مقالات

ما سر اهتمام السيسي بجيهان السادات؟

د. أسامة الملوحي

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب


.
في كتاب خريف الغضب للكاتب المصري محمد حسنين هيكل الذي تكلم عن اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، يتهم هيكل جيهان السادات بلعب دور في اغتيال السادات ،ويشير إلى الولايات المتحدة أنها نسقت مع عدة أشخاص منهم جيهان السادات للتخلص من السادات الذي اظهر تمردًا واضحًا ضد الولايات المتحدة خاصة في السنة الأخيرة لحكمه!يذكر هيكل في الكتاب أن جيهان نصحت السادات بعدم ارتداء السترة الواقية من الرصاص بحجة أن البدلة العسكرية المعدة ضيقة ،وأن شكله لن يكون رائعًا في الاستعراض العسكري إذا لبس السترة الواقية.
ويذكر ما هو أخطر من ذلك حين يوثق هبوط طائرة الهيلوكوبتر التي حملت السادات بعد إصابته وهبوطها في منزل السادات لمدة عشرين دقيقة أجرت فيها جيهان مكالمتين تيليفونيتين إلى أميركا واحدة مع جمال ابن السادات الذي كان هناك، ومكالمة أخرى مجهولة..ثم اقلعت الطائرة بعدها إلى المشفى العسكري في المعادي…ويذكر أن هذه الدقائق العشرين كانت حاسمة في حصول الوفاة الأكيدة رغم كل محاولات الانقاذ والانعاش التي تمت في المستشفى ومن ضمن ذلك عملية تدليك القلب بشكل مفتوح مباشر.
وبعد مقتل السادات بوقت ليس بالطويل ،فوجئ المتابعون برحيل جيهان بشكل نهائي إلى اميركا كمحاضرة زائرة متنقلة في ثلاث جامعات امريكية…جامعة ولاية كارولينا الجنوبية وجامعة رادفورد في فرجينيا وجامعة ميريلاند والذين فوجئوا كانوا يعلمون أن لغة جيهان الانكليزية والأكاديمية خاصة لا تصل إلى المستوى المتوسط، ويذكرون تلعثمها في أحد الخطابات التي كانت تلقيها بوجود نانسي ريغان التي كانت خلفها وصححت لها أكثر من مرة ،والتقطت الكاميرات ذلك وتلفلفت الأمور وقتها بضحكات وابتسامات.
لقد كان غياب جيهان عن مصر بعد اغتيال السادات غيابًا كاملا ومثيرًا للريبة وكأن جهة ما تريد ابقاء جيهان تحت سيطرتها ورقابتها.

وهناك من يعود في الزمن الى البداية فيشكك حتى في طريقة دخول جيهان الى حياة انور السادات وترتيب التقائهابه ورضاها أن تكون زوجة ثانية لرجل شديد سمار البشرة متزوج ولديه ثلاث بنات وهي البيضاء الجميلة صغيرة السن.
وحتى عن بعد لم يسجل أي حضور او خبر يذكر لجيهان السادات طيلة أربعين سنة إلا حين وافتها المنية في التاسع من تموز 2021.
و المشككون يستبعدون أن لا يكون لجيهان السادات دور استشاري لوكالات الأمن القومي الأميركي طيلة تلك السنين..خاصة في الأحداث التي تلت ثورة 25يناير وما ٱلت إليه الأمور ولمن ٱلت إليه الأمور.
ومما لا شك فيه أن الوكالات الأمريكية المعنية بالشؤون المصرية قد اختارت أو رضيت، وثبتت السيسي بعد عزل الرئيس مرسي بالقوة بل قد تكون تلك الوكالات هي من رتبت وخططت وأشرفت ومن البدهي أنها استعانت بمستشاريها ومواليها…و من هو أقرب من جيهان السادات لتلك الوكالات ليعط المشورة والرأي.
وأهم قرار اتخذ وحسم كان اختيار السيسي والترتيب لإزاحة من هو أقدم منه…اختيار مثل فيه السيسي دور المتدين المطيع الطيع أمام مرسي.
إذا أخذنا بكلام المشككين فلن يكون مستغربًا أن يحتفي السيسي بجنازة جيهان ويحضر شخصيا ويقلدها وسام الكمال….
إنه كمال الوفاء حتى بين المتٱمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى