مقالات

عيد جيش “أبو شحاطة”

معاذ عبدالرحمن الدرويش

كاتب و مدون سوري
عرض مقالات الكاتب


يقول أحد العساكر كنت أخدم سائقا في ما يسمى ” بالجيش العربي السوري” و كنت سائقا لسيارة من نوع ” جيب واز” و هي سيارة عسكرية روسية مهلهلة على شاكلة جيش النظام الأسدي.
يقول العسكري و كانت مهمتي سائق لإيصال ثلاث ضباط يوميا من بيوتهم الى القطعة العسكرية و إرجاعهم الى بيوتهم في نهاية الدوام.
يقول العسكري و كلما خطر في بالي أن أهين الضباط كنت أطفئ السيارة و أدعي أنها تعطلت فيضطر الضباط بالنزول و أطلب منهم دفش السيارة لعلها تشتغل فيدفشوني و أنا راكب بالسيارة،… أخيرا و عندما أشفق عليهم أجعلها تدور فيصعدون و هم يلهثون و العرق يتصبب من بدلاتهم العسكرية، بينما أنا أتظاهر بالضجر و التافف من السيارة، بينما أكون منفجرا بالضحك في داخلي.
و كان الضباط لا يشكون أبدا في ألاعيبي لأن السيارة بالأساس كانت في النزع الأخير من عمرها و كانت تتعطل حقيقة بين الحين و الآخر.
و كان العسكري يسمي جيش النظام الأسدي بجيش التدفيش.
ما ينطبق على سيارة “الجيب واز” هذه ثلاثة أرباع سيارات جيش التدفيش.
و قد عرف السوريون جيش النظام الأسدي بجيش أبو شحاطة، حيث كان الكثير من العساكر يلبسون في أرجلهم الشحاط – أكرمكم الله – بدل البوط العسكري و ذلك رمزا لعدم المبالاة و الهلهلة التي عرف بها .
و مع بدايات الثورة و بعد خسائره المتلاحقة إلى ما قبل تدخل طيران المحتل الروسي، ترقت تسميته من جيش أبو شحاطة إلى جيش بوط الرينو، و ذلك رمزا للهريبة من أرض المعارك.
ثم تطور و حصل على لقب جيش التعفيش بعد أن حاز على المركز الأول بالتعفيش على مستوى جيوش العالم حيث أنه لم يبق في المدن و القرى التي يدخلها سوى الحجارة و التراب بعد أن عفش كل شيء.
و لعل أهم معارك ما يسمى ” الجيش العربي السوري ” كانت ضد أطفال سوريا و إنتصر عليهم بالكيماوي، و خاض معارك شرسة ضد نساء سوريا و قتل عشرات الآلاف منهن ، و خاض معارك ضارية بالبراميل المتفجرة ضد البيوت الآمنة و المدارس و المساجد و المستشفيات و هدم معظمها و عرف بجيش البراميل .
و لعل آخر بطولاته كانت في ساحات المقابر حيث اشتهر بنبش القبور و التنكيل بجثث الموتى و قد عرف بجيش نبش القبور.
نعم هذا هو الجيش العقائدي جيش النظام الأسدي، الجدير بكل تلك النياشين و الأوسمة من الإجرام إلى القتل إلى التدمير إلى التعفيش إلى التدفيش إلى البوط و الشحاطة، و لعل آخرها نبش القبور و قتل الموتى…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى