مقالات

في ذكرى اليوم المشؤوم ٢٣ يوليو ١٩٥٢!

ابن بيت المقدس. محمد أسعد بيوض التميمي

كاتب ومفكر
عرض مقالات الكاتب


في مثل هذا اليوم من عام ١٩٥٢قامت المخابرات الأمريكية بخلع الملك فاروق، ووضع مكانه مجموعة من الضباط الأشرار الأغرار مجهولي الهوية من العالم السفلي بزعامة الجاسوس عبد الناصر الذي أدى المهمة التي أوكلتها له بنجاح منقطع النظير ،ومن انجازاته :
أنه غيّب وعي الأمة ،وأفقدها عقلها ، وتحويلها إلى قطعان من الأنعام الضالة ،قادها إلى المذابح وإلى كل خزي وعار ،وهي ترقص وتغني خلفه وتهتف باسمه!

أهدى إسرائيل أعظم انتصاراتها التي لم تكن تحلم بها ولا بالأساطير ،حيث قام بتقديم الجيش المصري لإسرائيل لابادته في عام ١٩٥٦!

أرسل لجيش المصري إلى اليمن عام ١٩٦٢، لدعم الانقلاب الأمريكي على العائلة الإمامية بقيادة عبد الله السلال حيث قتل ١٠٠ ألف جندي وجرح أكثر من ١٠٠ في حرب أهلية طاحنة وما تبقى من الجيش المصري أحياء تم نقلهم إلى سيناء قبل خيانة ١٩٦٧ بأيام ،ليقوم الطيران الإسرائيلي بالاجهاز عليهم ،حيث كانت هزيمة حزيران ١٩٦٧ أسرع وأغرب هزيمة في التاريخ حيث اتخذ عبد الناصر قراره الخياني الشهير بتلقي الضربة الأولى !
ومن أجل تنفيذ قراره الخياني ،وتسهيل الأمر على إسرائيل أقام حفلة ماجنة وداعرة ،وعربدة للطيارين المصريين، وقام بصف الطائرات على المدرجات على نظام الدكة أي( الطائرة بلزق الطائرة) وخلال ربع ساعة فقط أصبح الطيران المصري أثرا بعد عين، وكان الطيارون المصريون في تلك اللحظة مازالوا في حالة سكر شديد..
..ومن انجازاته تسليم سيناء وغزة لإسرائيل مرتين، في عام ١٩٥٦ وفي عام ١٩٦٧..

قام هذا المجرم بالقضاء على جميع المشاريع الاقتصادية الضخمة في مصر تحت غطاء التأميم،وقد استلم مصر دائنة لبريطانيا العظمى ٥٠٠ مليون جنية استرليني ومات ومصر مدينة بخمسة مليارات!

ومن انجازاته فصل السودان عن مصر، حيث كانت السودان جزءًا لا يتجزأ من مصر.

ومن انجازاته قيامه بمحاربة الوحدة بالوحدة، حيث قام باستدراج سوريا للوحدة مع مصر من أجل القضاء على جميع الضباط السنة في الجيش السوري المُخلصين الذين سيطروا على سوريا بعد الانقلاب على أديب الشيشكلي، ومنعوا إسرائيل من استغلال سهول الحولة وطبريا بسبب قصفهم الدائم لهذه السهول من هضبة الجولان التي تسيطر على هذه السهول سيطرة مباشرة، تمنع النملة من التحرك فيها فأمرته أمريكا أن يصفي هؤلاء الضباط، وجميعهم من السنة من اهل دمشق وحلب وحماة وكان الضباط الذين اقاموا الوحدة هم اول من قام بتصفيتهم فكانت نموذجا للوحدة سيئا للغاية ،حيث سلط عليهم الضابط السفاح المجرم المتوحش عبد الحميد السراج، ثم قام بمصادرة أموال الشعب السوري تحت غطاء التأميم ،ودمر المصانع السورية التي كانت تنافس المصانع الأوربية وخصوصا في مجال النسيج ،ما جعل الشعب السوري يكفر بالوحدة، وبعد أن أكمل مهمته في سوريا ،أمرته أمريكا بفسخ الوحدة من خلال الضابط عبد الكريم النحلاوي مدير مكتب عبد الحكيم عامر قائد جيش الوحدة!

وبتصفيته معظم الضباط السنة مهد لتسليم سوريا للضباط العلويين الذين شكلوا ما يسمى باللجنة العسكرية في القاهرة أثناء الوحدة بزعامة صلاح جديد وحافظ الأسد ومحمد عمران والذين قاموا في ٨ اذار ١٩٦٣ بانقلاب باسم حزب البعث والذين اجهزوا على بقية الضباط السنة في الجيش السوري، ومن ثم قاموا بتسليم الجولان لإسرائيل دون قتال بل اعلنوا عن سقوطها قبل سقوطها بثماني وأربعين ساعة!
وها هم السنة في سوريا يبادون، وهاهي مدنهم تصبح خرابا يبابا ولا تصلح للعيش على يد هؤلاء الطائفيين الذين يحتلون سوريا منذ ذلك الحين.
فهذا يوم مشؤوم في تاريخ أمتنا ،فعبد الناصر جلب على أمتنا جميع أنواع الكوارث، وكل خزي وعار وهزائم أغرب من الخيال، ولا أغرب ممن يصفون نفسهم بالناصريين بعد هذا الخراب !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى