منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة 59

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الثالث الدولة العباسية
4- موسى الْهَادِي بن المهدي
ولد سنة 146هـ
وبويع في المحرم أو مستهل صفر سنة 169هـ بعد أبيه محمد المهدي
وتوفي في منتصف ربيع الأول سنة 170هـ وقد بلغ 26 وقيل 25 عاماً
فكانت خلافته سنة وشهراً و22 يوماً
وولي بعده أخوه هارون الرشيد
اسمه ونسبه:
هو مُوسَى الهادي بْن محمد الْمهْدي بْن عَبْد اللَّهِ المنصور بْن مُحَمَّد الإمام بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بن عبد المطلب.
ويكنى: أبا محمد. وأمه وأم هارون الرشيد الخيزران، أم ولد. (المحبر صـ 37، المعارف 1/ 380، العقد الفريد 5/ 372، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 305)
مولده:
وُلِدَ أبو محمد مُوسَى الهادي بالسيروان من الريِّ سنة سِتّ وأربعين وَمِائَة (146هـ) (تاريخ الطبري 8/ 214، تاريخ خليفة بن خياط صـ446، المنتظم 8/ 305، العقد الفريد 5/ 372)
صفاته وسماته:
كان طويلاً جسيماً جميلاً أبيض، مشرباً حمرة، وكان بشفته العليا تقلّص، وكان يلقب موسى أطبق. (تاريخ الطبري 8/ 214، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 305، العقد الفريد 5/ 372)
وَكَانَ يثب عَلَى الدابة وعليه درعان، وَكَانَ المهدي يسميه: ريحانتي. (تاريخ الطبري 8/ 220، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 305، العقد الفريد 5/ 372)
ووزر له الربيع بن يونس، ثم عمر بن بزيع؛ واستحجب الفضل بن الربيع. وولى القضاء: أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم، في الجانب الغربي، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، بالجانب الشرقي. (العقد الفريد 5/ 372)
نقش خاتمه: «الله ربي» (العقد الفريد 5/ 372)
أولاده:
وكان له من الأولاد تسعة، سبعة ذكور وابنتان.
تزوج أمة العزيز فأولدها عيسى، ثم رحيم، فأولدها جعفراً، (وَهُوَ الَّذِي رشحه للخلافة) ثم سعوف فأولدها العباس، واشترى جاريته حسنة بألف درهم- وكانت شاعرة- فرزق منها عدّة بنات، منهم أم عيسى، تزوجها المأمون، وكان له من أمهات الأولاد: عبد الله، وإسحاق وإسماعيل وسليمان وموسى ولد بعد موت أبيه وكان أعمى. (تاريخ الطبري 8/ 214، العقد الفريد 5/ 372، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 307)
بيعته وخلافته:
بُويِعَ أبو محمد مُوسَى الهادي بْن الْمهْدي بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْعَبَّاس بعد أبيه المهدي فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة (169هـ) (موجز التاريخ الإسلامي صـ 185) . وقيل في مستهلّ صفر. (العقد الفريد 5/ 372)
وتولى له البيعة هارون أخوه ببغداد ، وموسى بجرجان. (المعارف 1/ 380)
وقد أتت الخلافه موسى الهادي، وهو بجرجان، وبويع بمدينه السلام لثمان بقين من المحرم. (الأخبار الطوال صـ 386)
وكان الرشيد يوم تُوُفِّيَ أبوه المهدي، معه في ماسبذان، وكَانَ الهادي إذ ذاك بجرجان يحارب أَهْل طبرستان، فاجتمع الموالي والقواد عَلَى هارون الرشيد، وقالوا: إن عَلِمَ الجند بوفاته لم نأمن الشغب، والرأي أن تنادي فِي الجند بالقفول حَتَّى نواريه ببغداد، فقال هارون: ادعوا إليَّ أبي يَحْيَى بْن خالد، فلما جاء يَحْيَى استشاره هَارُون فيما قالوا، فقَالَ: مَا أرى ذلك لأن هَذَا لا يخفى، ولا آمن إذا علم الجند أن يتعلّقوا بمحمله ويقولون: لا نخليه حَتَّى نعطى لثلاث سنين وأكثر، ويتحكّموا ويشتطّوا، ولكن أرى أن يوارى هاهنا، وتوجه أحد مواليك إِلَى أمير المؤمنين الهادي بالخاتم والقضيب والتعزية والتهنئة، فإن البريد لا ينكر أحد خروجه وأن تأمر لمن معك من الجند بجوائز مائتين مائتين، وتنادي فيهم بالقفول، فإنهم إذا قبضوا الدراهم لم يكن لهم همة سوى أهاليهم وأوطانهم، فلما قبض الجند الدراهم قالوا: بغداد بغداد، فلما وصلوا إِلَى بغداد وعلموا خبر الخليفة ساروا إِلَى منزل الربيع فأخرجوه، وطالبوا بالأرزاق وضجوا، وقدم هارون بغداد، وأعطى الجند لسنتين، فسكتوا. (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 306، تاريخ خليفة بن خياط صـ446)
ووجه هارون الجنود إِلَى الأمصار، ونعى لهم المهدي، وأخذ بيعتهم للهادي، وله بولاية العهد، ولما بلغ الهادي وفاة المهدي، والبيعة له، نادى من فوره بالرحيل، فلما وصل إِلَى مدينة السلام استقبله الناس، فوصل لعشر بقين من صفر من هذه السنة (169هـ)، فسار من جرجان إِلَى بغداد فِي عشرين يوما، فلما قدمها نزل القصر الَّذِي يسمى الخلد، فأقام به شهرا، ثم تحول إلى بستان أبي جعفر، ثم تحول إلى عيساباذ.
(تاريخ الطبري 8/ 188،المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 306، تاريخ مختصر الدول 1/ 128، تاريخ خليفة بن خياط صـ446)
الخروج عليه:
خرج عليه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عنهم. بالمدينة، وصعد المنبر وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء، فخطب وَقَالَ: أيها الناس أنا ابْن رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ فِي حرم اللَّه وفي مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أدعوكم إلى كتاب اللَّه وسنة نبيه، فإن لم أُفِّ لكم فلا بيعة لي فِي أعناقكم (تاريخ الطبري 8/ 194، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 310)
ونادى أصحاب الحسين بمكة: أيما عبد أتانا فهو حر، فأتاه العبيد، فلما أراد الحسين أن يخرج أتاه رجلٌ فكلمه، وقال له: عمدت إلى مماليك لم تملكهم فأعتقتهم، بم تستحل ذلك! فقال حسين لأصحابه: اذهبوا به، فأي عبد عرفه فادفعوه إليه، فذهبوا معه، فأخذ غلامه وغلامين لجيرانٍ له. (تاريخ الطبري 8/ 196)
وجرت الحرب بينه وبين الولاة، ثم توجه إِلَى مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ (169هـ) فَلَقِيَهُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد ومُوسَى بْن عِيسَى وَمُحَمّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ وَكَانُوا وافوا الْحَج، فَقتل في معركة فخ، على رأس فرسخ من مكة، قبل التروية بيوم عام 169 هـ/785 م. (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 310، العقد الفريد 5/ 372، المحبر صـ 37، موجز التاريخ الإسلامي صـ 185، المعارف 1/ 380، الأخبار الطوال صـ 386) وجيء برأس الحسين إِلَى الهادي (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 310)
وَكَانَ مبارك التركي قَدْ كره حرب الحسين، وبعث إِلَيْهِ: والله لئن أَسْقُط من السماء أحب إلي من أن أشوكك بشوكة، ولا بد من الأعذار، فخرج إِلَيْهِ فِي نفر يسير فانهزم، فغضب عليه الهادي، وأمر بقبض أمواله وتصييره فِي ساسة الدواب، فلم يزل كذلك حَتَّى مات الهادي (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 310)
وكان الّذي تولّى قتله: محمد بن سليمان، وموسى بن عيسى، والعباس بن محمد . (المعارف 1/ 381)
وأفلت من هذه المعركة إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.فوصل إلى المغرب الأقصى وأسس دولة الأدارسة هناك. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 185)
كما ثار أخوه يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم. وكثرت جموعه واشتدت شوكتها فسُيِّر إليه جيش ضخم، فتمكن من القضاء عليه. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 185)
ومن وصول الهادي مدينة السلام إلى خروج الحسين بْن علي بْن الحسن، وإلى أن قتل الحسين، تسعة أشهر وثمانية عشر يوما. (تاريخ الطبري 8/ 191)
ذكر طرف من سيرته وأخباره:

  • في سنة تسع وستين ومائة (169هـ) اشتد طلب موسى الهادي الزنادقة وتتبعهم وقتل منهم جماعة كانوا إذا نظروا إلى الناس في الطواف يهزلون ويقولون: ما أشبههم ببقر تدوس البيدر. فـتـتبع الزنادقة وعمل على إبادتهم كوالده المهدي . (تاريخ الطبري 8/ 190،موجز التاريخ الإسلامي صـ 185، تاريخ مختصر الدول 1/ 128)
    وكان المهدي قَالَ لموسى يوماً- وقد قدَّم إليه زنديق، فاستتابه، فأبى أن يتوب، فضرب عنقه وأمر بصلبه: يا بني، إن صار لك هذا الأمر فتجرد لهذه العصابة- يعني أصحاب ماني- فإنها فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن، كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للآخرة، ثم تخرجها إلى تحريم اللحم، ومس الماء الطهور، وترك قتل الهوام تحرجاً وتحوباً، ثم تخرجها من هذه إلى عبادة اثنين: أحدهما النور والآخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات، والاغتسال بالبول، وسرقة الأطفال من الطرق، لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور، فارفع فيها الخشب، وجرد فيها السيف، وتقرب بأمرها إلى الله لا شريك له، فإني رأيت جدك العباس في المنام قلدني بسيفين، وأمرني بقتل أصحاب الاثنين، قَالَ: فقال موسى بعد أن مضت من أيامه عشرة أشهر: أما والله لئن عشت لأقتلن هذه الفرقة كلها حتى لا أترك منها عينا تطرف. (تاريخ الطبري 8/ 220)
    وأُتِيَ المهدي بابنٍ لداود بن عليّ زنديقا، وأتي بيعقوب بْن الفضل بْن عبد الرحمن بْن عباس بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب زنديقاً، في مجلسين متفرقين، فقال لكل واحد منهما كلاماً واحداً، وذلك بعد أن أقرا له بالزندقة، أما يعقوب بْن الفضل فقال له: أقر بها بيني وبينك، فأما أن أظهر ذلك عند الناس فلا أفعل ولو قرضتني بالمقاريض، فقال له: ويلك! لو كشفت لك السموات، وكان الأمر كما تقول، كنت حقيقاً أن تغضب لمحمدٍ، ولولا محمد صلى الله عليه وسلم من كنت! هل كنت إلا إنساناً من الناس! أما والله لولا أني كنتُ جعلت لله عليّ عهداً إذا ولاني هذا الأمر ألا أقتل هاشمياً لَمَا ناظرتك، ولَقَتَلْتَك. ثم التفتَ إلى موسى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليت هذا الأمر بعدي ألا تناظرهما ساعة واحدة ؛ فمات ابن داود بْن عليّ في الحبس قبل وفاة المهدي، وأما يعقوب فبقى حتى مات المهدي، وقدم موسى من جرجان ، فذكر وصية المهدي ساعة دخل ، فأرسل إلى يعقوب من ألقى عليه فراشاً، وأقعدت الرجال عليه حتى مات، ثم لَهَى عنه ببيعته، وتشديد خلافته، (تاريخ الطبري 8/ 190)
  • وشَهِدَ بعضهم عند أمير المؤمنين الهادي عَلَى رَجُلٍ شَتَمَ قُرَيْشًا، وَتَخَطَّى إِلَى ذكر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجلس الهادي مجلساً أحضر فِيهِ فُقَهَاءُ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَمَنْ كَانَ بِالْحَضْرَةِ على بابه، وأحضر الرجل وأحضر الشهود، فشهدوا عليه بِمَا سَمِعْوا مِنْهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ الْهَادِي ثُمَّ نَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ أبي المهدي يُحَدِّثُ: عَنْ أَبِيهِ الْمَنْصُورِ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن عَلِيّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيّ بْن عَبْد الله عن أبيه عبد الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ أَرَادَ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ. وَأَنْتَ يَا عَدُّوَ اللَّهِ لَمْ تَرْضَ بِأَنْ أَرَدْتَ ذَلِكَ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى تَخَطَّيْتَ إِلَى ذكر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَمَا بَرِحْ الشهود حَتَّى قُتِلَ. (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 307)
  • وغضب موسى الهادي عَلَى رجلٍ، فكُلِّم فِيهِ فرضي عنه، فذهب يعتذر، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: إن الرضا قَدْ كفاك مئونة الاعتذار (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 8/ 307)
  • وحاول أن يخلع ولاية العهد عن أخيه الرشيد إلى إبنه، فلم يتحقق له ذلك. (موجز التاريخ الإسلامي صـ 185)
  • وكان الهادي قد استخلف على حجابته بعد الربيع ابنه الفضل، فقال له: لا تحجب عني الناس، فإن ذلك يزيل عني البركة، ولا تلقِ إليَّ أمراً إذا كشفته أصبته باطلاً، فإن ذلك يوقع الملك، ويضر بالرعية (تاريخ الطبري 8/ 217)
  • وذكر عن عبد الله بْن مالك، أنه قَالَ: كنت أتولى الشرطة للمهدي، وكان المهدي يبعث إلى ندماء الهادي ومغنيه، ويأمرني بضربهم، وكان الهادي يسألني الرفق بهم والترفيه لهم، ولا ألتفت إلى ذلك، وأمضي لما أمرني به المهدي قَالَ: فلما ولي الهادي الخلافة أيقنت بالتلف، فبعث إلي يوما، فدخلت عليه متكفنا متحنطا، وإذا هو على كرسي، والسيف والنطع بين يديه، فسلمت، فقال: لا سلم الله على الآخر! تذكر يوم بعثت إليك في أمر الحراني، وما أمر أمير المؤمنين به من ضربه وحبسه فلم تجبني، وفي فلان وفلان- وجعل يعدد ندماءه- فلم تلتفت إلى قولي، ولا أمري! قلت: نعم يا أمير المؤمنين، أفتأذن لي في استيفاء الحجة؟ قَالَ: نعم، قلت: ناشدتك بالله يا أمير المؤمنين، أيسرك أنك وليتني ما ولاني أبوك، فأمرتني بأمر، فبعث إلى بعض بنيك بأمر يخالف به أمرك، فاتبعت أمره وعصيت أمرك؟ قَالَ: لا، قلت: فكذلك أنا لك، وكذا كنت لأبيك فاستدناني، فقبلت يديه، فأمر بخلع فصبت علي، وقال: قد وليتك ما كنت تتولاه، فامض راشداً فخرجت (تاريخ الطبري 8/ 217)
    وفاته:
    توفي موسى الهادي بعيساباذ – (تاريخ الطبري 8/ 213، المحبر صـ 37، الأخبار الطوال صـ 386، العقد الفريد 5/ 372، تاريخ خليفة بن خياط صـ446) وقيل توفى بِمَدِينَة السَّلَام «بغداد». (المعارف 1/ 381)
    ليلة الجمعة للنصف من شهر ربيع الأول، وقيل لستة عشر يوما منه، وقيل لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول في سنة سبعين ومائة (170هـ). (تاريخ الطبري 8/ 213، المحبر صـ 37، (الأخبار الطوال صـ 386، العقد الفريد 5/ 372)
    وقال غيرهم: توفي يوم السبت، لعشر خلت من ربيع الأول- أو ليلة الجمعة (تاريخ الطبري 8/ 213، المعارف 1/ 381)
  • وتوفي وهو ابن ست وعشرين سنة. (تاريخ الطبري 8/ 213 ، المحبر صـ 37، العقد الفريد 5/ 372) وقال غيره: وَهُوَ ابْن ثلاث وعشرين سنة (تاريخ الطبري 8/ 213) وقيل كان له يوم توفى أَربع وَعشْرين سنة (الأخبار الطوال صـ 386، تاريخ خليفة بن خياط صـ446) وقيل خمسٌ وعشرون سنة. (المعارف 1/ 381) وقيل وهو ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة (تاريخ خليفة بن خياط صـ446)
  • وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر، وقيل كانت خلافته أربعة عشر شهراً. (المحبر صـ 37، تاريخ الطبري 8/ 213)
    وقال الواقدي: كانت ولايته سنة وشهراً واثنين وعشرين يوماً (تاريخ الطبري 8/ 213) وقيل سنه وشهراً واربعه وعشرين يوماً. (الأخبار الطوال صـ 386)
    وقيل كانت خلافته سنة وشهرين إلا أياماً، وقيل كانت ولايته سنة وشهراً. (المعارف 1/ 380) وقيل كَانَت ولَايَته سنة وشهرين واثنين وَعشْرين يَوْمًا(تاريخ خليفة بن خياط صـ446)
  • وصلى عليه أخوه هارون بْن محمد الرشيد ، ودفن بعيساباذ الكبرى في بستانه (تاريخ الطبري 8/ 213، العقد الفريد 5/ 372، تاريخ خليفة بن خياط صـ446)
    سبب وفاته:
    واختلف في السبب الذي كان به وفاته، فقال بعضهم: كانت وفاته من قرحة كانت في جوفه (تاريخ الطبري 8/ 205)
    وقيل كانت وفاته من قبل جوارٍ لأمه الخيزران، كانت أمرتهن بقتله لأسباب نذكر بعضها (تاريخ الطبري 8/ 205)
    بين الهادي وأمه:
    ذكر أن الهادي نابذ أمه ونافرها، لما صارت إليه الخلافة، فصارت خالصة إليه يوماً، فقالت: إن أمك تستكسيك، فأمر لها بخزانة مملوءة كسوة قَالَ: ووجد للخيزران في منزلها من قراقر الوشي ثمانية عشر ألف قرقر قَالَ: وكانت الخيزران في أول خلافة موسى تفتات عليه في أموره، وتسلك به مسلك أبيه من قبله في الاستبداد بالأمر والنهي، فأرسل إليها ألا تخرجي من خفر الكفاية إلى بذاذة التبذل، فإنه ليس من قدر النساء الإعتراض في أمر الملك، وعليك بصلاتك وتسبيحك وتبتلك، ولك بعد هذا طاعة مثلك فيما يجب لك. قَالَ: وكانت الخيزران في خلافة موسى كثيراً ما تكلمه في الحوائج، فكان يجيبها إلى كل ما تسأله، حتى مضى لذلك أربعة أشهر من خلافته، وانثال الناس عليها، وطمعوا فيها، فكانت المواكب تغدو إلى بابها، قَالَ: فكلمته يوما في أمر لم يجد إلى إجابتها إليه سبيلا، فاعتل بعلة، فقالت: لا بد من إجابتي، قَالَ: لا أفعل، قالت: فإني قد تضمنت هذه الحاجة لعبد الله بْن مالك قَالَ: فغضب موسى، وقال: ويلٌ على ابن الفاعلة! قد علمت أنه صاحبها، والله لا قضيتها لك، قالت: إذا والله لا أسألك حاجة أبداً، قَالَ: إذاً والله لا أبالي وحمي وغضب، فقامت مغضبة، فقال: مكانك تستوعي كلامي والله، وإلا فأنا نفي من قرابتي من رسول الله ص لئن بلغني أنه وقف ببابك أحد من قوادي أو أحد من خاصتي أو خدمي لأضربن عنقه، ولأقبضن ماله، فمن شاء فليلزم ذلك ما هذه المواكب التي تغدو وتروح إلى بابك في كل يوم! أما لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكرك، أو بيت يصونك! إيّاكِ ثم إيّاكِ، ما فتحت بابك لملي أو لذمي. فانصرفت ما تعقل ما تطأ، فلم تنطق عنده بحلوة ولا مرة بعدها. (تاريخ الطبري 8/ 206)
    ذكر ما كان من خلع الهادي للرشيد:
    لما أفضت إلى الخلافة موسى الهادي أراد خلع أخيه هارون من ولاية العهد، وسعى في ذلك وجَدَّ؛ فأقر موسى الهادي يحيى بْن خالد على ما كان يلي هارون الرشيد من عمل المغرب، وعمل الهادي على خلع هارون الرشيد، والبيعة لابنه جعفر بْن موسى الهادي، وتابعه على ذلك القواد، فخلعوا هارون، وبايعوا لجعفر بْن موسى، ودسوا إلى الشيعة، فتكلموا في أمره، وتنقصوه في مجلس الجماعة، وقالوا: لا نرضى به، وصعب أمرهم حتى ظهر، وأمر الهادي ألا يسار قدام الرشيد بحربة، فاجتنبه الناس وتركوه، فلم يكن أحد يجترئ أن يسلم عليه ولا يقربه. (تاريخ الطبري 8/ 207).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى