تحقيقات

ما هي قــذائف “كراسنوبول” وما وسائل الحماية منها

تعتمد قوات النظام على القـذائف المدفـعية الموجهة بالليزر، التي تحمل اسم “كراسنوبول” (Krasnopol) الروسية، منذ مطلع حزيران الماضي، بقصف يستــهدف ريف إدلب الجنوبي.

ويسفر هذا الاستخدام عن ضحــايا مدنيين، آخرهم أكثر من 10 أشخاص من عائلة واحدة قتـلوا أو جــرحوا، بقصــف لقوات النظام استهــدف منزلهم في قرية بيلون جنوبي إدلب، في 22 من تموز، وفقاً لتقرير وكالة عنب بلدي.

كما وثق “الدفاع المدني السوري”، في 17 من تموز الحالي، مقتـل أربعة أشخاص بينهم طفلـتان وإمرأة، نتيجة استهدف قوات النظام وروسيا منزلهم بقـذائف موجهة ليزريًا “كراسنوبول”.

وغالبًا تحقق هذه القـذائف إصـابات دقيقة، في استهـ .ـداف واضح ومتعمّد لمنازل المدنيين والفرق الطبية.

ما هي قــذائف “كراسنوبول”

تعتبر قــذائف “كراسنوبول” من فئة قـذائف المدفــعية الثقيلة، وهي روسية الصنع ومن عيار “152 ميلمترًا”، وتصنف على أنها قذائف شديدة الانفجـار، ودقيقة الإصـابة كونها مزودة بنظام توجيه عبر “الليزر”.

بدأ إنتاج أول نوع منها عام 1986 من قبل الجيش الروسي، وخضعت لعدة عمليات تطوير كان آخرها عام 2013، لتكون قادرة على تحقيق إصــابات بدقة عالية في استهـداف العربات المدرعة والتحصينات العسكرية والأهداف الأرضية، بكلفة إجمالية بلغت 35 ألف دولار أمريكي لكل قــذيفة.

وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، في حديث لها عن استخدام هذا النوع من القـذائف في سوريا، أن قــذائف “كراسنوبول” في تطور مستمر، إذ ظهرت نسخة منها يجري توجيهها عن طريق الأقمار الصناعية، وتصل دقة إصــابتها إلى 90%.

وتنقسم هذه القــذائف إلى نوعين مختلفين بالمدى المجدي، إذ يبلغ مدى إحداها نحو 20 كيلومترًا، بينما يوجد إصدار آخر يبلغ مداه 31 كيلومترًا.

وتُطلق هذه القـ .ـذائف من المدافع الميدانية، أو من المدافـع المحمولة على عربات.

وترجع دقة إصابتها للأهداف إلى توجيهها بالليزر عبر منصة أرضية أو جوية تطلق إشعاع ليزر تجاه الهدف، وتعمل أجهزة التتبع الموجودة في الرأس الحربي للقذيفة على ملاحقة الإشعاع واستهدافه.

وذكر موقع “مليتيري فايلز” الحـ .ـربي الروسي في تقرير، أن الجيش الروسي استخدم أكثر الأســلحة تطورًا في سوريا منذ عام 2015، وتجاوز عددها 200 سـ .ـلاح.

ويحسب ما نشره الموقع، في 4 من آذار الماضي، فإن الطيران الروسي شارك بالأعمال القـ .ـتالية في سوريا، حيث حلّقت كل من قاذفات من طراز “Su-24s” والطائرات الهجـومية “Su-25” والمقــاتلات “Su-35″، بالإضافة إلى الطائرات “الاستراتيجية” من نوعي “Tu-95” و”Tu-160″، والطائرات “الواعدة” من طراز “Su-57” في الخطوط الأمامية.

وحاربت المروحيات “Mi-28” و”ka52″، وشاركت الطائرات من دون طيار “Orlan-10” (أورلان- 10) بشكل متكرر في العمليات العسكرية.

ما طرق الوقاية من هذا النوع من القذائف

قال المحلل العسكري والعقيد في “الجيش الوطني السوري”، عماد شحود، إن الأسلوب الذي استعملته حركة “حماس” الفلسطينية في غزة ضد الرصد الإســرائيلي يعتبر مجديًا إلى حد ما لتجنب الاستهداف بهذا النوع من القـذائف بالنسبة لفصائل المعارضة.

حـرب المدافــع الموجهة بالليزر ليست بجديدة، بحسب العقيد، وقد استعملتها القوات الإيرانية عام 2017 في حلب، بقيادة قائد المدفـعية الإيرانية بسوريا، الجنرال علي حيدر شاهين، إلا أن فاعليتها لم تكن كبيرة كما هي اليوم في إدلب.

وأضاف شحود أن على فصائل المعارضة السورية نصب قواعد إطــلاق الصـواريخ الخاصة بها تحت الأرض مع تمويه فتحات الحفر، ما يجعل رصدها من قبل طيران الاستطلاع أمرًا صعبًا.

ومن بين الطرق البسيطة التي قد تكون مجدية للتشــويش على توجيه الليزر للقـذائف، نشر دخان ممزوج بقطع الصابون “الناعمة” بالقرب من الأهداف التي من المتوقع قصفها مما يشتت إشارة الليزر المُوجه.

وأضاف، “أسـلحة الروس بعد حرب إقليم كرباخ أصبحت خردة، ولو استخدمت تركيا طائراتها المسيرة (بيرقدار)، وأنظمة التشويش الكتروني بمنظومة (كورال) بقوة، لتوقفت جميع صفقات الســلاح الروسية حول العالم”.

أما بالنسبة للمدنيين، قال العقيد عماد شحود، إن إمكانية الاحتماء من القـذائف شديدة الانفجـار أو التقليل من ضررها هو أمر صعب للغاية، بينما يمكن التقليل من دقة إصــابتها عن طريق التشويش على إشارات الليزر التي تبثها طائرات التجسـس أو القواعد الأرضية.

وأضاف شحود، أن أي نوع من أنواع الجسم العاكس في حال ثُبت على أسطح المنازل يمكن أن يشتت إشارة الليزر ويجعل مدى خطأها بالكيلوميترات، إذ قال إن علبة الزيت الكبيرة (التنكة)، تفي بالغرض في حال جرى تصميمها بستة أوجه (على شكل ألماسة).

وذكر شحود أن هذا الأسلوب لقي نجاحًا كبيرًا في التشويش على إشارات الليزر التي توجه الأســلحة الذكية خلال الحـرب السورية الإســرائيلية.

بينما قال مدير المكتب الإعلامي التابع لـ”الدفاع المدني” في المنطقة الجنوبية من إدلب، محمد حمادة، إن قوات النظام تتعمد استهــداف منازل المدنيين والمنشآت الطبية على وجه الخصوص، كما تستهدف متطوعي القطاع الطبي من “الدفاع المدني” بشكل مستمر.

وبالنظر إلى حقيقة أن هذا النوع من القـذائف يتمتع بقدرة عالية على الإصــابة والتدمير، فإن عملية الاحتماء من هذا النوع من القصف يعتبر بالغ الصعوبة، خاصة في ظل وجود طائرات الاستطلاع التي ترصد عمق مناطق الشمال السوري.

المصدر : تركيا بالعربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى