بحوث ودراسات

الثورة  الْعِلْمِيَّة والمعرفية  ضَرُورَة في مؤسسات  التَّعْلِيمُ العَالِي

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

.   
مقدمة  
الثَّوْرَة لَيْس فَقَط إسْقَاط النظام  وَرُمُوزَه ، أَو فَقَط الْجَانِب السِّياسِيّ وصناديق انتخاب  وَاخْتِلَاف عَلَى صِيَغِ مَوَادّ الدُّسْتُور ، والديموقراطية لَيْسَت فَقَط ضِيقِه الْمَعْنَى سِيَاسِيَّةٌ وَإِنَّمَا هِيَ دِيمُقراطِيَّة اقْتِصادِيَّةٍ وَاجْتِماعِيَّةٍ وتربوية تعليمية  وإدارية . النِّظَام هُو منظومة  مُتَكَامِلَةٌ فِكْرِيَّةٌ واقتصادية  وقانونية  وسياسية وإدارية وتعليمية ، بذلك  الثورة  هِي تَغَيَّر جِذْرِيّ لِكُلّ جَوَانِب حَيَاتِنَا ، تَغَيُّرٌ فِي النِّظَامِ الاقتصادي  والعلاقات والقوانين الَّتِي أَقَامَهَا النِّظَام الاستبدادي ، تَغَيَّر جِذْرِيّ فِي نَمَط الْإِدَارَة والقوانين الاستبدادية  والنفعية  الَّتِي أَقَامَهَا النِّظَام ، ثَوْرَة اجتماعية  وَبِنَاء سَلَّم قِيَمِيٌّ أَخْلاَقِيٌّ لمجتمعنا ، ثَوْرَة عَمِيقَةٌ فِي مؤسساتنا التربوية  والتعليمية  تُعِيد بِنَاء الْإِنْسَان الْفَاعِل الكفء  يخدم  مجتمعنا وَتَنْمِيَتِه . 
المحور الْأَوَّل : رُؤْيَة النِّظَام الْعَامَّة لِلْإِصْلَاح فِي المجتمع   
●- بَعْد اسْتِلَام بَشَّار الْحُكْم وَخِطَابِه الْأَوَّل وطرحة  ضَرُورَة الإصلاح  والتطوير وَبَالَغ بِوُعُودِه الخادعَة ، بَعْد الْخَطَّاب فَوْرًا وَعَقَد الْمُؤْتَمَر الْقَطْرِيّ ، وحوران الْمُؤْتَمَر اخْتَصَر فَهِمَه لِلْإِصْلَاح ، بِأَنْ وَضَعَ النِّظَام الاقْتِصَادِيّ وعلاقته الْقَائِمَة بِأَلْف خَيْرٌ ، وإنما  مشاكلنا  هي  مشاكل  إِدَاريَّة ، وعلينا  الْإِصْلَاح الإِدَارِيّ ، وتحديث الْإِدَارَة ، وَالتَّقْلِيل مِن البيروقراطية والروتين فِي مُؤَسَّسات الدَّوْلَة ، بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ السطحية فَهُم النِّظَام مَشَاكِل مجتمعنا  فِي كَافَّة جَوَانِب حياتنا  ، وحينها رَفَع الْمُؤْتَمَر شِعَار الْإِدَارَة بالأهداف ، وطرحه  د مُحَمَّد الْحُسَيْن أَثْنَاء الْمُؤْتَمَر وتلقفها النِّظَام الأمني فِي الْمُؤْتَمَر . وَكُلِّف عَلَى أَثَرِهَا مُحَمَّد الحسين  كَعُضْو قِيادَة قطرية  مَسْؤُولٌ عَنِ الْمَكْتَب الاقْتِصَادِيّ .   وَبَعْد خَمْس سنوات  طَرَحُوا مفهوم  جديد  اقْتِصَاد السُّوق الاجْتِمَاعِيّ ، أَخْذِ هَذَا المفهوم  مِن التَّجْرِبَة الألمانية  بَعْدَ الْحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ لِإِعَادَة أَعْمَار الْبِلَاد ، وفشلت هَذِه التجربة  فَشَلا ذَرِيعًا بَعْد الْبَدْء بتطبيقها خِلَال السِّتَّةِ أَشْهُرٍ الْأُولَى ، أَهْدَاف طُرِح النظام  لِهَذَا الشِّعَار (الدعم الاجتماعي) وَهَذَا شِعَار مخادع  وَكَاذِب ، وَلَكِنْ فِي الحقيقة  الهَدَف الْحَقِيقِيّ ، هُو الْخُضُوع لِشُرُوط صُنْدُوق النَّقْد الدُّؤَلِيّ ، وَخَفَض عَجَز الموازنة  الْبَالِغ حِينِهَا 264 مليار لِيرَة سورِيَة ، وَبَدَأ فكرة  رَفَع الدَّعْم عَن المحروقات ، وَدَخَلَت الْحُكُومَة بِدَوَامِه تأمين  المازوت  للمواطنين ، وحددوا الْكَمِّيَّات للأسرة  وَفْق البِطاقَة العائلية . ومازالت هَذِهِ السِّيَاسَاتِ والإجراءات والأكاذيب والمراوغة  هِي السائدة إلَى الْيَوْمِ . هنا  لِكُلّ متابع  وَأَعِي عُرِفَ أَنَّ النِّظَام وَفَهِمَه وتركيبته  يَعِي أَن النِّظَام عَاجِزٌ وَغَيْر قَادِرٌ لِإِجْرَاء أَي إصلاح  يَخْدُم الشَّعْب والتنمية  ، نِظَام لَا يَسْتَطِيعُ أَكْثَر من  إِجْرَاءات سَطْحِيَّة مغلفة بشعارات  خَدَّاعٌ وأكاذيب ، وَهُنَا الْعَتَب وَالنَّقْد لِجَمَاعَة إعْلَان دِمَشْق ، رَغِم كُلّ التَّقْدِير نضالهم وتضحياتهم ، لكن  كَانَت حركتهم مِثَالِيَّة مَبْنِيَّةٌ عَلَى أمل  عاطفية  خَادِعَةٌ ، وَلَا تُعَبِّرُ عَنْ فَهْمِ عَمِيق لطبيعة النظام  وَدَفَعُوا ثمن  غالي  لِسُوء تَقْدِيرِهِم ، وَكَذَلِك لِلَّذِين ذَهَبُوا لِلْحِوَار بِدَايَة الثورة  فِي سُمَيْر أُنَيْس (اللي بُدُوّ يُجَرِّب الْمُجَرَّب عَقْلُه مخرب) وَكَذَلِكَ مَنْ يُحَاوِلُ الحِوَار حَالِيًا . 

  • نستنتج أَن النِّظَام وَكُلّ محاولاته  بَدَأ بورشات الْإِصْلَاح الإِدَارِيّ وَالْأَفْكَار وإبداعات  عصابات النظام  تَسِير وتدعم هَذَا التوجه  وَفِعْلًا فشلوا فَشَلا ذريعا  بِكُلِّ شَيْءٍ خِلَال عَشْرِ سَنَوَاتٍ قَبْل الثَّوْرَة .
    المحور الثاني: مفهوم الإصلاح في المؤسسات التعليمية.  
     ●- كوني أحد أبناء المؤسسة التعليمية  في سورية، وبحكم تجربتي  أوضح  لكم فهم النظام للإصلاح ونتائجه في مؤسساتنا التعليمية.  
     استلم غياث بركات مكتب التعليم العالي في القيادة القطرية، طرح مكتب التعليم العالي فكرة الإصلاح واختصرها  فقط  بأتمتة أسئلة الامتحانات.   وأصدر تعميم فوقية، بأتباع أتمتة الأسئلة الامتحانية لكافات الكليات سواء يناسب طبيعتها العلمية أم لا؟  
      وهل مناهج والكتب التدريس المتوفرة  تناسب هذا الأسلوب الجديد؟؟  
      وهل أعضاء الهيئة التدريسية  قادرين لتطبيق هذا الأسلوب؟؟؟، طبعا ليس هناك شروط متوفرة لتطبيقه.  
     ●-   المبررات والأهداف المراد تحقيقها كما ادعوا لهذا النمط من الإصلاح  كما يلي:
     1- تحديث وتطوير الجامعات  انسجاما مع الشعار العام المطروح التطوير والتحديث.  
     2- الاعتقاد حينها  هذا الإجراء  يقضي جزئيا  على الفساد الذي شبه عام  في أكثرية الجامعات السورية وكلياتها.  
     وجدنا عصابات النظام  ومنظماته الطلابية بدأت تروج  وتتبنى هذا النظام الجديد  وتبرره دون وعي لمفهوم الإصلاح الحقيقي  والمخاطر والسلبيات للأسلوب الجديد  وأثرها على مصالح الطلاب ومستواهم التعليمي  والمجتمع 
     ●- الأهداف الحقيقية والجوهرية  للنظام من هذا الإصلاحات السطحية والشكلية ما يلي:
     1- تراجع ترتيب سورية  في دليل التنمية البشرية الدولي من ترتيب  76 عام 1994، وأصبح  في عام  2003 إلى  113، طبعا تراجع أيضا هذا الترتيب في السنوات اللاحقة.
     وجد النظام في مؤشر التعليم  فرصته لخداع العالم أيضا والشعب السوري، لأنه غير قادر تحسين أي من المؤشرات الأربعة لدليل التنمية البشرية 
  • سواء تحسين مؤشر حصة الفرد من الدخل القومي.
  • أو مؤشر تحسن مؤشرات  الخدمات الصحية.
  • أو مؤشر تحسين مستوى  التعليم.  
  •   أو مؤشرات التمكين والمشاركة  والديمقراطية.
      رغم أنه حاول  شكليا إقحام وتحسين مؤشر مشاركة المرأة في  مؤسسات الدولة. طبعا المرأة المخبرة. المجال الممكن الوحيد هو التلاعب  بمؤشر التعليم.   
     2-   إشغال الناس عن فكرة وضرورة الإصلاح العميق لكافة  جوانب الحياة وخاصة الجانب الاقتصادي.
    المحور الثَّالِث : رُؤْيَتِنَا للإصلاح  الْحَقِيقِيِّ فِي مؤسساتنا التَّعْلِيمِيَّة . 
    .معارضتنا الشَّدِيدَة لسطحية  فَكَرِه الإصلاح  الْمُتَّبِعَه ومخاطرها ،   سَوَاءٌ الْهُرُوبُ مِنْ متطلبات الْإِصْلَاح الْحَقِيقِيّ الشَّامِل أَو الإصلاح  الْحَقِيقِيِّ فِي مُؤَسَّسات التَّعْلِيم .   
    شعبنا كان  يَفْتَخِر فِي مؤسساتنا التعليمية  ومخرجاتها  مُنْذ إنشائها ، كَانَتْ الطَّرِيقَةُ الْفَرَنْسِيَّة فِي إجْرَاءِ الامتحانات وَطَرِيقَة وَضَع الْأَسْئِلَة الْكِتَابِيَّة والشرح  مَوْضِع فَخْر ، رَغِم أَنَّهَا قَدِيمَةٌ جِدًّا بِالْمُقَارَنَة بالأساليب الحديثة  لِلتَّدْرِيس . وَلَكِنْ كَانَتْ أَفْضَلَ مِمَّا يَطْرَحَ مِنْ مَبْدَأِ (الرمد وَلَا الْعَمَى القادم) ، بَدَأْنَا ثورتنا وحربنا عَلَى نَهْجِ النِّظَام التخريبي لمؤسساتنا التَّعْلِيمِيَّة ، وفضح مَخاطِر إجراءاته . 
    1- نَحْن نَعْتَقِدُ أَنَّ الإصلاح  يَجِبُ أَنْ يَمَسَّ النِّظَام الاقتصادي  وعلاقاته الَّتِي وَقَفْت عائقا إمَام تَطَوَّر سورِيَة واقتصادها ، وَانْتَقَلَ إلَى كَافَّةِ مجالات الْحَيَاة الوَطَنِيَّة سَوَاءٌ السِّيَاسِيَّة والقضائية  والإدارية والتعليمية . . إلَخ .   
    2‐ إصْلَاح مؤسساتنا التَّعْلِيمِيَّة ،   بتحويلها مِن مؤسسات  اِسْتِبْدادِيَّة والتوزيع  الطَّائِفِيّ للمناصب الإدارية  لِهَذِه الْمُؤَسَّسَات ، وأيضا  لمجالسها سَوَاءٌ الْجَامِعَات أَو الْكُلِّيَّات وَالْأَقْسَام وكذلك  إصْلَاح الْمَنَاهِج وَأَسَالِيب التَّدْرِيس وَأَدَوَاتِه . 
     3- أن  إصْلَاح نِظَام الامتحانات وَتَبْنِي الْأُسْلُوب الأمريكِيّ (الأتمتة) ، يَتَطَلَّب أَوَّلًا إصْلَاح مَنَاهِج التدريس  وَالْمَادَّة الدِّرَاسِيَّة مِنْ الْكُتُبِ والمراجع  وَتَأْلِيف كَتَبَ بِمَا يتفق  مع  الْأُسْلُوب الْحَدِيث ومتطلباته . 
    مُعْظَم الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة المتطورة  تدمج بَيْنَ عِدَّةِ أسَالِيب امتحانية ، الأتمتة ، وأسئلة لِلشَّرْح وَالتَّعْبِير . وَإِجْرَاء بُحُوثٌ ودراسات ، لِتَحْسِين قُدُرات الطَّالِبِ عَلَى الْمُحَاكَمَة الْعَقْلِيَّة والمنطقية  .      
    4‐  إقَامَة دورات تَعْلِيمِيَّةٌ لِأَكْثَر أَعْضَاء الْهَيْئَة التدريسية  ، وأساليب  التَّدْرِيس الحَدِيثَة ونمط الطَّرِيقَة نفسها  ، وَطَرِيقَة وتنوع  وَضَع الأسئلة  لِتَحْقِيق الْفَوَائِدِ مِنْ الْأُسْلُوب الْجَدِيد .   
    5‐ تَحْسِين وتنوع  مراجعنا الْعِلْمِيَّة وتحديثها  ، وتطوير وتحديث المكتبات  بأحدث الْكُتُب وَالْمُرَاجِع وَالْمَجَلاَّت الْعِلْمِيَّة .
    المحور الرابع  : نَتَائِج الْإِصْلَاح التخريبي للنظام  وَالكَوارِث الَّتِي سَبَبُهَا عَلَى مؤسساتنا التَّعْلِيمِيَّة ، ومخرجاتها .   الْقَصْد الْمُسْتَوَى التَّعْلِيم لِلطُّلَّاب ، وَآثَرَهَا السَّلْبِيَّة عَلَى الْمُجْتَمَع وَسَمِعَه وَمَكَانِه الْجَامِعَات السورية .   
    1‐  رَفَع نسبة  عَدَد الخريجين وَكَانَت الْكَمِّيَّة عَلَى حِسَابِ النَّوْع . الْغَايَة تَحْسِين مُؤَشِّر التَّنْمِيَة الْبَشَرِيَّة بِمَا يَتَعَلَّقُ بالتعليم  . . النِّظَام لَم يُخْدَع وَيُكَذَّب فَقَطْ عَلَى الشَّعْبِ السوري . وَأَيْضًا عَلَى الْمُنَظَّمات وَالْمُؤَسَّسَات الدَّوْلِيَّة ،   وكان  مُبْدِع فِي أسَالِيب الْكَذِب والخداع  .   
    2‐ زِيَادَة الضغوط  عَلَى الكوادر التَّعْلِيمِيَّة الشَّرِيفَة والواعية ، وَأَضْعَاف دَوْرُهَا ، مُقَابِل تعميم  الكوادر الانتهازية  والمخبرين منهم  ،   مِنْ خِلَالِ الاستغلال  لعاطفة الطُّلاَّب وَرَغْبَتَهُم بالنجاح  بِأَيِّ ثَمَنٍ . دُون جَهَد ومستوى  تَعْلِيمِيٌّ مَعْرِفِي حقيقي  ورفعوا  نُسِب النَّجَاح بِشَكْلٍ لاَ يَتَّفِقُ مَعَ مستوى  تَعْلِيمِيٌّ مَعْرِفِي حَقِيقِيٌّ .   
    جَرَت حوارات عديدة  مع  شريحة  النِّظَام   والمخبرين  مِنْ أَعْضَاءِ الْهَيْئَة التدريسية . كَانَ السُّؤَالُ الْمُتَكَرِّر القمعي  علينا  عِنْدَمَا كَانَ النِّقَاشُ بموضوع  الْعَمَلِيَّة التدريسية ،   هُوَ هَلْ أَنْتَ مَعَ الْإِصْلَاح والتطوير ؟ ؟ ، كَان جوابنا  لهم  نَعَمْ نَحْنُ مَعَ الْإِصْلَاح والتطوير وَلَا أَتَوَقَّع أَحَدٌ ضِدّ الْإِصْلَاح والتطوير . قَال لِمَاذَا أنتم  ضِدّ الأتمتة ؟   قلنا  لهم  هَذَا ليس  إصْلَاح وتطوير ، إنَّمَا تَخْرِيب وتدمير لِمَا تَبَقَّى مِنْ تَعْلِيمِ ومخرجاته وَالْجَامِعَات .   وَبَدَأ الحرب  والتقارير ، بِكُلّ غَباء وسفالة . مثال  كيف  تَتَبَّع أتمتة  الْمَوَادُّ فِي كُلِّيَّةِ الْحُقُوق ، هَل المحامي  سيدافع عَنْ مُوَكِّلِهِ بِكَلِمَة نَعَمْ أَوْ لَا . أم  بِحَاجَة للبلاغة فِي الدَّافِعِ وَالْمَنْطِق العلمي  يَسْتَنِد عَلَى أَدِلَّة مِنْ مَوَادَّ القَانُون لِلدِّفَاعِ عَنِ مُوَكِّلِهِ .   كَانَتْ نَتَائِجُ الأتمتة كارثية عَلَى مستوى  خريجي كُلِّيَّاتٌ الْحُقُوق ، وَبَقِيَّة الْكُلِّيَّات أَيْضًا .   
    3- فِي هَذِهِ المرحلة  جُنّ جُنُون شباب  الطَّائِفَة الْعُلْوِيَّة ، لَم تُتَوَقَّع أَنْ يَسْتَلِمَ بَشَّار السُّلْطَة بِهَذِهِ السُّهُولَةِ وَالْبَسَاطَة ، وَالْكُلّ يطمح وَيَرْغَب بالتبوء بالمناصب ، وَلِذَلِك أَصْبَحْت مُوَجَّهٌ كبيرة  لِلْحُصُولِ عَلَى شهادات  الدُّكْتوراه ، رَغِم معظمهم  لَا تَتَوَفَّرُ فِيه القدرات والكفاءات لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا ، وَبَدَأَت الضغوط الْفُرُوع الأمنية  وضباط الْقَصْر والتقارير الأمنية  لِكُلٍّ مِنْ يَعْتَرِضُ أَو يرفض  إعطائهم  الشهادات  الَّتِي لَا تَتَوَفَّرُ فيهم  أَقَلّ متطلبات الْحُصُول عَلَيْهَا .   
    4- تَرَاجَع مخرجات التعليم  ، وَهُنَاك سِيَاسِيَّةٌ ممنهجة للتخريب ، النِّظَام لَمْ يُقْتَلْ بِالسِّلَاح وَالطَّيَرَان ، وَإِنَّمَا كَانَتْ هُنَاكَ أسَالِيب كَثِيرَةٌ آخَر للتدمير والتخريب قَبْل اندلاع  الثَّوْرَة ، والثوار والشرفاء  لَم تَبْدَأ ثورتهم فِي 2011 وَإِنَّمَا قُبِلَ ذلك  بِسَنَوَات   .   
    المحور الرابع  : نَتَائِج الْإِصْلَاح التخريبي للنظام  وَالكَوارِث الَّتِي سَبَبُهَا عَلَى مؤسساتنا التَّعْلِيمِيَّة ، ومخرجاتها .   الْقَصْد الْمُسْتَوَى التَّعْلِيم لِلطُّلَّاب ، وَآثَرَهَا السَّلْبِيَّة عَلَى الْمُجْتَمَع وَسَمِعَه وَمَكَانِه الْجَامِعَات السورية .   
    1‐  رَفَع نسبة  عَدَد الخريجين وَكَانَت الْكَمِّيَّة عَلَى حِسَابِ النَّوْع . الْغَايَة تَحْسِين مُؤَشِّر التَّنْمِيَة الْبَشَرِيَّة بِمَا يَتَعَلَّقُ بالتعليم  . . النِّظَام لَم يُخْدَع وَيُكَذَّب فَقَطْ عَلَى الشَّعْبِ السوري . وَأَيْضًا عَلَى الْمُنَظَّمات وَالْمُؤَسَّسَات الدَّوْلِيَّة ،   وكان  مُبْدِع فِي أسَالِيب الْكَذِب والخداع  .   
    2‐ زِيَادَة الضغوط  عَلَى الكوادر التَّعْلِيمِيَّة الشَّرِيفَة والواعية ، وَأَضْعَاف دَوْرُهَا ، مُقَابِل تعميم  الكوادر الانتهازية  والمخبرين منهم  ،   مِنْ خِلَالِ الاستغلال  لعاطفة الطُّلاَّب وَرَغْبَتَهُم بالنجاح  بِأَيِّ ثَمَنٍ . دُون جَهَد ومستوى  تَعْلِيمِيٌّ مَعْرِفِي حقيقي  ورفعوا  نُسِب النَّجَاح بِشَكْلٍ لاَ يَتَّفِقُ مَعَ مستوى  تَعْلِيمِيٌّ مَعْرِفِي حَقِيقِيٌّ .   
    جَرَت حوارات عديدة  مع  شريحة  النِّظَام   والمخبرين  مِنْ أَعْضَاءِ الْهَيْئَة التدريسية . كَانَ السُّؤَالُ الْمُتَكَرِّر القمعي  علينا  عِنْدَمَا كَانَ النِّقَاشُ بموضوع  الْعَمَلِيَّة التدريسية ،   هُوَ هَلْ أَنْتَ مَعَ الْإِصْلَاح والتطوير ؟ ؟ ، كَان جوابنا  لهم  نَعَمْ نَحْنُ مَعَ الْإِصْلَاح والتطوير وَلَا أَتَوَقَّع أَحَدٌ ضِدّ الْإِصْلَاح والتطوير . قَال لِمَاذَا أنتم  ضِدّ الأتمتة ؟   قلنا  لهم  هَذَا ليس  إصْلَاح وتطوير ، إنَّمَا تَخْرِيب وتدمير لِمَا تَبَقَّى مِنْ تَعْلِيمِ ومخرجاته وَالْجَامِعَات .   وَبَدَأ الحرب  والتقارير ، بِكُلّ غَباء وسفالة . مثال  كيف  تَتَبَّع أتمتة  الْمَوَادُّ فِي كُلِّيَّةِ الْحُقُوق ، هَل المحامي  سيدافع عَنْ مُوَكِّلِهِ بِكَلِمَة نَعَمْ أَوْ لَا . أم  بِحَاجَة للبلاغة فِي الدَّافِعِ وَالْمَنْطِق العلمي  يَسْتَنِد عَلَى أَدِلَّة مِنْ مَوَادَّ القَانُون لِلدِّفَاعِ عَنِ مُوَكِّلِهِ .   كَانَتْ نَتَائِجُ الأتمتة كارثية عَلَى مستوى  خريجي كُلِّيَّاتٌ الْحُقُوق ، وَبَقِيَّة الْكُلِّيَّات أَيْضًا .   
    3- فِي هَذِهِ المرحلة  جُنّ جُنُون شباب  الطَّائِفَة الْعُلْوِيَّة ، لَم تُتَوَقَّع أَنْ يَسْتَلِمَ بَشَّار السُّلْطَة بِهَذِهِ السُّهُولَةِ وَالْبَسَاطَة ، وَالْكُلّ يطمح وَيَرْغَب بالتبوء بالمناصب ، وَلِذَلِك أَصْبَحْت مُوَجَّهٌ كبيرة  لِلْحُصُولِ عَلَى شهادات  الدُّكْتوراه ، رَغِم معظمهم  لَا تَتَوَفَّرُ فِيه القدرات والكفاءات لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا ، وَبَدَأَت الضغوط الْفُرُوع الأمنية  وضباط الْقَصْر والتقارير الأمنية  لِكُلٍّ مِنْ يَعْتَرِضُ أَو يرفض  إعطائهم  الشهادات  الَّتِي لَا تَتَوَفَّرُ فيهم  أَقَلّ متطلبات الْحُصُول عَلَيْهَا .   
    4- تَرَاجَع مخرجات التعليم  ، وَهُنَاك سِيَاسِيَّةٌ ممنهجة للتخريب ، النِّظَام لَمْ يُقْتَلْ بِالسِّلَاح وَالطَّيَرَان ، وَإِنَّمَا كَانَتْ هُنَاكَ أسَالِيب كَثِيرَةٌ آخَر للتدمير والتخريب قَبْل اندلاع  الثَّوْرَة ، والثوار والشرفاء  لَم تَبْدَأ ثورتهم فِي 2011 وَإِنَّمَا قُبِلَ ذلك  بِسَنَوَات   .
    أ. د. ياسين الحمد . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى