مقالات

نبوءة ‘‘خراب مصر’’ بين الكتاب المقدَّس وأحاديث الفتن “4 من 4”

د. عبد الرحمن المصري

من المعروف أنَّ أمريكا تتَّخذ لنفسها شعارًا على شكل نسر يظهر من الأمام، وهو يمثّل ختمها الرَّسمي الَّذي يُطلق عليه “ختم الولايات المتَّحدة العظيم” (Great Seal of the United States)، بينما يظهر من الخلف شعار جماعة المتنوّرين الماسونيَّة.

ختم الولايات المتَّحدة العظيم: شعار النّسر من الأمام والهرم وعين الدَّجَّال من الخلف

يسقط النّسر أمام ملهى ليلي، لتنطفئ أنوار الملهى فورًا، في إشارة إلى محاربة المهدي/ضدّ المسيح للانحراف الأخلاقي، الَّذي سيُرى باعتباره تضييقًا للحريَّات ومحاربة للدّيموقراطيَّة باسم الدّين. وتظهر كلمتا الدّيموقراطيَّة (Democracy) والحريَّة (Freedom) معلّقتين على خشبة تشبه صليب الصَّلبوت، في إشارة إلى سقوط أمريكا، راعية الدّيموقراطيَّة والحريَّة في العالم، ضحيَّة لعنف المهدي/ضدّ المسيح. ومن الواضح أنَّ صانعي الفيلم يتغافلون عن أنَّ أمريكا تكفل الدّيموقراطيَّة والحريَّة للخاضعين لسُلطانها وحدهم؛ إمَّا المتمرّدون فمصيرهم التَّنكيل.  

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 12-سقوط الدّيموقراطيَّة والحريَّة ضحيَّة

يواصل المهدي/ضدُّ المسيح زحفه للسَّيطرة على حُكم العالم، ويصوّب سيفه هذه المرَّة تجاه الثَّور، الَّذي يرمز إلى سوق المال الأمريكيَّة، وول ستريت (Wall Street).

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 13-إنهاء الهيمنة الأمريكيَّة على اقتصاد العالم

وفي الخلفيَّة، يوجد البنك الدُّولي، التَّابع للأمم المتَّحدة، نواة الحكومة العالميَّة في دولة الدَّجَّال. وكما سبق الإيضاح، يثقل البنك الدُّولي بلدان العالم، لا سيَّما مصر، بالدُّيون باهظة الفوائد، بهدف إخضاع تلك البلدان للهيمنة الاقتصاديَّة للقوى الاستعماريَّة الكبرى، وعلى رأسها أمريكا.

تمثال الثُّور في سوق المال الأمريكيَّة

وحينها، تنهار العملات الورقيَّة، وتصبح لا قيمة لها، بعد أن تتهاوى قيمتها الماديَّة.

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 14-انهيار الدُّولار وسائر العملات الورقيَّة

ويشابه مشهد سقوط الدُّولار على الأرض ما يظهر في أغنية لأحد المروّجين لرموز الماسونيَّة وطقوسها، حيث يلقي بكميَّة كبيرة من العملات الورقيَّة من الدُّولار على الأرض وفي حوض السّباحة. ويعني انهيار العملات الورقيَّة فقدان الشُّعوب لثرواتها، وحدوث أزمة اقتصاديَّة طاحنة، هي الممهّدة لظهور الدَّجَّال، الَّذي سيأتي معه “جَبَلَ خُبْزٍ، ونَهَرَ مَاءٍ”، كما ورد في صحيح البخاري (7122)، عن المغيرة بن شعبة، عن النَّبيّ (ﷺ).

ترويج الماسونيَّة لانهيار العملات الورقيَّة من خلال أغنية

ويتوجَّه المهدي/ضدُّ المسيح بعد ذلك إلى عين الدَّجَّال في أوسط قمَّة الهرم الأكبر ويخرقها بسيفه، في كناية عن انتهاء سيطرة الماسونيَّة على العالم حينها، بعد سقوط أمريكا، راعية الإفساد باسم دعْم الدّيموقراطيَّة والحريَّات، وانهيار النّظام المالي العالمي، الَّذي يُخضع البشر لسطوة أمريكا وحلفائها.

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 15-انهيار نظام الحكومة الخفيَّة

وفي النّهاية، تظهر لقطة لطيور بيضاء تدور حول الكعبة المشرَّفة، وطوال الحجيج حولها، ثمَّ يتضاءل حجم الكعبة وتظهر نقطة على خارطة العالم، في إشارة إلى إعادة تأسيس دولة الإسلام العالميَّة الثَّانية، بعد انتقال دار الخلافة من إسطنبول، حيث يظهر المهدي/ضدُّ المسيح لأوَّل مرَّة في أنا، الماعز الأليف 3، إلى شبه الجزيرة العربيَّة، حيث أُسّست دولة الخلافة الأولى، لتصبح مكَّة المكرَّمة عاصمة دولة الإسلام العالميَّة.

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 15-الكعبة المشرَّفة: مركز الأرض

وبرغم ما يحمله الفيلم من بشارات لاستعادة هيبة المسلمين وعلو مكانتهم من جديد بين الأمم، فالمقصود هو إعطاء صورة عن الفترة السَّابقة على ظهور المسيح/الدَّجَّال، الَّذي يبدأ تحرُّكه تزامنًا مع انطلاق حملة المهدي الإصلاحيَّة.

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 16-حيل اليهود لا تنفد

وما يثبت ذلك تعمُّد ظهور لفظ الجلالة “الله” داخل نجمة داود؛ وكأنَّما المقصود هو أنَّ علوَّ شأن المسلمين محاط بحيل اليهود ولا يخرج عن سيطرتهم. وبإقرار القرآن الكريم، اليهود باقون إلى يوم القيامة، وليس من المستبعَد انخراطهم في الإفساد من جديد بعد انقضاء فترة وجود المهدي وعيسى بن مريم (عليه السَّلام)، كما يشير قول الله الله تعالى﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[سورة الأعراف: 167].

ويتناقض وجود الكعبة المشرَّفة في الجزء الثَّالث في السّلسلة مع اختفائها في الجزء الثَّاني، الَّذي يعود إلى عام 2013م، حيث ظهر مكانها في المسجد الحرام شاغرًا.

‘‘أنا، الماعز الأليف 2’’ -صورة 6-اختفاء الكعبة المشرَّفة

وتجد أنا، الماعز الأليف 3 يمهّد لبناء هيكل أورشليم في أحد أجزاء المسجد الأقصى، وتحديدًا في الجهة المقابلة لمُصلَّى قبَّة الصَّخرة.

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 17-تصوُّر بناء الهيكل محل مُصلَّى باب الرَّحمة

وتوضح الصُّورة التَّالية للمسجد الأقصى المبارك بكامل مصلَّياته المنطقة المستهدفة، وهي منطقة مُصلَّى باب الرَّحمة.

منطقة بناء الهيكل

حرص السُّلطان صلاح الدّين الأيُّوبي (رحمه الله تعالى) على إغلاق بابي الرَّحمة والتَّوبة المؤدّيين إلى مُصلَّى باب الرَّحمة، اللَّذين يطلق عليهم اليهود اسم ‘‘الباب الذَّهبي‘‘، بعد تحرير المسجد الأقصى عام 1187م، لسهولة اختراق المسجد من جهتهما. ويؤمن اليهود بأنَّ مخلّصهم سيدخل إلى هيكل أورشليم من ‘‘الباب الذَّهبي‘‘؛ ولذلك يظهر هيكلهم في الفيلم وقد بُني في تلك المنطقة.

بابا الرَّحمة والتَّوبة (الباب الذَّهبي) في المسجد الأقصى

ما يؤمن به المسلمون بشأن نهاية الوجود اليهودي في الأرض المقدَّسة وزوال علوّهم الثَّاني تفصّل مجموعة من الأحاديث الصَّحيحة، ومنها الحديث الوارد في صحيح مسلم (2922) عن حرب المسلمين واليهود ونُصرة الله تعالى للمؤمنين، عن أبي هريرة (رضي لله عنه)، عن النَّبيَّ (ﷺ): “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَد، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ”. وهناك عدَّة أحاديث عن النَّبيّ (ﷺ) تؤكّد نزول عيسى بن مريم (عليه السَّلام) لمؤازرة المسلمين ودحْر خصومهم من أهل الباطل، منها الوارد في صحيح مسلم (156) عن عجْز الدَّجَّال عن اقتحام المسجد الأقصى على المسلمين، الَّذين يفاجؤون بوجود عيسى بن مريم مأمومًا في الصَّلاة بينهم “فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﷺ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ”. وهناك حديث آخر في صحيح مسلم (2897) يشير إلى عيسى بن مريم يؤمّ المسلمين قبل الخروج لقتل الدَّجَّال، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أنَّ رسول الله (ﷺ) قال: “فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﷺ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ”.

أمَّا عن عقيدة اليهود في هذا الصَّدد، فهو تعرُّضهم لمحنة عظيمة، يعرفونها باسم “رِجْسَةَ الْخَرَابِ”، تبدأ بظهور ضدّ المسيح، كما يخبر العهد الجديد: “فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانيَالُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ. فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ…لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ” (إنجيل متَّى: إصحاح 24، آيات 15-22). وقد أخبر النَّبيّ دانيال أنَّ ضدَّ المسيح سيهاجم مدينة أورشليم/القُدس، ويقتحم هيكلها، ويحدث خراب كبير حينها بعد حرب طاحنة: “وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ” (سفر دانيال: إصحاح 9، آيتان 26-27). ويظهر المهدي/ضدُّ المسيح في أنا، الماعز الأليف 3 وهو يخرج من الهيكل بطائرته.

‘‘أنا، الماعز الأليف 3‘‘-صورة 18-المهدي/ضدُّ المسيح يقتحم الهيكل

ويوضح بولس الرَّسول أنَّ ظهور ضدّ المسيح، بكلّ ما أوتي من حيل وقدرات خارقة، هو بمثابة ابتلاء ليُعرف المؤمن من المنافق، حيث يقول: “سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ. وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ. لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ” (رسالة تسالونيكي 2: إصحاح 2، آيات 8-12). سيأتي ضدُّ المسيح “بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ” فيدنّس الهيكل ويبيد اليهود، ولكن بعد انقضاء فترة حُكمه سيبدأ عصر إعمر الخراب وإصلاح الإفساد. فقد ورد في العهد القديم أنَّ دولة إسرائيل الأبديَّة ستُؤسَّس بعد زوال ضدّ المسيح، وحينها سيعود اليهود من الشَّتات لإعادة بناء أورشليم وامتلاك ثروات الأمم: “لاَ يُسْمَعُ بَعْدُ ظُلْمٌ فِي أَرْضِكِ، وَلاَ خَرَابٌ أَوْ سَحْقٌ فِي تُخُومِكِ، بَلْ تُسَمِّينَ أَسْوَارَكِ: خَلاَصًا وَأَبْوَابَكِ: تَسْبِيحًا. لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ. لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ، وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا، وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ. وَشَعْبُكِ كُلُّهُمْ أَبْرَارٌ. إِلَى الأَبَدِ يَرِثُونَ الأَرْضَ، غُصْنُ غَرْسِي عَمَلُ يَدَيَّ لأَتَمَجَّدَ” (سفر اشعياء: إصحاح 60، آيات 18-21).

تساؤلات ختاميَّة

1.فشلت مفاوضات مصر والسُّودان مع إثيوبيا في إيجاد حلّ لأزمة سدّ النَّهضة حتَّى نهاية يونيو 2021م، وتصرُّ إثيوبيا على ملء السَّدّ في فترة قصيرة نسبيًّا تهدّد بحدوث أزمة مائيَّة كبيرة في مصر والسُّودان، وقد تفضي إلى حرب. والسُّؤال: هل يُعتبر إصرار إثيوبيا المسيحيَّة على تنفيذ خطَّة ملء السَّدّ برغم إضرارها بمصلحة دولتين غالبيَّة سكانهما من المسلمين تنفيذًا لتوصيات مؤتمر كولورادو لعام 1978م للتَّنصير واقتلاع الإسلام من جذوره، من خلال إخضاع المسلمين للهيمنة المسيحيَّة عبر الأزمات الاقتصاديَّة، كما يكشف د. محمَّد عمارة في كتابه استراتيجيَّة التَّنصير في العالم الإسلامي: بروتوكولات قساوسة التَّنصير (1992م)؟ وهل المقصود بما ورد في العهد القديم “فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ” (اشعياء 19: 21) أنَّ اعتناق المصريين للمسيحيَّة سيكون شرطًا لانقضاء محنة شحّ المياه وقلَّة الغذاء؟ وهل القصد هو تنفيذ النُّبوءة الممهّدة لقدوم المسيح، تعجيلًا لقدومه؟ وهل يصدق في ذلك قول الله﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) ﴾[سورة آل عمران: 173-175]؟

2. يتشدَّق أقباط المهجر بمآسي المسيحيين في مصر، برغم ما يتردَّد، ولا يُعلم صحَّته بالطَّبع، عن تنامي ثروة المسيحيين وتعاظُم نفوذهم واستحواذ الكنيسة على مساحات كبيرة من أراضي الدَّولة، وبرغم أنَّ التَّضييق الفعلي يُمارس على المسلمين، كما يشير د. محمَّد عمارة في في المسألة القبطيّة: حقائق وأوهام (2001م، صـ90-91). والسُّؤال: هل هدف إشاعة تعرُّض المسيحيين للاضطهاد يمهّد لتنفيذ مخطَّط التَّقسيم آنف الذّكر؟ وهل نشْر التَّفاصيل عن الفجوة المتزايدة بين الثَّراء المتزايد للمسيحيين وحملة الإفقار الَّتي يتعرَّض لها المسلمون في وسائل الإعلام الغربيَّة يرمي إلى إثارة الفتنة وإشعال حرب أهليَّة، مثل الَّتي يتنبَّأ بحدوثها العهد القديم (اشعياء 19: 2)؟ وهل في دعْم المهاجرين إلى الغرب، سواءً من المسلمين أو المسيحيين، للدُّول إلى يهاجرون إليها في نشْر الأفكار المعادية للإسلام والدَّعوة إلى التَّمرُّد على النّظام السّياسي القائم، ما يشابه دعْم قارون لفرعون على حسابه قومه من بني إسرائيل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى