مقالات

المنطقة ما بين ترامب وكوشنر وما بين بايدن

ابن بيت المقدس. محمد أسعد بيوض التميمي

كاتب ومفكر
عرض مقالات الكاتب

المتابع لسياسات بايدن خلال الستة الأشهر التي مضت على وجوده في البيت الأبيض، يجد أن بايدن ينقلب على جميع سياسات ترامب والولد المراهق زوج ابنته كوشنير الذي كلفه حماه ترامب بأن يصول ويجول ويعبث في المنطقة ،وفي عالمنا العربي كيفما يشاء وأن يبتز حكامها ،وأن يبلطج ويخيل عليهم ويشيل ويحط ويعزل ويعين ويغير ويبدل في الأنظمة ويحصل اتاوات و”خاوات” كما يريد وبما يخدم مصالح ترامب المالية الشخصية ،وبما يبقيه في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية حتى أنه قام بإنشاء تحالف بين حكام المحميات البترولية ،واطلق يد هذا التحالف ليعبث في المنطقة من شرقها لغربها حتى أنه قام بتغير تركيبة ،أحد اكبر أنظمة الحكم البترولية ،ويلغي المعادلة التوافقية التي كانت تحكم العائلة الحاكمة ،وينزع صلاحيات جميع أفرادها المتقاسمين للحكم ويضعها في يد شخص واحد ليس لديه أي معرفة أو ثقافة أو تجربة وغير مؤهل للحكم حتى أن هذا الشخص وصل فيه التهور من أجل ارضاء كوشنير ،وحماه أن يدفع لهما المليارات وأن يحارب الإسلام علنًا بل وأن ينصب الأصنام ،ويقيم حفلات ماجنة للمراهقين والمراهقات، وبكل جرأة ودون خوف أو اكتراث من أي ردة فعل ،وهو آمن مطمئن فترامب الإله وصهره في ظهره ووصل الأمرأيضًا بهذا التحالف البترولي بأن يمول ويدعم عمليات انقلابية في بلدان عربية ،وغير عربية وحتى أن هذه المحميات النفطية اصابها وهم القوة والعظمى فظنت بنفسها أنها أصبحت دول عظمى وتنوب عن سيدتهم أمريكا في المنطقة والعالم، بل أصبحوا يزاودون على أمريكا نفسها بدعمها لإسرائيل وعلى الصهاينة أنفسهم بحبهم وولائهم لإسرائيل ،حتى انفلتوا من عقالهم ؛وفقدوا سيطرتهم على أنفسهم واخذوا يتصرفون تصرفات ويقومون بحركات بهلوانية خارج كل عقل ومنطق وبطريقة مخزية فيها غباء مدقع لإرضاء سيدتهم أمريكا وابنتها المدللة اسرائيل وسارعوا بالاعتراف بصفقة القرن التي اعطت القدس وكل فلسطين للصهاينة بل وصل بهم الأمر أن يستقووا بإسرائيل على الشعب الفلسطيني وتحريضهم على قتله وابادته بل وعلى المسلمين اجمعين وهم بحمقهم وغبائهم واستخفاف عدونا بهم فرحون وراضون وغير مكترثين ،ومن شدة إيمانهم بترامب ظنوا بإنه إله لا يأفل ولا يغيب وسيبقى سندهم وراعيهم الذي لا يمكن ان يتخلى، وإذا بربك بالمرصاد لهم أن ربك لبلمرصاد ،فإذا بالانتخابات الأمريكية يحل أوانها ،وإذا بترامب يسقط سقوطًا مدويًا مخزيًا وإذا بزوج ابنته كوشنير يغادر المسرح ويختفي عن الأنظار ؛وإذا بهؤلاء يصابون بالصدمة ويكتشفون بأنهم يستندون إلى الفراغ والسراب، فقد أفل الههم ولم يعد يظهر ،وإذ هم منبوذون بالعراء وإذا برئيس جديد لأمريكا له سياسة جديدة مناقضة لسياسة سلفه الساقط ،وإذا به يلغي ويوقف جميع سياسات ترامب وطفله المدلل كوشنير ،ويرفع الدعم عنهم والمساندة لهم وإذا ببايدن يأمرهم بفك الارتباط بينهم وإنهاء تحالفهم ووقف عبثهم ،وأن يعود كل واحد منهم إلى حجمه ومربعه الذي بحجم لحافه وأن لا يتجاوزه
فلذلك بوادر الخلافات بينهم بدأت تظهر على السطح ،وقد يكون هناك قرارات وإجراءات أمريكية بحقهم لذلك فنحن بعد مضي ستة اشهر على ولاية بايدن على وشك ان نشهد في الستة الاشهر القادمة تغيرات في المشهد السياسي في تلك الكيانات وفي العالم العربي، وقد يكون منها استقبال قادة حماس في تلك الكيانات وبحفاوة بالغة لتلقيح عمليات التطبيع وكمقدمة لانخراط حماس في العملية السياسية لتصفية القضية الفلسطينية فالآن هناك طبخة كبرى تجري في مصر بين حماس والأمريكان وبواساطة المخابرات المصرية ،وما مقابلة مشعل على قناة العربية إلا أول خطوة نحو الهاوية والتي لا يمكن لها أن تتم في عهد ترامب ،وبدون إذن بايدن
فيا من تحتمون بأمريكا وتتغطون بها مثلكم كمن يتغطى بسحابة جحا ..
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى