بحوث ودراسات

تدوين القرآن الكريم في مقابل تدوين الكتاب المقدَّس: أيهما أجدر بالموثوقيَّة؟3 من 7

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب

تعاليم توراتيَّة تتعارض مع المنطق

تزخر التَّوراة بتعاليم دينية مستهجنة ومثيرة للدَّهشة، ويصعب تصديق أنَّها منزَّلة بوحي إلهي. ومن أمثلة تلك التَّعاليم تحريم التَّعامل بالرَّبا بين بني إسرائيل وبعضهم وإباحته مع الأغيار “لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا” (سفر التَّثنية: إصحاح 23، آية 20)؛ وإجبار أرملة المتوفَّى على الزَّواج من أخّ زوجها المقيم معهما “إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ” (سفر التَّثنية: إصحاح 25، آية 5)؛ ونهي بني إسرائيل عن أكل الجُثث وإباحته للأغيار “اَ تَأْكُلُوا جُثَّةً مَّا. تُعْطِيهَا لِلْغَرِيبِ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ، لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ” (سفر التَّثنية: إصحاح 14، آية 21). ومن أبرز أمثلة تحقير المرأة في التَّوراة، ورود العديد من الأوامر المجحفة في حقّها، من بينها ما يُوصى لتبيان براءتها من خيانتها لزوجها، كما جاء في سفر العدد (إصحاح 5، آيات 15-30)، بأن تُؤخذ الزَّوجة إلى الكاهن، الَّذي يسقيها ماءً مقدَّسًا خُلط بغبار المعبد؛ فإذا كانت -بريئة لا يصيبها ضررٌ؛ وإذا كانت خائنة، تُصاب في بطنها وفخذها. ومن أمثلة تحقير المرأة كذلك اعتبار أنَّ الحائض وكلَّ ما تجلس عليه أو تمسُّه نجسًا، كما جاء في وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَمًا فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِسًا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا (سفر اللاويين: إصحاح 15، آيات 19-24).

3.تجليَّات وصول التَّحريف إلى العهد الجديد

في دراسته آنفة الذّكر دراسة في الأناجيل الأربعة والتَّوراة (1985م)، يواصل الباحث محمَّد السَّعدي مناقشة موثوقيَّة الكتاب المقدَّس من حيث حقيقة تنزُّله محتواه على أنبياء بني إسرائيل وحيًّا من عند الله، مثيرًا العديد من المسائل الشَّائكة في هذا السّياق، على رأسها صعوبة إثبات نسبة الأناجيل إلى مؤلّفيها، وتدوينها بعد مرور سنوات طويلة من صلْب يسوع النَّاصري وعلى يد أشخاص لم يشهد معظمهم وجود يسوع، واختلاف لغة الأناجيل عن لغته، علاوة على فقدان النُّسخ الأصليَّة لتلك الأناجيل واختلاف محتواها ووجود أناجيل غير معترَف بها تناقِض بما تنطوي عليه من عقائد مضمون الأناجيل المعترَف بها. يستهلُّ الباحث دراسته بالتَّأكيد على إيمان المسلمين بصحَّة تنزُّل كتاب الإنجيل على عبْد الله ورسوله عيسى بن مريم (عليه السَّلام)، إتمامًا لما أنزله الله من كُتُب على أنبياء بني إسرائيل كي “يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا” لبني إسرائيل، بدايةً من موسى وهارون (عليهما السَّلام)، تُعرف بالتَّوراة؛ حيث يقول تعالى “إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ” (سورة المائدة: الآية 43). جاءت رسالة عيسى بن مريم مكمّلة لما جاء به سابقوه من أنبياء بني إسرائيل ومصدّقة لما سَبَق تنزُّله في التَّوراة “وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ”(سورة المائدة: الآية 46)؛ لإبطال بعض الأحكام الَّتي فرضها الله تعالى عليهم بشؤم ذنوبهم “وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ” (سورة آل عمران: الآية 50)، ولإيضاح الحكمة ممَّا أنزله الله في التَّوراة لإنهاء الاختلاف العقائدي الَّذي ساد في مجتمع بني إسرائيل قبل بعثة عيسى “وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ” (سورة الزُّخرف: الآية 63).

يُفهم ممَّا سبق أنَّ الإسلام يعترف بنبوَّة عيسى بن مريم، ليس يسوع النَّاصري، كما يعترف بوجود كتاب الإنجيل المُنزَل عليه من الله، ولكن لا يمكن الاعتراف بصحَّة ما ورد فيما يُعرف بالأناجيل الأربعة المعترَف بها؛ لانتفاء شرط صحَّتها، وهو تصديق القرآن الكريم لما جاء فيها، كما يقول الله تعالى “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” (سورة المائدة: الآية 48)، وليس تناقُضه معها بالكليَّة. يعتقد السَّعدي أنَّ الإنجيل المُنزَّل وحيًا على نبيّ الله عيسى بن مريم قد فُقد خلال فترة اضطهاد أتباعه في القرون الميلاديَّة الأولى، وإن كانت هناك ترجيحات بأن يُكون قد أُخفي عمدًا للتَّحرُّر من القيود الشَّرعيَّة الَّتي يفرضها على بني إسرائيل في تعاملاتهم، مصداقًا لقول الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ” (سورة المائدة: الآية 159). ويسلّط الباحث تركيزه في هذه الدّراسة على أسباب الشَّكّ في صحَّة أنَّ ما ورد في الأناجيل وحي إلهي، وإن كان المسيحيين لا يرون أنَّ يسوع النَّاصري، باعتباره تجسيدًا للرَّبّ، لم يكن بحاجة إلى وحي إلهي وكتاب منزَّل من السَّماء؛ بل إنَّ هو الَّذي أوحى إلى كتبة الأناجيل القانونيَّة الأربعة بما جاء فيها.

تشكيك في نسبة الأناجيل الأربعة إلى كتَبَتَها

تعترف كنائس العالم بأربعة أناجيل تعتبرها قانونيَّة، أو مُجازة عقائديًّا، وجميعها ترّسخ مبدأ نبوَّة يسوع النَّاصري للإله، وتجسيده للإله، أو الآب، الَّذي تجلَّى للخلْق في صورة يسوع لتيسير إيمانهم به، ثمَّ صُلب لفداء البشريَّة والتَّكفير عن الخطيئة الأولى، كما يُقال على لسان يسوع بعد قيامته ” هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ” (إنجيل لوقا: إصحاح 24، آيتان 46-47). وتعريفًا بتلك الأناجيل، فهي إنجيل متَّى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنَّا، والمثير للانتباه أنَّ اثنين من هؤلاء الكتبة، وتحديدًا مرقس ولوقا، لم يكونا من الحواريين. ويعتبر متَّى أكثر الكتبة قربًا من المسيح ومرافقةً له، وكان في الأصل جابيًا للضَّرائب تحت الحُكم الرُّوماني لفلسطين، ومن أصل يهودي. وكان يوحنَّا كذلك من رفاق المسيح، وهو في الأصل صيَّادًا يهوديًّا، تفرَّغ بعد صلْب يسوع للتَّبشير في منطقة الشَّام وآسيا الصُّغرى، ويُقال أنَّه مات في مدينة افسس، غربي تركيا. أمَّا مرقس، فهو ابن أخت الحواريّ برنابا، الَّذي يُنسب إليه إنجيل برنابا غير القانوني، وكان تلميذًا للحواري بطرس. ويخبر سفر أعمال الرُّسل عن افتراق برنابا ومعه مرقس عن باقي الرُّسل بعد خلاف دبَّ بين برنابا وبولس الرَّسول “فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُص. وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعًا مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ” (سفر أعمال الرُّسل: إصحاح 15، آيتان 39-40). تركَّزت جهود مرقس التَّبشيريَّة في ليبيا ومصر، وهو يعتبر مؤسّس الكنيسة القبطيَّة الأرثوذكسيَّة ويُنسب إليه كرسي الإسكندريَّة الرَّسولي، الَّذي يتعاقب عليه آباء الكنيسة القبطيَّة إلى يومنا هذا. في حين كان لوقا، الَّذي يُنسب إليه كتابة سفر أعمال الرُّسل إلى جانب الإنجيل الَّذي يحمل اسمه، طبيبًا ورسَّامًا، وقد أقرَّ في صدر إنجيله بأنَّه لم يكن من الحواريين، وأنَّه استمدَّ محتوى إنجيله من معاصري يسوع، ممَّن أطلق عليهم “مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ” (إنجيل لوقا: إصحاح 1، آية 2).

تشترك أناجيل متَّى ومرقس ولوقا في أنَّها ترصد حياة يسوع النَّاصري منذ حملته أمُّه، وحتَّى صلْبه وقيامته من الأموات وصعوده إلى السَّماء ليجلس إلى يمين الآب، مرورًا برحلته الدَّعويَّة بعد التحام الرُّوس القُدُس بجسده وصدامه مع مختلف الفرق اليهوديَّة، وانتهاءً باتَّخاذ قرار بالتَّخلُّص منه لوأد فتنته. في حين يتميَّز إنجيل يوحنَّا بأنَّه يسلّط الضَّوء على المرحلة الأخيرة من رحلة يسوع، وجداله العقائدي مع اليهود، وتبشيره بـ “المعزّي” القادم من بعده ليكمل رسالته: “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” (إنجيل يوحنَّا: إصحاح 14، آية 26). لم يأمر يسوع النَّاصري قبل صلْبه بدعوة الأمم إلى الإيمان به مخلّصًا واتّباع تعاليمه، إنَّما جاء الأمر على لسانه بعد تجلّيه للحواريين، أو التَّلاميذ، بعد قيامته من الأموات، وقد أقرن يسوع الخلاص والتَّبرُّر، أي النَّجاة من الإدانة أمام الرَّبّ، بالإيمان به وبالإنجيل، كما يقول مرقس “اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ” (إنجيل مرقس: إصحاح 16، آيتان 15-16)؛ وقد جاءت هذه الدَّعوة في إنجيل متَّى بصيغة أخرى الآية “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (إنجيل متَّى: إصحاح 28، آية 19). تتضمَّن الأناجيل مجموعة من الأقوال والمواعظ-أشهرها موعظة الجبل (إنجيل متَّى: إصحاح 5) –دون إشارة إلى تشريعات تنظّم حياة أتباع يسوع، باستثناء ما ورد عن الزَّواج والطَّلاق، على اعتبار أنَّ الأناجيل تستند إلى شريعة العهد القديم. وتقرُّ الموسوعة البريطانيَّة (المجلَّد 2، طبعة 15 لعام 1983م) بأنَّه من الصَّعب الحصول على ترتيب تاريخي سليم لمسيرة يسوع منذ ميلاده حتَّى صلْبه. لم تحظَ الأناجيل الأربعة القانونيَّة باعتراف الكنائس الشَّرقيَّة والغربيَّة إلَّا في القرن الرَّابع الميلادي، برغم وجودها منذ القرن الثَّاني، وقد أُحرقت مئات الأناجيل الأخرى، الَّتي منها ما لم يُشر إلى ألوهيَّة يسوع واعتبره نبيًّا من عند الله.

أسباب التَّشكيك موثوقيَّة الأناجيل

يستعرض الباحث محمَّد السَّعدي مجموعة من الأسباب الَّتي دفعت نُقَّاد الكتاب المقدَّس إلى عدم الإقرار بصحَّة ما جاء في الأناجيل القانونيَّة. ويأتي على رأس تلك الأسباب التَّشكيك في صحَّة نسبة الأناجيل القانونيَّة إلى الكتبة الَّذين تحمل الأناجيل أسماءهم، وتدوين تلك الأناجيل في وقت متأخّر عن تاريخ وقوع أحداثها، وعدم معاصرة كتبة الأناجيل لجميع الأحداث الَّتي كتبوا عنها، ووجود عدد كبير من الأناجيل الَّتي لم تقبلها الكنيسة، وتناقُض روايات الأناجيل مع العهد القديم، واختلاف مخطوطات الأناجيل في المحتوى، إلى جانب اشتمال الأناجيل على أعمال خارقة للطَّبيعة، وتشابُه بعض العقائد الدّينيَّة الَّتي تتضمَّنها الأناجيل مع عقائد الأمم الوثنيَّة السَّابقة. وفيما يلي تفصيل لبعض أسباب التَّشكيك المشار إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى