مقالات

النخبة ودورها في خذلان الشعوب!!

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

تحت عنوان ” الذين خذلونا في مجلس الأمن ” كتب الأستاذ عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق الخاصة وعضو مجلس شورى السيسي أن مصر يجب أن تقيم علاقاتها الدبلوماسية مع الدول وفقا لمواقفها من دعم مصر في سد النهضة قائلا : إما أن تكونوا معنا أو ضدنا ، متهما الأغلبية بأنهم خذلوا مصر ، حتى الدول التي لها مصالح استثمارية مليارية مع مصر كان موقفها دون المستوى ، روسيا والصين وفرنسا وأمريكا وغيرهم ، لذا كان العنوان والمضمون فرصة للوقوف على الواقع والأسباب ، فمن الذين خذلونا في مجلس الأمن وخارج مجلس الأمن محليا وإقليميا ودوليا ؟!

” فلنكن صرحاء “

•• الذين خذلوا مصر ، هم الذين اختزلوا الدولة والمؤسسات في نظام الحكم ثم في شخص الحاكم فلم يعد هناك دولة بل شبه دولة كما قال السيسي ، الذين اختزلوا مصر الكبيرة القديرة قزموها لأنها أكبر من الأشخاص مهما كانت مواقعهم الوظيفية ومناصبهم الإدارية ،

•• الذين خذلوا مصر ، هم الذين تركوا الحاكم الفرد يوقع إعلان المبادئ دون الرجوع إلى الشعب و مؤسساته المتخصصة فنيا وعلميا ليتحمل الجميع مسؤلياته الوطنية ،

•• الذين خذلوا مصر ، هم من أوهموا ملايين المصريين إعلامياً أن مجلس الأمن سينتفض دعما لنا لأننا أصحاب حقوق تاريخية ومواقع جغرافية ومصالح عالمية ،

•• الذين خذلوا مصر ، هم الذين ساروا في المواكب وحملوا المباخر يباركون كلمات وخطوات القائد الملهم ، فلم يقدموا له المعلومات وأبعدوا عنه الكفاءات أو ربما هو بطبيعته كاره العلم والمعلومات ساخط على الكفاءات! ألم يقل لو كنا مشينا بدراسات الجدوى ما كنا نفذنا 20% من المشروعات العملاقة التي اقمناها !!،

•• الذين خذلوا مصر ، هم من اعتبروا أن كل مخالف لهم وله في الرأي خائن أو عميل أو متآمر يهدد الأمن القومي ويحارب نهضة مصر التي يقودها السيسي ،

•• الذين خذلوا مصر ، هم من أسقطوا هيبتها وأضاعوا مكانتها حين جعلوها تابعة أسيرة للمال الخليجي وللنفوذ الصهيوني لدرجة التفريط في الأرض والثروات ،

•• الذين خذلوا مصر ، هم من ساهموا في أهانة العلم والعلماء فأبعدوا الكفاءات وقربوا الجهالات حتى أصبحنا أضحوكة من مشروع اللواء فني معمل عبد العاطي كفتة حتى أكذوبة أسد الدبلوماسية ،

•• الذين خذلوا مصر ، هم حولوا البرلمان المصري صاحب الرصيد والتاريخ إلى سوق مال أو بورصة أو مزاد علني المكان فيه ليس بالكفاءات ولا الشعبية والأصوات بل لأصحاب الملايين والمليارات ” راجع فيديو المحامي القريب من النظام طارق جميل وكذلك مقال العميد أحمد سمير المتحدث الإعلامي السابق باسم الجيش والذي شغل منصب نائب رئيس حزب الوفد عن فساد البرلمان والوصول إليه وما تم معهما من تحقيق واتهام والإفراج بكفالات ضخمة “،

•• الذين خذلوا مصر ، هم من شغلوا الجيش بغير مهامه الدستورية والوطنية ، وتوغلوا به في المشروعات والعقارات والفنادق والقصور والفيلات ، انشغل بها عن أهم الأدوار والغايات بل لم يعد يعتبرها إلا بالشعارات والتصريحات ،

الخلاصة ، لم ولن يخذلنا أحد حتى لا نعلق اخفاقاتنا على شماعات الآخرين ، نحن الذين خذلنا أنفسنا ، حين صدرنا أنصاف الكفاءات لكل المشاهد والمواقف والمسؤوليات فكان ما نحن فيه من تراجع وغياب للنجاحات .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أحسنت القول….
    وقديما قيل: لا يُلام الذئبُ في عُدوانه… إنْ يكُ الراعي عدوَّ الغنم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى