حقوق وحريات

أزمة اللجوء مابعد طالبان بين الحقيقة والخيانة!

مالك عبيد

ناشط سياسي وحقوقي
عرض مقالات الكاتب

منذ غزو العراق من قبل القوات الأمريكية وقوات التحالف، بدأت أزمات اللجوء تتنامى يومًا بعد يوم، تلتها بعد ذلك موجة اللجوء الليبية، ثم موجة اللجوء السورية (الأكبر ) ومن بعدها موجة اللجوء اليمنية،وانتهاءً بموجة اللجوء المخزية في أفغانستان . موجة تحرّك لها المجتمع الدولي وبالأخص دول التحالف وأمريكا وبدأت بالتحضيرات ووضع الخطط والبرامج لاستقبال ألاف اللاجئين الأفغان بحجة حماية الديمقرطية ،وحماية المرأة الأفغانية من أن تقع ضحية بأيدي طالبان، فثمة صورة نمطي صنعها الإعلام باتت مرتسمة في الأذهان في نهجها تجاه المرأة، علمًا أن طالبان الحالية ليست كطالبان منذ عشرين عامًا ،حيث أجرت مراجعات مختلفة،وتكاد تكون بمنهج اجتماعي وسياسي آخر ومختلف عن النهج السابق ،وقد غيرت من سياستها من خلال تجاربها خلال السنين التي مضت،

وقد بدأت هذه الدول في التحضير لتقاسم اللاجئين المتعاونين مع دول التحالف والذين كانوا يعملون في سفارات هذه الدول بصفة مستشارين أو مخبرين أو دبلوماسيين وماشاهدناه مؤخرا على شاشات التلفزة من مشاهد مخزية في تعلق هؤلاء المتعاونين بأجنحة الطائرات لشيئ يندى له جبين يبدو أن هذه الدول التي تعامت عن اللاجئين الذين فروا من جحيم الحروب في سوريا وليبيا واليمن والعراق، ولم تقدم لهم أي برامج استقبال ولم تفرض لهم مناطق آمنة ،بل قامت بالتضييق عليهم ونبذهم وتركهم في البحار والانهار يغرقون، وفي الصحاري يتيهون، وفي الغابات يقتلون دون وازع إنساني، بل تركتهم لمصيرهم المجهول ،وذلك لإرضاء من قام بقتلهم وتهجيرهم وتشريدهم علمًا أن ما عانت منه هذه الشعوب أقسى مما عانى منه الافغان الذين لم يعتادوا على براميل الموت ،ولا على الأسلحة الكيمائية ،ولا على سياسات الأرض المحروقة التي استخدمها الروس في سوريا !

كان من الواجب على المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية أن يقوم برد الظالم وردع الأنظمة القمعية التي قامت بالقتل والتهجير؛ وأن لا تكيل بمكيالين فالحقوق لاتتجزأ وهي غير قابلة للمساومة، اللهم إلاإذا كانت هذه الدول تعمل على حماية من عمل في ظلها، وفي خدمتها عبر هذه السنين فالعبرة ليس التعلق بأجنحة الطائرات بل تعلق الطابور الخامس بهذه الأجنحة التي جثمت على صدور الشعوب وجعلتها تهيم في صحراء لاقرار لها تعاني من الضياع والشتات والموت، أما آن الآوان لأن يصحو المجتمع الدولي من غفوته ويأخذ دوره الحقيقي لحماية الإنسان والإنسانية جمعاء دون تفريط وتفريق بين هذه المجتمعات التي عانت ولاتزال تعاني من هذا الكابوس المرعب من القتل والتشريد والتهجير ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى