حقوق وحريات

أيتها الثورة الطاهرة..

.

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

لقد ألصق بك أعداؤك -وأعداؤك كُثر-
ِ ما ليس فيكِ من نواقص ومناقص ومثالب،ونزعوا منكِ ،وعنكِ، كل الشمائل والفضائل.!

قالوا عنكِ:
أنك ثورة غوغاء، وشَغَب جَهَلة،وتناسوا شهداءك الذين سقطوا برصاص قتلة النظام،وكان معظم هؤلاء الشهداء من المثقفين والأدباء وحملة الشهادات الجامعية ،الذين كانوا على رأس المظاهرات السلمية.!

قالوا عنكِ:
أنكِ ثورة متطرفين مغالين في تديّنهم ومذهبيّتهم ،وتعاموا عن تلك الشعارات الوطنية التي رُفعت في الساحات تدعوا إلى السلم الأهلي وإلى إقامة مجتمع الحرية والعدالة والمساواة،بأسلوب متمدن متحضر!
.
قالوا عن ثوارك:
أنهم حفنة من المارقين،وشرذمة من المغامرين،ظهرت في أماكن محدودة في هذا الوطن ..وتعاموا عن المظاهرات المليونية في الجمع العظيمة التي كانت تعم أرجاء الوطن كافة!

قالوا عنكِ:
أنكِ انبعثتِ مسلّحةً عنيفة،وكأنهم لم يشاهدوا ابناءك العزّل وهم يتصدون لقتلة جيش النظام وشبيحته بصدور عاربة وأيادي لا تحمل سوى الشعارات السلمية!

قالوا عنكِ:
بأنك ثورة عملاء مأجورين يتلقّون أموالاً طائلة من الخارج،وثوارك لا يملكون إلا النزر اليسير من متطلبات الصمود ،وما يقدم لهم من مساعدات محدودة من شرفاء شعبهم بالرغم من العوزٍ وضنك العيش الذي كانت عليه حال هؤلاء الشرفاء!

وقالوا…وقالوا..وقالوا:
لكنهم كاذبون،جميعهم وعلى اختلاف أشكالهم وألسنتهم هم كاذبون!

أيتها الثورة السورية العظيمة:
كل من وقف في وجه ثوارك،وكل من عطّل عجلة ثورتهم،وكل من تآمر عليهم في السر والعلن،كلهم قتلة مجرمون.
أنت الثورة الفضّاحة التي هتكت ستر الخونة!
أنت الثورة التي أعادت للإنسانية معناها بعد أن تدنست في المحافل الدولية والمؤتمرات الهزيلة!
أنت التي جعلت هذا العالم يلتفت إلى بشاعة وجوه ساسته وقادته.

أيتها الثورة الطاهرة:
سأظل أكتب لك حتى آخر نقطة حبر في قلمي،ما دام لي قلب ينبض،وعقل لم يُعطّل،وما دمت ولا زلتُ أحلمُ بالحرية،وبالغد الأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى