حقوق وحريات

حرب البوسنة لم تذر سوى ابنتين من أسرة “خليلوفيتش”

كانت حرب البوسنة 1992-1995 نكبة بالنسبة لأسرة “خليلوفيتش” من سربرنيتسا، التي كانت مكونة من الأب والأم وولدين وابنتين. حيث دمرت مستقبل الأسرة فقتل معظم أفرادها وتشرد من نجا منهم.

قُتل رب الأسرة عام 1992 أثناء الحرب عندما كان متوجهاً إلى عمله. وقتلت الأم جراء قذيفة هاون. ثم قتل اثنين من الأبناء خلال مذبحة سربرنيتسا وتم العثور مؤخراً على رفات أحدهما ويُدعي أسناف خليلوفيتش. ومن المقرر نقل الرفات إلى مقبرة بوتوتشاري التذكارية في الذكرى السنوية السادسة والعشرين للمذبحة.
وفي تصريحات للأناضول قالت رحيمة خليلوفيتش زوجة عم أسناف خليلوفيتش إن الأخير كان لا يزال في الــ 19 من عمره عندما قتل في مذبحة سربرنيتسا مع أخيه وعمه.
وذكرت أنه بعد مقتل الأب والأم في الحرب أخذت على عاتقها هي وزوجها صباحت خليلوفيتش رعاية الأطفال الأربعة، موضحة أن أسناف وأخيه الأصغر ألمير وعمهما صباحت قتلوا في طريق الغابة أثناء محاولتهم الوصول إلى المنطقة الآمنة في توزلا.

وأشارت إلى أنهم عثروا على رفات زوجها صباحت وتم دفنها عام 2003. بينما لم يتم العثور بعد على رفات ألمير خليلوفيتش. في حين عثر مؤخراً على رفات الابن الأكبر أسناف وسيتم دفنها الأحد، بمقبرة بوتوتشاري.

وأضافت رحيمة خليلوفيتش أنها ودعتهم بالمنزل قبل خروجهم للذهاب للمنطقة الآمنة وأن أسناف أخبرها حينها بألا تقلق وأنهم سيتمكنون من الوصول للمنطقة الآمنة، إلا أن أيا منهم لم ينج، ولم يتبق من الأسرة المنكوبة إلا البنتين.
وأوضحت أنهما تعيشان الآن في السويد ويزورانها من حين لآخر لأنه لم يعد لديهما أي أقارب أخرى.

  • دفن رفات 19 ضحية

وسيتم هذا العام دفن رفات 19 ضحية تم تحديد هوياتهم من ضحايا مجزرة سربرنيتسا. ويعد أزمير عثمانوفيتش أصغر الضحايا إذ كان عمره وقت المذبحة 16 عاماً بينما يعد حسين كورباسيتش أكبر الضحايا وكان عمره وقت المذبحة 63 عاماً.
وستوضع توابيت الضحايا في معمل سابق لصنع البطاريات في بوتوتشاري استخدم كقاعدة عسكرية للأمم المتحدة إبان حرب البوسنة.

ودأبت السلطات البوسنية في 11 يوليو/تموز من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا، الذين توصلت إلى هوياتهم، في مقبرة ” بوتوتشاري” التابعة لبلدة سربرنيتسا.

ومع دفن الضحايا الـ19، الأحد، يصل عدد المدفونين في المقبرة إلى 6 آلاف و671.‎

وفي 11 يوليو 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من بلدة سربرنيتسا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية البلدة، غير أن القوات الهولندية أعادت تسليمهم للصرب.

وقتلت القوات الصربية أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء البلدة، وسمحت للأطفال والنساء فقط بالخروج منها.

وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة “حرب البوسنة” التي بدأت عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية “دايتون”، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

ودفن الصرب البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد وضع الحرب أوزارها أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر وتحديد هوياتهم.

المصدر : الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى