منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 61

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث: الدولة العباسية
6- مُحَمَّد الْأمين بن هارون الرشيد
مولده في شوّال بالرصافة ببغداد سنة 170 أو 171هـ
بويع بالخلافة سنة193هـ وهو ابن24 سنة وأشهر، بعد أبيه هارون الرشيد
وقتل في المحرّم سنة 198 هـ وهو ابن 28 سنة.
فكانت خلافته 4 سنين و7 أشهر و6 أيام. ويقال 4 سنين و8 أشهر و5 أيام
ولي بعده أخوه عبد الله المأمون
اسمه ونسبه:
محمد الأمين 193 – 198 هـ/808 – 813 م:
هو مُحَمَّد الْأَمِينُ بْنُ هَارُونَ الرَّشِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَهْدِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ الْمَنْصُورِ بْن مُحَمَّد الإمام بْن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس الهاشمي العباسي.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ أَبُو موسى. (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 466، البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 262)
وَأُمُّهُ أُمُّ جَعْفَرٍ زُبَيْدَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَمِير الْمُؤمنِينَ (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 262، الأخبار الطوال صـ387، المحبر صـ39، موجز التاريخ الإسلامي صـ188) وليس في خلفاء بني العباس من أمه وأبوه هاشميان سوى محمد الأمين هذا، ويعقوب بن عبد العزيز المستمسك (موجز التاريخ الإسلامي صـ188، بدائع الزهور في وقائع الدهور 2/627)
مولده:
وُلِدَ محمد الأمين بن هارون الرشيد في شوال سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. (170هـ) بِالرُّصَافَةِ ببغداد. (مختصر تاريخ دمشق 23/ 305، البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 262)
وقيل: في شوّال سنة إحدى وسبعين ومائة (171هـ) (العقد الفريد 5/ 374)
وقد رأت أمه في منامها في الليلة التي وُلِدَ محمد الأمين: كأنَّ أربع نسوة أقبلن إليه، فاكتنفنه عن يمينه وشماله، وأمامه وورائه، فقالت التي بين يديه: ملك قليل العمر، ضيق الصدر، عظيم الكبر، واهي الأمر، كثير الوزر، شديد الغدر، وقالت التي من ورائه: ملك قصاف، مبذر متلاف، قليل الإنصاف، كثير الأسراف، وقالت التي عن يمينه: ملك ضخم، قليل الحلم، كثير الإثم، قطوع للرحم، وقالت التي عن يساره: ملك غدار، كثير العثار، سريع الدمار. (الأخبار الطوال صـ387)
صفاته وسماته الشخصية:
كان محمد الأمين طويلاً جسيماً جميلاً سميناً حسن الوجه ، عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ بَعِيدًا مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ أشقر أو أبيض سبطاً ، أنزع أَقْنَى الْأَنْفِ صغير العينين، به أثر جدري (العقد الفريد 5/ 374، مختصر تاريخ دمشق 23/ 305، شذرات الذهب 2/ 466، البداية والنهاية 10/ 263)
وكَانَ كَثِيرَ الْأَدَبِ فَصِيحًا يَقُولُ الشِّعْرَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ الْجَوَائِزَ الْكَثِيرَةَ، وَقَدْ تَأَدَّبَ عَلَى الْكِسَائِيِّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَكَانَ شَاعِرُهُ أَبَا نُوَاسٍ، وَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو نُوَاسٍ مَدَائِحَ حساناً، وَقَدْ وَجَدَهُ مَسْجُونًا فِي حَبْسِ الرَّشِيدِ مَعَ الزَّنَادِقَةِ فَأَحْضَرَهُ وَأَطْلَقُهُ وَأَطْلَقَ لَهُ مَالًا وَجَعَلَهُ مِنْ نُدَمَائِهِ، ثُمَّ حَبَسَهُ مَرَّةً أُخْرَى فِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَأَطَالَ حَبْسَهُ ثُمَّ أَطْلَقَهُ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ أَنْ لَا يَشْرَبَ الْخَمْرَ وَلَا يأتي الذكور من المردان فَامْتَثَلَ ذَلِكَ، وَكَانَ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ ذلك بعد ما اسْتَتَابَهُ الْأَمِينُ. (البداية والنهاية 10/ 264)
وقد كان الأمين كثير اللهو، ومحبًا للصيد، تاركًا أمور الدولة. وتروى عنه كتب التاريخ أنّه كان خالعًا مسرفًا في التهتك والمجون. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 189)
وَقَدْ رَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِكَثْرَةِ اللَّعِبِ وَالشُّرْبِ وَقِلَّةِ الصَّلَاةِ. (البداية والنهاية 10/ 263)
نقش خاتمة: «محمد واثق بالله» (العقد الفريد 5/ 374).
بيعته وخلافته:
بويع أبو عبد الله محمد الأمين يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة (193هـ) (المحبر صـ39، العقد الفريد 5/ 374) وقيل لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سنة ثلاث وتسعين ومائة (193هـ)(البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263) وقيل ليلة الأحد لخمسٍ بقين من المحرم (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 461)
وَأَتَتْ الْخِلَافَةُ محمداً الأمين بِمَدِينَةِ السَّلَامِ بغداد، وقيل بطوس (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 461، المعارف 1/ 384)، ووليَ أمر البيعة صالح بن هارون ، وقدم عليه بها رجاء الخادم (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263، المعارف 1/ 384، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 461) يوم الخميس للنصف من جمادي الآخرة، ونعاه للناس يوم الجمعه، ودعاهم الى تجديد البيعه، فبايعوا. وقام ببيعته الفضل بن الربيع (مختصر تاريخ دمشق 23/ 304، الأخبار الطوال صـ 392، المعارف 1/ 384)
ووصل الخبر بوفاه الرشيد إلى المأمون، وهو بمدينه مرو، يوم الجمعه لثمانٍ خلون من الشهر، فركب إلى المسجد الأعظم، ونودى في الجنود وسائر الوجوه، فاجتمعوا، وصعد المنبر، فحمد الله واثنى عليه، وصلى على النبي وآله، ثم قال: أيها الناس، أحسن الله عزاءنا وعزاءكم في الخليفة الماضي، صلوات الله عليه، وبارك لنا ولكم في خليفتكم الحادث، مَدَّ الله في عمره. ثم خنقته العبرة، فمسح عينه. ثم قال: يا أهل خراسان، جددوا البيعه لإمامكم الأمين. فبايعه الناس جميعا. (الأخبار الطوال صـ 392)
وكان الرشيد بايع لولديه محمد وأمه زبيدة أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور؛ وعبد الله المأمون، ثم القاسم؛ وكان الرشيد قد أخذ لهما البيعة في مكة وأقسمهما على عدم الاختلاف وأشهد عليهما جميع من حضر، ووضع كتاب البيعة في جوف الكعبة. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 189، مختصر تاريخ دمشق 23/ 305)
فملك محمد الأمين أربع سنين وسبعة أشهر وعشرين ليلةً، (مختصر تاريخ دمشق 23/ 305، موجز التاريخ الإسلامي صـ 189) وقيل استمرت خلافته خمس سنوات. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 189)
فقد وَلِيَ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة (193هـ)، وقتل: سنة ثمانٍ وتسعين ومئة (198هـ) (مختصر تاريخ دمشق 23/ 305)
وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنة؛ وقيل: ثمان وعشرين سنة. (مختصر تاريخ دمشق 23/ 305)
أعماله وأهم الأحداث في ولايته:

  • عندما بويع ببغداد، أخرج من الحبس من كان أبوه حبسه. (المعارف 1/ 385)
  • وبعث إلى وكيع بن الجرّاج وأقدمه بغداد على أن يسند إليه أمراً من أموره. فأبى وكيع أن يدخل في شيء، وتوجّه وكيع يريد مكة في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة، فمات في طريقها. (المعارف 1/ 384)
  • روى حديثاُ بسنده قال: حدَّثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ” ما مَاتَ مُحْرِمًا حُشِرَ مُلَبِّيًا ” (الحديث في البخاري في الصيد وفي الجنائز، والترمذي في الحج، والنسائي في الجنائز، وابن ماجة في المناسك، والدارمي في المناسك، ومالك في الموطأ في الحج (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 264)
  • ولما مات إسماعيل بن علية ، وكان على المظالم ، في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة (193هـ)، ولى المظالم محمد بن عبد الله الأنصاري من ولد أنس بن مالك . (المعارف 1/ 384، شذرات الذهب 2/ 462)
  • واتخذ الفضل بن الربيع وزيراً إلى آخر أيامه ، وجعل إسماعيل بن صبيح كاتبه، وجعل العباس بن الفضل بن الربيع حاجبه. (المعارف 1/ 384، العقد الفريد 5/ 375، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 461، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 462)
  • وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ طَرَفًا مِنْ سِيرَتِهِ فِي إِكْثَارِهِ مِنِ اقتناء السودان والخصيان، وإعطائه الْأَمْوَالَ وَالْجَوَاهِرَ، وَأَمْرِهِ بِإِحْضَارِ الْمَلَاهِي وَالْمُغَنِّينَ مِنْ سائر البلاد، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِعَمَلِ خَمْسِ حَرَّاقَاتٍ عَلَى صُورَةِ الْفِيلِ وَالْأَسَدِ وَالْعُقَابِ وَالْحَيَّةِ وَالْفَرَسِ، وَأَنْفَقَ عَلَى ذَلِكَ أَمْوَالًا جَزِيلَةً جِدًّا، وَقَدِ امْتَدَحَهُ أَبُو نُوَاسٍ بِشِعْرٍ أَقْبَحَ فِي مَعْنَاهُ مِنْ صَنِيعِ الْأَمِينِ (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263)
  • وَاعْتَنَى الْأَمِينُ بِبِنَايَاتٍ هَائِلَةٍ لِلنُّزْهَةِ وغيرها، وَأَنْفَقَ فِي ذَلِكَ أَمْوَالًا كَثِيرَةً جِدًّا. فَكَثُرَ النَّكِيرُ عَلَيْهِ بِسَبَبِ ذَلِكَ. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263)
    موسى بن محمد الأمين الناطق بالحق:
    هو موسى بن محمد الأمين بن هارون الرشيد العباسي: الأمير الذي ثارت من أجله الفتنة بين الأمين والمأمون العباسيين. وكان أبوهما هارون الرشيد قد جعل ولاية عهده للأمين ثم للمأمون، فلما مات الرشيد، وَوَلِيَ الأمين الخلافة خلع أخاه المأمون من ولاية عهده، وجعلها لابنه موسى وهو صغير، وسماه: الناطق بالحق، فقامت الحرب بين الأخوين وانتهت بقتل الأمين سنة 198 هـ، وتفرد المأمون بالخلافة. (الأعلام للزركلي 7/ 327)
    وقد أغرى الفضل بن الربيع (وزير الأمين) الأمين بخلع أخيه المأمون ومبايعة ابنه موسى بن محمد الأمين، فنصّب الأمين سنة أربع وتسعين ومائة (194هـ) ابنه موسى بن محمد لولاية العهد بعده، وأخذ البيعة له، ولقّبه الناطق بالحق،. وجعله في حجر علي بن عيسى، ومزق كتاب البيعة التي كتبها الرشيد، فخرج عليه المأمون، وأمر الأمينُ عليّاً بن عيسى بالتوجّه إلى خراسان لحرب المأمون سنة خمس وتسعين ومائة 195 هـ (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 462، المعارف 1/ 384، موجز التاريخ الإسلامي صـ 189)
    الصراع بين الأمين والمأمون:
    استشارمحمد الأمين كاتب سره إسماعيل بن صبيح، في عزل أخيه عبد الله المأمون من خراسان، وأستعمال موسى ابنه عليها.
    فقال له إسماعيل: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تنقض ما أسسه الرشيد، ومهده، وشيد أركانه.
    قال محمد الأمين: إن الرشيد مُوِّه عليه في أمر عبد الله بالزخرفه، ويحك يا بن صبيح، إن عبد الملك بن مروان كان أحزم رأياً منك، حيث قال: لا يجتمع فحلان في هجمة إلا قتل أحدهما صاحبه.
    قال اسماعيل: أما إذ كان هذا رأيك، فلا تجاهره، بل اكتب إليه، وأعلمه حاجتك إليه بالحضرة، ليعينك على ما قلدك الله من أمر عباده وبلاده، فإذا قدم عليك، وفرقت بينه وبين جنوده كسرت حده، وظفرت به، وصار رهناً في يديك، فائت في أمره ما اردت.
    قال محمد: أَجَدْتَ يا ابن صبيح، وأصبت، هذا لعمري الرأي.
    ثم كتب إلى أخيه المأمون يعلمه أن الذى قلده الله من أمر الخلافه والسياسة قد أثقله، ويسأله أن يقدم عليه ليعينه على أموره، ويشير عليه بما فيه مصلحته، فإن ذلك أعود على أمير المؤمنين من مقامه بخراسان، وأعمر للبلاد، وأدَرُّ للفيء، وأكبت للعدو، وآمن للبيضه.
    ثم وجه الكتاب مع وفدٍ إلى المأمون وهو بمدينه مرو، فأوصلوا الكتاب إليه، وتكلموا. فذكروا حاجه أمير المؤمنين الأمين إليه، وما يرجو في قربه من بسط المملكة، والقوَّة على العدو، فأبلغوا في مقالتهم.
    وأمر المأمون بإنزالهم وإكرامهم.
    ولما جن عليه الليل بعث إلى الفضل بن سهل، وكان أخص وزرائه عنده، وأوثقهم في نفسه، وقد كان جرب منه وثاقه رأى وفضل حزم، فلما أتاه خلا به، وأقرأه كتاب محمد الأمين، وأخبره بما تكلم به الوفد من أمر التحضيض على المسير إلى أخيه ومعاونته على أمره.
    فقال الفضل: ما يريد بك خيراً، وما أرى لك إلا الإمتناع عليه.
    قال المأمون: فكيف يمكنني الإمتناع عليه، والرجال والأموال معه، والناس مع المال؟
    ثم إنه بعث إلى الوفد، فأحسن صلاتهم وجوائزهم، وسألهم أن يُحسِّنوا أمره عند الأمين، ويبسطوا من عذره، وكتب معهم إليه كتاباً، وسار القوم بالكتاب حتى وافوا به الأمين، وأوصلوا الكتاب اليه.
    فلما قراه جمع القواد إليه، فقال لهم: إنى قد رأيت صرف أخي عبد الله عن خراسان، وتصييره معي ليعاونني، فلا غنى بي عنه، فما ترون؟
    فسكت القوم. وتكلم خازم بن خزيمة، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تحمل قوادك وجنودك على الغدر فيغدروا بك، ولا يرون منك نقض العهد فينقضوا عهدك.
    قال محمد: ولكن شيخ هذه الدولة على بن عيسى بن ماهان لا يرى ما رأيت، بل يرى أن يكون عبد الله معى ليؤازرني ويحمل عني ثقل ما أنا فيه بصدده.
    ثم أمر علي بن عيسى أن يسير بالجيوش إلى خراسان، فيلي أمرها، وانتخب له ستين ألف رجل من أبطال الجنود وفرسانهم، ووضع لهم العطاء، وفرق فيهم السلاح، وأمره بالمسير.
    فخرج علي بن عيسى بالجيوش، وركب معه محمد، فجعل يوصيه، ويقول: أكرم من هناك من قواد خراسان، وضع عن أهل خراسان نصف الخراج، ولا تبق على أحد يشهر عليك سيفاً، أو يرمي عسكرك بسهم، ولا تدع عبد الله يقيم إلا ثلاثاً من يوم تصل إليه، حتى تشخصه إلي. (الأخبار الطوال صـ 393: 396)
    وفي عام 195 هـ/810 م، أرسل الأمين جيشين لقتال أخيه، فهزمها طاهر بن الحسين قائد حيوش المأمون وفي 196 هـ/811 م ألحق بهم هزيمة أخرى. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 189)
    ثم سار طاهر إلى بغداد فحاصرها في سنة سبع وتسعين ومائة (197هـ) وضيق في حصارها. فانفض أتباع الأمين من حوله. وزاد اتباع المأمون. ودخل جيش المأمون في بغداد سنة 198 هـ/813 م. فاستحر القتال بين الطرفين، فانهزم الأمين وفرَّ، ثم قتل في عام 198 هـ/813 م. (تاريخ الطبري 8/ 445، موجز التاريخ الإسلامي صـ 189)
    ونصب طاهر رأسه، ثم بعث رأسه إلى المأمون، والرداء والقضيب. (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/ 465)
    مقتله:
    خلع محمد الأمين نفسه سنة ست وتسعين ومئة (196هـ) حين وثب به الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان، وبويع للمأمون يومئذٍ، وقام ببيعته إسحاق بن عيسى، ومكث مخلوعاً محبوساً إلى أن قتله طاهر بن الحسين بن مصعب ببغداد، (مختصر تاريخ دمشق 23/ 305)
    وقتل محمد الأمين يوم الأحد لخمس بقين من المحرّم سنة ثمان وتسعين ومائة (198هـ). (العقد الفريد 5/ 374، المحبر صـ40، الأخبار الطوال صـ 400، نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك صـ94)
    وهو ابن أربع وعشرين سنة وأشهر. ويقال هو ابن ثمان وعشرين سنة إلا شهراً. (المحبر صـ40، الأخبار الطوال صـ 400)
    وقَتَلَهُ قُرَيْشٌ الدَّنداني، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَحُمِلُ رَأْسُهُ إِلَى طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ فَنَصَبَهُ على رمح وتلا ” قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ” [آلِ عِمْرَانَ: 26] (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263، مختصر تاريخ دمشق 23/ 305)
    فكانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وستة أيام وقيل وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ. وقال ابن الكلبي: أربع سنين وثمانية أشهر وخمسة أيام (الأخبار الطوال صـ 400، المحبر صـ40، البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 263)
    وقيل كانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأياماً. (العقد الفريد 5/ 374)
    صفا له الامر من جملتها سنتين وشهراً، وكانت الفتنة بينه وبين أخيه سنتين. (العقد الفريد 5/ 374)
    ودفنت جثته في بستان مؤنسة سنة ثمان وتسعين ومائة(198هـ). (المعارف 1/ 385)
    وقد صعد طاهر بن الحسين من البصره، وتقدم هرثمة حتى أحدقا ببغداد، وأحاطا بمحمد الامين، ونصبا المنجنيق على داره حتى ضاق محمد بذلك ذرعاً. (الأخبار الطوال صـ 400، المعارف 1/ 385)
    وكان هرثمة بن أعين يحب صلاح حال محمد الأمين، والإبقاء على حشاشه نفسه، فأرسل إليه محمد الأمين يسأله القيام بأمره، وإصلاح ما بينه وبين المأمون، على أن يخلع نفسه عن الخلافه، ويسلم الأمر لأخيه.
    فكتب إليه هرثمة: قد كان ينبغى لك أن تدعو إلى ذلك قبل تفاقم الأمر، فأما الآن فقد بلغ السيل الزبى، ومع ذلك فانى مجتهد في إصلاح أمرك، فصر إليّ ليلاً، لأكتب بصورة أمرك إلى أمير المؤمنين، وآخذ لك عهداً وثيقاً، ولست آلو جهداً ولا اجتهاداً في كل ما عاد بصلاح حالك، وقربك إلى أمير المؤمنين.
    فلما سمع ذلك محمداً الأمين استشار نصحاءه ووزراءه، فأشاروا بذلك عليه، وطمعوا في بقاء مهجته. (الأخبار الطوال صـ 400)
    فلما جنه الليل ركب في جماعه من خاصته وثقاته وجواريه، يريد العبور إلى هرثمة. فأحس طاهر بن الحسين بالمراسله التي جرت بينهما والموافقة التي اتفقا عليها. فلما اقبل محمد، وركب بمن معه الماء شد عليه طاهر، فأخذه ومن معه، ثم دعا به في منزله، فقتله من ليلته واحتز راسه، وأنفذه من ساعته الى المأمون. فلما أصبح نصب رأسه على الباب الجديد (المعارف 1/ 385، شذرات الذهب 2/ 461)
    ثم أنزله وبعث بِرَأْسِ الْأَمِينِ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مصعب، إلى خراسان وبعث معه بالبردة والقضيب والنعل – وَكَانَ مِنْ خُوصٍ مبطَّن – فَسَلَّمَهُ إِلَى ذِي الرِّيَاسَتَيْنِ، فَدَخَلَ بِهِ عَلَى الْمَأْمُونِ عَلَى تُرْسٍ، فَلَمَّا رَآهُ سَجَدَ وَأَمَرَ لِمَنْ جَاءَ بِهِ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
    وَقَدْ قَالَ ذُو الرِّيَاسَتَيْنِ حِينَ قَدِمَ الرَّأْسُ يُؤَلِّبُ عَلَى طَاهِرٍ: أَمَرْنَاهُ بأن يأتي به أسيراً فأرسل به إلينا عقيراً فقال المأمون: مَضَى مَا مَضَى. (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 264، الأخبار الطوال صـ 400، المعارف 1/ 385)
    واقبل المأمون حتى دخل مدينه السلام، وصفت له المملكة واستوسقت له الأمور. (الأخبار الطوال صـ 400، المعارف 1/ 385)
    وَلَمَّا قُتِلَ الْأَمِينُ هَدَأَتِ الْفِتَنُ وَخَمَدَتِ الشُّرُورُ، وأمن الناس، وطابت النفس، ودخل طاهر بغداد يوم الْجُمُعَةَ وَخَطَبَهُمْ خُطْبَةً بَلِيغَةً ذَكَرَ فِيهَا آيَاتٍ كَثِيرَةً مِنَ الْقُرْآنِ، وَأَنَّ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، وَأَمَرَهُمْ فِيهَا بِالْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ (البداية والنهاية ط إحياء التراث 10/ 265)

أولاده:
ورزق من الولد موسى من أمّ ولد تدعى نظم. ولقبه: الناطق بالحق؛ وبايع لابنه موسى هذا في حياته ونقش اسمه على الدراهم. (العقد الفريد 5/ 374)
من أقواله:

  • لما أتت الخلافة محمد بن هارون خطب ببغداد، فقال: أيها الناس إن المنون تراصد ذوي الأنفاس حتماً من الله، لا يدفع حلولها، ولا ينكر نزولها، فاسترجعوا قلوبكم عن الجزع على الماضي إلى البهج الباقي تعطوا أجور الصابرين وجزاء الشاكرين. (مختصر تاريخ دمشق 23/ 305)
  • قال أحمد بن حنبل: لما دخل إسماعيل بن علية على محمد بن زبيدة أمير المؤمنين، قال له: يا بن الفاعلة أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق؟ قال: فوقف إسماعيل ينادي: يا أمير المؤمنين زلةٌ من عالمٍ؛ قال أبو عبد الله: إني لأرجو أن يرحم الله محمداً بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن. (مختصر تاريخ دمشق 23/ 306)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى