حقوق وحريات

العدالة والانتماء

يوسف المطعني- محام مصري

  • ( العدل أساس الملك) جملة نراها منمقة وموضوعة في قاعات المحاكم والمكاتب القانونية ورجال القانون ، لكن الكثيرين ربما لا يعرفون معناها ،أو مدلولها الحقيقي والعميق ! نعم العدل أساس الملك، ويقاس تقدم ورقي الأمم بمدى تحقيق العدالة على أراضيها وتقاس طرديًا بمعنى أنه كلما حققت الأمة العدالة ،وتحقيقها بتجرد ودونما انحياز أو اختلال نابع من توجه سياسي أو عرقي أو ايدولجي تقدمت الأمة وتطورت ،وربما سادت ..والعكس تمامًا هو الصحيح ،واي أمة في ذيل التطور تكون بالضرورة في مقدمة الظلم وعدم تطبيق القانون على الجميع!
    وليس مفهوم العدالة يتحقق فقط بإعطاء كل ذي حق حقه، ولكن يجب أن يقتص القانون أيضا من الظالم ، ليس هذا فحسب ،.بل وباسرع وقت ممكن ..لان العدالة البطيئة والعرجاء هو الظلم بعينه لأن صاحب الحق يكون قد مل من طول الوقت وربما ينسي حقه أو يتنازل عنه لمجرد المماطلة وفي الوقت نفسه يؤدى ذلك إلى مساعدة الظالم في طغيانه وتماديه في هذا الطغيان وتفقد العدالة الهدف المرجو منها ..
    أما إذا ساد العدل ربوع الأمم وساد القانون قوته وأصبح فوق الجميع دونما تمييز ،شعر المواطن بالانتماء لبلده ،ووطنه وأمته وشعر بملكيته لكل شبر على أرضه، وساعد مع المجموعة الوطنية في تطور الأمة كل وفق موقعه وإمكاناته، بل وساعد العدالة ذاتها في ترسيخها والإيمان بها، والعمل عليها لتحقيقها لنفسه ولمن حوله ولأمته وهذا بالفعل ما نصّت عليه الشرائع السماوية وأكدت عليه التجربة الإنسانية ،وهناك علاقة وطيدة بين العدل والانتماء اللذين يتوصلان حتما إلى تحقيق التقدم والرقي للجنس البشري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى