مقالات

مواصفات الجِبِلّة السورية

د. موفق السباعي

كاتب ومحلل سياسي
عرض مقالات الكاتب


1- أنهم لا يؤمنون بالعمل الجماعي – إلا قليلاً منهم -.
2- وإذا عملوا، فإنهم يتنازعون، ويتصارعون منذ اللحظة الأولى، على الرئاسة. إذ أنهم يعشقون الرئاسة، عشقهم للحياة، ولذلك تروى طرفة عن الرئيس شكري القوتلي، الذي سلم سورية، بقضها وقضيضها، أرضاً، وشعباً، وأنعاماً، ودواباً، إلى عبد الناصر بذريعة الوحدة بين سورية ومصر، فقال له: سلمتك أربعة مليون رئيس، حيث كان عدد سكان سورية في عام 1958 أربعة ملايين نسمة.
3- يتحاسدون، ويكرهون بعضهم البعض، بشكل شنيع، ومقيت – إلا قليلاً منهم – حتى في بلاد المهجر، التي من المفروض فيها، أن يتحابب المهجرون مع بعضهم البعض، ويتعاونون مع بعضهم البعض، ويتلاحمون، ويتعاضدون مع بعضهم البعض، إلا أن الجِبِلَةَ السورية النشاذ، تأبى ذلك. فتجد أنهم في بلاد المهجر، يتقاتلون، ويذبحون بعضهم البعض، لأتفه الأسباب. وقد حدثت مئات أو آلاف المرات في خلال العشر سنوات الماضية، من الصراعات العنيفة بينهم، وكأنهم لم يسمعوا نهي الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح عن أبي هريرة: ( لا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا.) أو كأنه لا يهمهم معصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، التي هي معصية لله تعالى.
4- لا يتورعون – إلا قليلاً منهم – أن يسرقوا بعضهم البعض، ويتحايلون على بعضهم البعض، ويتآمرون ضد بعضهم البعض، ليحصلوا على غنيمة متدنية، حقيرة، تافهة.
5- يكيدون لبعضهم البعض – إلا قليلاً منهم – ويكرهون كره الموت، أن يروا واحداً منهم ناجحاً، وبارزاً.. فيتآمرون عليه مباشرة، ويسعون سعياً حثيثاً، ودؤوباً، لا ينقطع، لإسقاط هذا الرجل الناجح، وتحطيمه، وتدميره. فهم لا يحبون، بل يبغضون، كل من يعلو عليهم، من بينهم، فنار الغيرة! تُحرق أكبادهم، وتُمزق أفئدتهم، فلا يرتاحون حتى يحطموا الشخص الناجح تحطيماً، ويهشمونه تهشيماً.
6- وإذا حصل أحدُهم على جنسية بلد المهجر، فإن بعضهم يتحول – إلا قليلاً منهم – إلى صعلوك، خادم، ذليل، مهين، لمخابرات ذلك البلد، ليتجسس على أبناء بلده، ينقل أخبارهم بالدقيقة. والبعض الآخر يصبح ملكياً أكثر من الملك، ومطواعاً لسياسة بلد المهجر، يأتمر بأمرها، ولو كان ضد شعبه، وأهله، وعشيرته.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما تحدثت عنه يا دكتور موفق السباعي تشخيص رائع لواقع أبناء الأمة و ليس فقط لأهل سوريا فلقد رأيت ذلك على أرض الواقع في أوروبا خلال سنوات معيشتي الطويلة هناك ، و هذا فيه دليل إضافي على صدق نبوة حبيبنا و تاج رؤوسنا الذي أخبرنا بأنه استجيب له دعاءين من أصل ثلاثة و كان الغير مستجاب يتعلق بأنه سيكون بينهم بأس باختيارهم إن أرادوا و معنى البأس هنا الشدة على بعضهم البعض و الخوف المتبادل و ربما إيقاع العذاب فيما بينهم .
    عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، قالَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فأعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا ) صحيح مسلم .
    كل سفارات غير العرب في بلد أوروبي معيَن ترعى شؤون أبناءها أما سفارات العرب فتتجسس عليهم ، كل مخابرات غير العرب تجمع معلومات عن البلد الأوروبي أما مخابرات العرب فتجمع معلومات عن العرب فقط و ربما تبعث بعصابة لشخص من أبناء البلد لضربه و/أو لتهديده و هذا كنت مطَلعاً عليه .
    في خطبة الوداع ، لم يتطرق نبينا الكريم لأمريكا أو روسيا أو فرنسا أو الصين لأن هؤلاء و أمثالهم لا شيء أمام نصر الله إن أنزله علينا “إذا كان الله معك فمن عليك و إذا كان الله عليك فمن معك ؟ ” قول سمعته من الشيخ محمد راتب حفظه الله عدة مرات . لو قرأنا الخطبة لوجدناها كلها تتركز على الجبهة الداخلية و من أشهر ما ورد فيها (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) . إن أبناء بلادنا يغفلون عن قاعدة “الجزاء من جنس العمل” فحين نريد أن تتنزل علينا رحمة الله فالسبيل إلى ذلك (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) . فلنصبر على بعضنا و لنتراحم و ليسع بعضنا بعضاً و لنتحلى بما يحجز لنا مكانة عليا في الجنة “تقوى الله و حسن الخلق “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى