من ذكريات السنونو

حينَ يبتهلُ البيْلَسانُ
وفي الجسرِ نمشي حبيبينَ
نحو الغروبِ
نُرَتِّلُ أنشودةً للحياةِ
ولا نتوقفُ في طرُقاتِ المنافي
لنذرفَ دمْعاً سخيّاً
على القُبّراتِ
فلا شيءَ سوف يُعيد إلينا التواريخَ
فلنبتسمْ للورود قليلاً
سيُمطرُ هذا السحابُ القشيبُ
ويرقصُ هذا الشذا
ويغّني القمرْ!!
في انعتاقِ الفراشاتِ
من شرْنقات البداياتِ
سرْنا إلى النبعِ
كان وضيئاً كوجه الصباحِ
تحيط به كلماتُ الغديرِ
وروحي الرؤومُ
قرأنا كتابَ النجومِ
على ضفة الأمنياتِ
وكنا أساطيرَ حبٍّ أصيلٍ
يعلم فينوسَ معنى الوفاءِ
ومعنى الخفَرْ !!
شَجَنُ الذكرياتِ يُبرِّحُني
والحديث يطولُ
عن الحلمِ حين تغيب النوارسُ
ليس هناك شراعٌ لمركبِ هذا الحنينِ
القديمِ
ولا حلَّ عنديَ غير انتظار السحَرْ
المرافئُ مرسومةٌ في مدايَ
تحلِّقُ فيها طيورٌ ملونة بالحنينِ
غريبينَ نطرُقُ باب المساءِ
وفي الأفق أسئلةٌ كالضبابِ
نُشرِّدُ أفكارَنا
في دروب النجومِ
ونَستكشفُ الأغنياتِ
لتحميَنا من ضجيج الفصول الكئيبةِ
نشرب فنجانينِ من أدمُعِ العاشقينَ
ونمشي رُويداً
لقد طالَ هذا السفرْ