مقالات

الجريمة المستمرة

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

كعادة الجيش في سورية ، أقدم ضابط اسمه زياد الحريري ، مع مجموعة من رفاقه ، هواة الانقلابات على اغتصاب السلطه والإنقلاب عسكريًا على الحكم ضمن عمل ممنهج مدعوم من قوى خارجية ، نرى نتائجها اليوم أمام أعيننا .

وسبق لي أن أشرت في بعض ما كتبت حول حديث جرى بيني وبين أحد الضباط في القوى الجوية والذي كان في القيادة في الاركان ، وهذا الضابط قال لي ، بعيد وقوع الانقلاب : إنه طلب من زملائه في الأركان إرفاقه بضابطين وهو على استعداد بأن يأتيهم بزياد الحريري معتقلاً ، لأن رائحة الانقلاب كانت تفوح في الأركان ، إلا أن الرفاق رفضوا ذلك !

وقع الانقلاب العسكري كما هو معروف في الثامن من آذار ١٩٦٣ بمشاركة بين الضباط من ذوي الانتساب للبعث و الناصريين ، وما لبث هولاء أن اقتتلوا في تموز من ذات العام ، وتمت الغلبة للبعثيين على شركائهم في الانقلاب الذي مهّد لما حصل في سورية حتى الأن .

لقد أعلن السوريون وبخاصة في المدن الرئيسة رفضهم لحكم البعث العسكري ، فوقعت أحداث حماة ١٩٦٤ ، ثم أحداث دمشق ( الجامع الأموي) ١٩٦٥، وتخلل ذلك أحداث في حمص ، ثم وقعت كارثة تسليم الجولان بما سمي زورًا ( حرب الأيام الستة ١٩٦٧ ) ، والتي كان بطلها المجرم المرجوم حافظ الأسد ، الذي قفز إلى السلطة بانقلاب عسكري على زملائه في الحكم بعد أن زج بهم في السجن ؛وقتل من قتل منهم .

كانت الساحات العامة في العاصمة دمشق قد فرغت من المجرمين ( الذين خانوا البلد التي ينتسبون لها ) وتآمروا مع كيان بني صهيون في فلسطين ،وسلموا منطقة الجولان ، أكثر المناطق السورية تحصينًا ، ووعورة جبلية ، ومع ذلك تسلل المجرم إلى الحكم بدعم من الكثير من العسكر ، والمحيط العربي، وسيطر على الحكم تحت شعار ما أسماه حركة تصحيحية ، وأصبح الخائن ، رئيسًا للجمهورية .

جمع حافظ الأسد حوله المرتزقة من أمثاله الذين غرتهم المناصب والمراكز والأموال التي أغدقها حكام عرب على نظام ما بعد ١٩٦٧ ، كما استغل بعض الجشعين من التجار ، وبعض المثقفين من طالبي الشهرة ، ومشايخ السلطان كالذين شاهدهم الناس مؤخرا يهتفون للمارق المجرم ، رئيس عصابة الحكم في دمشق الشام .عقب انتقال المجرم حافظ إلى جهنم وبئس المصير ، ومجيء ولده بشار رئيسا بدعم من مصطفى طلاس وعبد الحليم خدام ومن حولهما إلى الحكم ؛ ظن بعض البسطاء من شعبنا أنّ عهدًا جديدًا من الحرية والرخاء سوف يسود ، ولم يفكروا بأن الأفعى لا يمكن أن تلد إلا أفعى مثلها ، وهكذا تسلل الولد المجرم المعاق إلى قلوب البعض بما فيهم من مثقفين ومشايخ ، معروفون ، وتحركت النقابات العلمية في عام ١٩٧٨ في حركتها المعروفة ، ثم وقعت أحداث الثمانينات ، وقتل المرجوم حافظ سبعين ألفا من المواطنين ، وملأ السجون بالمعتقلين ، وبخاصة من الإسلاميين ، وأصدر القانون ٤٩ السيء الذكر بغرص تصفية القيادات من الإسلاميين ، وارتكب المجازر الجماعية ، واغتصب عملاؤه النساء والفتيات في السجون ، صورة مصغّرة لما يقع الآن في سورية ( بحق المسلمين السنة ) وغصّت السجون بالمعتقلين من أصحاب الكفاءات العالية، وكنت واحدا منهم .بعد استقرار الحكم ثانية للمرجوم بعد ما ارتكب من مجازر ، التف حوله العديد من أصحاب المصالح الضيقة ، والساعين للشهرة والمال ، ومنهم الآن من أصبح نجمًا في المعارضة ، واستمر المجرم حتى وافته المنية في الوقت المعلوم ؛ بعد أن يئس الشعب من إمكانية الإصلاح ، والذي كنت أحد الساعين إليه ، انتفض الشعب وبدأ يطالب بحقوقه المسلوبة ، الكرامة والحرية إلا أنّ ولد أبيه بشار قد أخذ الدرس من المعلم المجرم حافظ ، وبتوجيه من ملالي ماخور ( قم وطهران ) وجه الجيش ،كما العادة لديهم ، لتصفية الانتفاضة الشعبية ، ونشر سائر الاسلحة التي يمتلكها ، ثم استقدم المرتزقة من أنصاره الحاقدين من الملالي الإيرانيين والافغان والباكستان والعراق ولبنان واليمن ، وحشد الأشرار ليساعدوه في قتل وتهجير ( المسلمين السنة ) في سورية ، وكانت المحصلة معروفة عدى عن القتل والتدمير الذي أوقعته عصابة بشار ومؤيديه من الطائفة ( النصيرية ) ، بأهلنا في سورية الحبيبة ، إلا أن الخسة والقذارة التي مارسوها في اعتقال الأعداد الكبيرة من الفتيات من عمر ١١ عامًا وما فوق ( معلوماتنا تفيد أن عدد العنصر النسائي يتجاوز الأربعين ألفا ) وقد حمل قسم منهن سفاحًا نتيجة اغتصابهن من قبل العاملين في مراكز التوقيف ، ضباطا وغيرهم ،لم تكتف عصابة الإجرام بما ارتكبت من جرائم ، ولكن أضافت اإليها ، سرقة بيوت دمّرت او استشهد أصحابها، أو تم تهجيرهم تحت القصف بما سمي ( التعفيش) ، وكذلك نبش القبور ، والإعتداء على الأموات ، وتهديم المساجد وتحويل قسم منها إلى مراقص .

وفوق كل ذلك وجدنا ، عمائم ومحجبات ، التفوا حول المعاق الذي يمارس ساديته على الشعب، لإثبات رجولته ، هذا المجرم الذي لم يسبقه بإجرامه أحد ، حتى من خلفه ، سواء أبوه الحقيقي أم المتبنى .وقد تجاوزت التسعين من عمري ، فإنني لم اأقرأ في كتب التاريخ ، ولم أسمع بأحداث كالتي وقعت للمسلمين السنة في سورية وهم الذين يمثلون ٨٠٪؜ من السكان ، كما لم أتصور أن تقف طائفة من المواطنين مع ( سفاح ، برتبة رئيس) يدمر بلدًا ينتمي إليه ، كما وقع في بلدنا ، ويقدمون له الدعم العسكري والبشري ، وتقوم أفرادهم بمثل ما قامت به قوات الأسد من الطائفة الحاكمة !

كل هذا جرى ويجري أمام بصر وسمع الدول العربية ، وما يطلق عليه مجتمع دولي فبئس القوم هولاء ، ولكن ومع كل المآسي ، فإنّ مع العسر يسرا ، إنّ مع العسر يسرا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لعنة الله على الحكام العرب من محيطهم إلى خليجهم

    فلا يوجد فيهم حاكم مسلم حقيقي
    اغلبهم أولاد متعة أو أسباب يهود

  2. في ويكيبديا ، المجتمع الدولي (هي عبارة تستخدم في العلاقات الدولية للإشارة إلى أنفسهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بأوسع معانيها وهو لا يشير بشكل حرفي إلى كل الأشخاص والثقافات والحكومات العالمية.( يعني حين يكون هنالك قرار من مجلس الأمن في هيئة الأمم المتحدة أو ترتيب مقرر من صندوق النقد الدولي يعتبر هذا رغبة المجتمع الدولي إذا توافق مع مصلحة الغرب فقط لا غير . باقي العالم ، و هو الجزء الأكبر منه ، لا قيمة له لأن هذا الباقي الأصل فيه أنه في دائرة العبيد الذين يتوجب عليهم إتباع أوامر و تعليمات السادة و بشكل أدق السيَد “المتمثل في أمريكا و من يدور في فلكها” .
    بحسب هذا المفهوم أعلاه ، المجتمع الدولي تعبير عن الهراء من بشر أعمتهم قوتهم العسكرية و كثرة أموالهم و أدواتهم فانتفخت ذاتهم إلى درجة فاقت من سبقهم من حيث الغطرسة و الاستبداد ، و بالتالي حصل عند بعض المفكرين و المحللين و الكتَاب توجَه لوصف الحالة على أنها عصر الاستعمار الفرعوني . يتمتع فراعنة اليوم بقدر هائل من العناد و الحماقة و هذان الداءان من الصعب معالجتهما إذا وجدا لدى نفس الجهة (لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ ** إلاّ الْحَماقةَ أَعْيَتْ مَنْ يُداويها ) .
    مشكلة سوريا ، في الأساس ، تعود إلى ذلك اليوم المشئوم “الثامن من آذار ١٩٦٣” حين سقطت في قبضة الاستعمار الفرعوني و كان حزب البعث هو حصان طروادة الذي تسلل منه أذناب الاستعمار ليتحكموا بالبلد و يسوموا أهلها سوء العذاب مدة 58 عاماً حتى اليوم أي غالبية أعمار جيلنا .
    حين طفح الكيل بأهل سوريا ، و انطلقت ثورة شعب سوريا المباركة لم يكن يخطر ببال أحد مدى حقارة و حقد الاستعمار فلقد تقيأ بكل ما لديه من إمكانيات لمحاربة المسلمين العرب في سوريا . لقد كان من أكبر الأخطاء الاستنجاد بالطراطير النواطير في أعرابستان لأنهم ببساطة جزء من أدوات الحرب الفرعونية و معلوم أنهم لعبوا أدواراً هدامة ضد الثورة لضمان هزيمتها علماً بأنها لو انتصرت لكانت في صالح شعوبهم و أيضاً صالحهم . لا أكاد أصدَق أن هؤلاء الطراطير النواطير لا يعلمون بوجود خرائط جاهزة لدى الاستعمار الفرعوني لتقسيم بلادهم و الإطاحة بعروشهم عند انتهاء صلاحيتهم مع أنهم رأوا ما حصل لغيرهم مثل من كان يسمي نفسه “شاهنشاه إيران أي ملك ملوك إيران” .

اترك رداً على مرهف الزعبي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى