فأقام بها سنتين، ثم مضى إلى سر من رأى (سامراء) فابتناها، واتخذها داراً ومعسكراً سنة عشرين ومائتين (220هـ) (المعارف 1/ 392، الأخبار الطوال صـ 401، الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ104)
ويُذكَر أنّ الجُند شغبوا لما بُويع لأبي إسحاق المعتصم بالخلافة، فطلبوا العباس ونادوه باسم الخلافة، فأرسل أبو إسحاق إلى العباس فأحضره، فبايعه ثم خرج إلى الجند، فقال: ما هذا الحب البارد! قد بايعت عمي، وسلمت الخلافة إليه، ورضيت به وهو كبيرى وعندي بمنزلة المأمون فسكن الجند. (تاريخ الطبري 8/ 667، الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ104)
وقد بويع المعتصم بالله بن هارون الرشيد بِعَهدٍ مِنَ المَأْمُوْنِ يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب (العقد الفريد 5/ 376) وقيل يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب وقيل رَابِعَ عشر رجب (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385) سنة ثماني عشرة ومائتين (218هـ) (تاريخ الطبري 8/ 667، الإنباء صـ110، العقد الفريد 5/ 377،) وهو ابن تسع وثلاثين سنة (المحبر صـ 42)
أعماله وأهم الأحداث في ولايته

  • استخدم الجند الأتراك بكثرة، حتى ازداد أذاهم في بغداد، فبنى لهم مدينة (سر من رأى) سامراء، ويبدو أن المعتصم لجأ إلى الترك لفقده الثقة في الفرس والعرب، أما الفرس فقد اتضح أنهم يقصدون الاستبداد بالسلطة، وقد نكَّل بهم الخلفاء العباسيين (بداية بأبي سلمة الخلال فأبي مسلم الخرساني والبرامكة والفضل بن سهل وغيرهم). وأما العرب فقد زال سلطانهم بزوال دولة الأمويين بسيوف الفرس. لكل هذا اضطر المعتصم أن يبحث عن عنصر جديد فكان العنصر التركي. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 192)
  • تابع المعتصم مقولة خلق القرآن، فهو كان امتداد لسياسة المأمون في أغلب أموره. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 192) وَامْتَحَنَ النَّاسَ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الأَمْصَارِ، وَأَخَذَ بِذَلِكَ المُؤَذِّنِيْنَ، وَفُقَهَاءَ المَكَاتِبِ وَدَامَ ذَلِكَ حَتَّى أَزَالَهُ المُتَوَكِّلُ بَعْدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَاماً. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385) وَفِي رَمَضَانَ سنة عشرين ومائتين: كَانَتْ مِحْنَةُ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي القُرْآنِ وضُرِبَ بِالسِّيَاطِ حَتَّى زَالَ عَقْلُهُ، وحبس وَلَمْ يُجِبْ فَأَطْلَقُوهُ (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385) وإنما حثّ المعتصم على ذلك وحمله على ما فعل به أحمد بن أبي دؤاد لأنه كان معتزليّا وكان الإمام أحمد إمام السنّة. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ 105)
  • بناء سامراء:
    وكان سبب بناء المعتصم مدينة سامراء أن عسكره كانوا يقيمون بالحضرة لا يفارقونه؛ سبع مائة ألف فارس، فضاقت بهم بغداد وتنزّلوا على الناس في دورهم حتى هلك عدة أطفال تحت أرجل الخيل من شدة الزحمة في الأسواق. فخطب المعتصم يوماً على منبر الرصافة، فقام إليه شيخ وقال: مالك يا أبا إسحاق لا جزاك الله عن الجوار خيراً، أيتمت أولادنا، ورمَّلت نساءنا بإسكانك هؤلاء العلوج بين أظهرنا، والله لنقاتلنك بما لا قبل لك به، فلم يتغيّر المعتصم، ومضى في خطبته. ولمّا نزل وصلى بالناس، طلب الرجل وظن أنه هرب، وإذا به واقف بإزائه فالتفت إليه غير مغضب وقال له: يا شيخ صدقت فيما قلت، وأنا أريحكم من هؤلاء العلوج، ومن نفسي أيضاً، ولكن بماذا كنت تقاتلني بما لا قبل لي به؟ فقال له الشيخ: بسهام الليل يا أبا إسحاق، قال: صدقت. ومن ساعته رحل من بغداد إلى الموضع الّذي بنى فيه سامراء. وأمر ببناء المدينة وأسكن العسكر بها. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110) واشتَرَى أَرْضَهَا مِنْ رُهبَانَ بِالقَاطُوْلِ (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385)
    جهاده وفتوحاته:
    كانت في خلافة المعتصم فتوحات لم تكن لأحد من الخلفاء الذين مضوا قبله مثلها.
  • فتح عمورية:
    وهي القسطنطينية الصغرى، فتحها الله على يديه. (الأخبار الطوال صـ 402) وهي أقوى مدن الروم فدخل المدينة بعد معركة عظيمة وفتحها عام 223 هـ/837 م. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 192)
    ففي سنة ثلاث وعشرين ومائتين كان المعتصم بسامراء جالساً فجاء كتاب على البريد من ثغر الروم يذكر أن ملك الروم تطرق إلى بعض القرى وأنه أسر منها جماعة، وأنه كان في جملة الجماعة امرأة هاشمية. وأنها صاحت: «وا معتصماه» فحين قرأ الكتاب نهض من ساعته وعبر إلى الجانب الغربي وأمر العسكر فخرجوا، وسار ليلته والعساكر تتلاحق به وكان في مقدمته إيتاخ في أربعين ألف فارس، أمره أن لا يركب أحد من عسكره إلا أبلق، لأن ملك الروم لما سمع قول الهاشمية «وا معتصماه» أمر بتقييدها وقال: نفذي إلى المعتصم حتى يركب الأبلق ويخلصك من يدي. وحين وصل إلى أنقرة خرّبها وأحرقها، ثم سار متوجها إلى عمورية ونزل بها أياما قلائل وأحرقها وهدم سورها. وحين دخل إليها قصد في الحال البيعة الكبيرة وكسّر الأصنام وصلّى بالناس التراويح هناك، وكان دخوله إليها في رمضان، وأخذ ملك الروم أسيراً وطلب منه الهاشمية وأمر بإحضارها على الحالة التي كانت عليها فأحضرت تحجل في قيودها، فحين وقعت عينه عليها قام على قدميه وقال: لبّيك، لبّيك يا بنت العم…أجبتُ دعوتك في أربعين ألف أبلق. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ 106) فكان مسيره في جمادي الأولى سنة ثلاث وعشرين ومائتين (223هـ)، وفتح «عمّورية» في شهر رمضان من هذه السنة، (المعارف 1/ 392) وَأَنْكَى فِي الرُّوْمِ. وَأَخَذَ عَمُّوْرِيَّةَ عَنْوَةً وَأَوطَأَ الرُّوْمَ خَوْفاً وَذُلاًّ، وَأَخَذَ بِثَأْرِ الإِسْلاَمِ مِنَ الطَّاغِيَةِ تُوفِيلَ بنِ مِيْخَائِيْلَ الَّذِي أَغَارَ عَلَى زِبَطْرَةَ وَمَلَطْيَةَ، فَدَخَلَ المُعْتَصِمُ الرُّوْمَ فِي مائَتَيْ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَقِيْلَ: خَمْسِ مائَةِ أَلْفٍ، وَصَمَّمَ عَلَى مُحَاصَرَةِ قُسْطَنْطِيْنِيَّةَ فَأَتَاهُ مَا أَزْعَجَهُ مِنْ خُرُوجِ العَبَّاسِ بنِ المَأْمُوْنِ عَلَيْهِ .(سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 388)
  • المبرقع:
    وَفِي سَنَةِ 227: ظَهَرَ أَبُو حرب المبرقع بفلسطين! وزعم أنه السُّفْيَانِيُّ، وَدَعَا إِلَى إِقَامَةِ الحَقِّ، وَكَانَ قَتَلَ جُنْدِيّاً أَذَى زَوْجَتَهُ ثُمَّ أَلْبَسَ وَجْهَهُ بُرْقُعاً، وَأَقَامَ بِالغَوْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ البَرِّ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ فَسَارَ لِحَرْبِهِ أَمِيْرُ دِمَشْقَ رَجَاءُ الحَصَّارِيُّ فِي أَلفِ فَارِسٍ، فَوَجَدَهُ فِي زُهَاءِ مائَةِ أَلْفٍ فَهَابَهُ، فَلَمَّا جَاءَ وَقْتُ الزِّرَاعَةِ، تَفَرَّقُوا حَتَّى بَقِيَ فِي نَحْوِ أَلْفَيْنِ فَالتَقَوْا وَكَانَ المُبَرْقَعُ شُجَاعاً مِقْدَاماً، فَحَمَلَ عَلَى الجَيْشِ فَأَفْرَجُوا فَأَحَاطُوا بِهِ فَأَسَرُوهُ وَسُجِنَ فَمَاتَ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 390)
  • بابك:
    وكان ابتداء أمر بابك، أنَّه تحرك في آخر أيام المأمون فاستفتح أمره بقتل من حوله بالبذ [كوره بين ايران واذربيجان] وإخراب تلك الأمصار والقرى التي حواليه، لتصفو له البلاد، ويصعب مطلبه، وتشتد المئونة في التوصل إليه، واشتدت شوكته، واستفحل أمره.
    وقد كان المأمون وجه إليه عبد الله بن طاهر بن الحسين في جيش عظيم. فسار إليه، حتى وافى مَدِيْنَةٍ تُسَمَّى البذ، وقد عظم أمر بابك، وتهيبه الناس، فحاربوه، فلم يقدروا عليه، ففض جمعهم، وقتل صناديدهم. (الأخبار الطوال صـ 403)
    فلما أفضى الأمر إلى المعتصم بالله لم تكن همته غيره، فأعدَّ له الأموال والرجال، وَفِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ ومائتين عَقَدَ المُعْتَصِمُ لمولاه الأفشين حيدر بن كاوس فِي جَيْشٍ لَجِبٍ لِقِتَالِ بَابَكَ فَتَمَّتْ مَلْحَمَةٌ انْهَزَمَ فِيْهَا بَابَكُ إِلَى مُوَغَانَ، وَمِنْهَا إِلَى البَذُّ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385)
    فسار الأفشين بالعساكر والجيوش حتى وافى برزند [بلد من بلاد أرمينية]، فأقام بها حتى طاب الزمان، وانحسرت الثلوج، وهو في خمسة آلاف فارس وألفي راجل، ومعه ألف رجل من الفعلةِ حتى نزل دروذ، واحتفر بها خندقا عظيما وبنى عليها سوراً شاهقاً، وفي يوم الجمعه غره شهر رمضان، نصب الأفشين المنجانيق والعرادات [جمع عراده وهي آله للحرب أصغر من المنجانيق] على المدينة، وأحدقت القواد والرؤساء.
    فقتلوهم قتلاً ذريعاً، وانهزموا حتى دخلوا المدينة، فدخلوا خلفهم في طلبهم، وصارت الحرب في ميدان وسط المدينة. وكانت حرباً لم ير مثلها شده، وقتلوا في الدور والبساتين، وهرب عبد الله أخو بابك.
    فلما رأى بابك أن العساكر قد أحدقت به، والمذاهب قد ضاقت عليه، وأن أصحابه قد قتلوا وفلّوا توجه إلى أرمينية، وسار حتى عبر نهر الرس متوجها إلى الروم.
    فلما عبر نهر الرس قصد نحوه سهل بن سنباط صاحب الناحية، وقد كان الأفشين كتب إلى أصحاب تلك النواحي، وإلى الأكراد بإرمينية، والبطارقه بأخذ الطرق عليه.
    فوافاه سهل بن سنباط، وقد كان بابك غَيَّر لباسه، وبَدَّل زيّه، وشدّ الخرق على رجليه، فأوقع به سهل بن سنباط، فأخذه أسيراً، ووجه به إلى الأفشين، فاستوثق منه الأفشين، وكتب إلى المعتصم بالفتح، واستاذنه في القدوم عليه، فأذن له، فسار حتى قدم عليه، ومعه بابك وأخوه. (الأخبار الطوال صـ 405) وَأَمَرَ المُعْتَصِمُ فَأُرْكِبَ بَابَكُ فِيلاً وَأَلبَسَهُ الدِّيبَاجَ وَقَلَنْسُوَةً كَبِيْرَةً مِنْ سَمُّورٍ، وَطَافُوا بِهِ ثُمَّ قُطِعَتْ أَرْبَعَتُهُ، وَهُوَ سَاكِتٌ ثُمَّ ذُبِحَ وَطِيفَ بِرَأْسِهِ بِسَامَرَّاءَ ثُمَّ بُعِثَ بِأَخِيْهِ إِلَى بَغْدَادَ فَعُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: كَانَ أَشْجَعَ مِنْ بَابَكَ فَقَالَ: يَا بَابَكُ! قَدْ عَمِلْتَ مَا لَمْ يَعْمَلْهُ أَحَدٌ فَاصْبِرْ صَبراً لَمْ يَصْبِرْهُ أَحَدٌ قَالَ: سَوفَ تَرَى فَلَمَّا قَطَعُوا يَدَهُ خَضَبَ صُوْرَتَهُ بِالدَّمِ فَقَالَ المُعْتَصِمُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: إِنَّكَ أَمَرْتَ بِقَطعِ أَطْرَافِي، وَفِي نَفْسِكَ أَنْ لاَ تَكْوِيَهَا فَيَنْزِفُ الدَّمُ فَيَصْفَرُّ لَوْنِي فَتَظُنُّونَهُ جَزَعاً مِنِّي فَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ أَفْعَالَهُ لاَ تُسَوِّغُ الصَّنِيعَةَ، وَالعَفْوَ لاَسْتَبْقَيْتُهُ ثُمَّ أُحْرِقَ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 387)
    وَكَانَ بابك أَحَدَ الأَبطَالِ، أخاف الإسلام وأهله، وهزم الجيوش عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَغَلَبَ عَلَى أَذْرَبِيْجَانَ وَغَيْرِهَا وَأَرَادَ أَنْ يُقِيْمَ المِلَّةَ المَجُوْسِيَّةَ، وَظَهَرَ فِي أَيَّامِهِ المَازَيَارُ أَيْضاً بِالمَجُوْسِيَّةِ بِطَبَرِسْتَانَ، وَعَظُمَ البَلاَءُ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 386) فكان يوم الانتصار على بابك من أزهى أيام النصر التي شهدها المسلمون. فقد قُضِى بذلك على الخُرَّمية بعد جهاد استمر أكثر من عشرين عامًا. وكان ذلك عام 223 هـ/837 م. (موجز التاريخ صـ 192)
    وَكَانَ هَذَا الشَّقِيُّ ثِنْوِيّاً عَلَى دِيْنِ مَانِي، وَمَزْدَكَ يَقُوْلُ بِتَنَاسُخِ الأَروَاحِ وَيَستَحِلُّ البِنْتَ وَأُمَّهَا. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 387) وَقِيْلَ: كَانَ وَلَدَ زِنَىً وَكَانَتْ أُمُّهُ عَوْرَاءَ يُقَالُ لَهَا: رُوْمِيَّةُ العِلْجَةُ، وَكَانَ عَلِيُّ بنُ مَزْدَكَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ زَنَى بِهَا وَبَابَكُ مِنْهُ. وَقِيْلَ: كَانَتْ صُعْلُوكَةً مِنْ قُرَى أَذْرَبِيْجَانَ فَزَنَى بِهَا نَبَطِيٌّ فَحَمَلَتْ مِنْهُ بِبَابَكَ فَرُبِّيَ بَابَكُ أَجِيْراً فِي القَريَةِ، وَكَانَ هُنَاكَ قَوْمٌ مِنَ الخُرَّمِيَّةِ لَهُم كَبِيْرَانِ: جَاوَنْدَانُ، وَعِمْرَانُ فَتَفَرَّسَ جَاوَنْدَانُ النَّجَابَةَ فِي بَابَكَ فَاكْتَرَاهُ مِنْ أُمِّهِ، فَهَوِيَتْهُ زَوْجَةُ جَاوَنْدَانَ وَأَطلَعَتْهُ عَلَى الأَسْرَارِ. ثُمَّ قُتِلَ زَوْجُهَا فِي مُحَاربَةٍ لابْنِ عَمِّهِ فَزَعَمَتْ أَنَّ زَوْجَهَا اسْتَخلَفَ بَابَكَ فَصَدَّقَهَا الجَمِيْعُ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 387)
  • المَازَيَارُ: أما المَازَيَارُ فَظَالِمٌ غَاشِمٌ جَبَّارٌ، ظَهَرَ بِطَبَرِسْتَانَ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بنُ قَارِنٍ، وهو صاحب قلعه طبرستان، ، وقد تحصن في القلاع والجبال، وَحَارَبَ عَسْكَرَ المُعْتَصِمِ، فما زال المعتصم به حتى اخذه، وأُسِرَه، ثُمَّ ضُرِبَ حَتَّى مَاتَ، وَصُلِبَ إلى جنب بابك، ، وَتَرَكَ أَمْوَالاً لاَ تَنْحَصِرُ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 390، الأخبار الطوال صـ 402)
  • ولما دخل جماعات كثيرة من أهل الجبال من همذان وأصبهان وماسبذان ومهرجان قذق في دين الخرمية، تجمعوا، وعسكروا في عمل همذان، فوجه المعتصم إليهم عساكر، فكان آخر عسكر وجه إليهم عسكر وجهه مع إسحاق بْن إبراهيم بْن مصعب، وعقد له على الجبال في شوال سنة 218هـ، فشخص إليهم في ذي القعدة، وقرئ كتابه بالفتح يوم التروية، وقتل في عمل همذان ستين ألفا، وهرب باقيهم الى بلاد الروم. (تاريخ الطبري 8/ 668، تجارب الأمم وتعاقب الهمم 4/ 176، البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 307)
    وَلَمَّا عَظُمَ الأَفْشِيْنُ بِاسْتِئْصَالِهِ لِبَابَكَ، طَلَبَ نِيَابَةَ خُرَاسَانَ، وَبَلَغَهُ خُرُوْجُ المَازَيَارَ، وَمُحَارَبَتُهُ لابْنِ طَاهِرٍ، فَدَسَّ مَنِ اسْتَمَالَهُ لَهُ وَقَوَّى عَزْمَهُ، وَخَرَّبَ المَازَيَارُ البِلاَدَ وَقَتَلَ وَعَسَفَ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 388)
    قتل الأفشين:
    وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ ومائتين: قَبَضَ المُعْتَصِمُ عَلَى الأَفْشِيْنِ، فَتَهَدَّدَ كَاتِبَهُ فَاعْتَرَفَ، وَقَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَى المَازَيَارِ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، وَجَيْشُ الخَلِيْفَةِ عِنْدَ ابْنِ طَاهِرٍ وَمَا عِنْدَ الخَلِيْفَةِ سِوَايَ، فَإِنْ هَزَمْتَ ابْنَ طَاهِرٍ كَفَيْتُكَ المُعْتَصِمَ، وَيَخْلُصُ لَنَا الدِّينُ الأَبْيَضُ – يَعْنِي المَجُوْسِيَّةَ – وَكَانَ يُتَّهَمُ بِهَا. فَوَهَبَ المُعْتَصِمُ لِلْكَاتِبِ ذَهَباً، وَقَالَ: إِنْ نَطَقْتَ قَتَلْتُكَ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 388) ثم إن أحمد بن أبي دؤاد قال للمعتصم: يا أمير المؤمنين إن أبا جعفر المنصور استشار أنصح الناس عنده في أمر أبي مسلم، فكان من جوابه أن قال يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا} فقال له المنصور: حسبك، ثم قتل أبا مسلم. فقال له المعتصم: أنت أيضا حسبك يا أبا عبد الله (الأخبار الطوال صـ406) ثم وجه إلى الأَفْشِيْنُ فمُنِعَ مِنَ الطَّعَامِ، حَتَّى هَلَكَ ثُمَّ صُلِبَ مَيْتاً وَأُحْرِقَ مَعَ أَصْنَامٍ عِنْدَهُ، وَهُوَ مِنْ أَوْلاَدِ الأَكَاسِرَةِ،، فقتله. وزعموا، أنهم كشفوا عنه فوجدوه غير مختون. (الأخبار الطوال صـ406) وكان قَتْلُ الأفشين وصلبه سنة ست وعشرين ومائتين (226هـ). (المعارف 1/ 392) وَكَانَ أَكْبَرَ الدَّوْلَةِ. (سير النبلاء ط الحديث 8/ 390) وَكَانَ الأَفْشِيْنُ قَدْ بَعَثَ أَمْوَالاً لَهُ إِلَى أُشْرُوْسَنَةَ، وَهَمَّ بِالهَرَبِ إِلَيْهَا، ثُمَّ هَيَّأَ دَعْوَةً لِيَسُمَّ فِيْهَا المُعْتَصِمَ وَقُوَّادَهُ فإن لم يجىء المعتصم، سَمَّ القُوَّادَ، وَيَذْهَبُ إِلَى أَرْمِيْنِيَةَ وَمِنْهَا إِلَى أُشْرُوْسَنَةَ فَمَا تَهَيَّأَ لَهُ ذَلِكَ، وَقَبَضَ عَلَيْهِ المُعْتَصِمُ، وَعَلَى ابْنِهِ حَسَنٍ، وَأُتِيَ بِالمَازَيَارِ أَسِيْراً. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 388)
  • وَظَهَرَ سَنَةَ 219: مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ العلوي يدعو إلى الرضا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَتَمَّتْ لَهُ حُرُوبٌ إِلَى أَنْ قَيَّدَهُ ابْنُ طَاهِرٍ ثُمَّ هَرَبَ مِنَ السِّجْنِ وَأَضمَرَتْهُ البِلاَدُ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 385)
  • ومنها جعفر الكردى، وقد كان أخرب البلاد وسبى الذراري، فوجه الخيول في طلبه، ولم يزل به حتى أخذه وقتله، وصلبه إلى جنب بابك ومازيار، (الأخبار الطوال صـ 402)
    من أقواله في مرض موته:
    ولما دخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين، مرض واشتدت علّته. فقَالَ فِي مَرَضِهِ: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَة} . [الأَنْعَامُ: 44] . (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391)
    وكان يبكى ويقول: ذهبت الحيل، أأوخذ أنا وحدي من بين هذا الخلق ؟ (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110، سير النبلاء ط الحديث 8/ 391)
    وجَعَلَ المُعْتَصِمُ يَقُوْلُ: ذَهَبَتِ الحِيلَةُ فَلَيْسَ حِيْلَةً حَتَّى صَمَتَ. (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391)
    وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَخَافُكَ مِنْ قِبَلِي وَلاَ أَخَافُكَ مِنْ قِبَلِكَ وأرجوك من قبلك وَلاَ أَرْجُوْكَ مِن قِبَلِي. (الإنباء صـ110)
    وفاة المعتصم بالله:
    مَاتَ أبو إسحاق المُعْتَصِمُ بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ بسرّ من رأى: يَوْمَ الخَمِيْسِ لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ ، أو يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الاول وقيل لثمان بقين من ربيع الأول سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ (227هـ) (العقد الفريد 5/ 377، المعارف 1/ 392، الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110، سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391، الأخبار الطوال صـ406، تاريخ خليفة بن خياط صـ478، المحبر صـ 42)
    وقيل كَانَت وَفَاة المعتصم في ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين ومئتين (226هـ) (الإنباء صـ110، الأخبار الطوال صـ406، السلوك في طبقات الملوك 1/ 191)
    وكانت مدته ثَمَانِي سِنِين (المعارف1/ 392، السلوك في طبقات الملوك 1/ 191)
    وقيل كانت خلافته ثمان سنين وثمانية أشهر. (المعارف 1/ 392) وقيل وعشرة أيام. (العقد الفريد 5/ 377، المحبر صـ 42) أوسبعه عشر يوما (الأخبار الطوال صـ406)
    وَلَهُ سَبْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً وَسَبْعَةُ أَشْهُرٍ،(سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391) وتسعة عشر يوما. (العقد الفريد 5/ 377، المحبر صـ 42)
    وقيل كان عمره ثمان وأربعين سنة (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110)
    وَدُفِنَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى (سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391، الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110)
    وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ هارون الوَاثِقُ. (الإنباء في تاريخ الخلفاء صـ110، العقد الفريد 5/ 377، المحبر صـ 42، سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 391) وقيل صلى عليه أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد، وكان المعتصم أوصى إليه بالصلاة عليه (الأخبار الطوال صـ406)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى