مقالات

أيها المسلمون، كفاكم سباتًا!

سوسن الزعبي

باحثة إسلامية سورية.
عرض مقالات الكاتب

منذ الأيام الأولى للثورة في سورية توقعت بأنها ستكون الأعنف والأطول وقد كان ، وذلك بسبب الدعم الذي تقدمه إيران وحزب الله للنظام السوري
والذي تعتبره امتدادًا لها؛ حيث امتدت السيطرة الشيعية من العراق
إلى الجنوب اللبناني مرورًا بسورية محاولةً الوصول إلى الأردن ومصر والبحرين واليمن
ومن ثم السعودية .
فمن خلال هذه النظرة جاء توقعي هذا لأنه لا يمكن لإيران أن تتخلى بهذه
السهولة عن مستعمرتها الجديدة سورية وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ؛ بعد
أن أحكمت السيطرة الكاملة على العراق ولبنان حيث أصبحت القضية بالنسبة لإيران
والعلويين قضية حياة أو موت ، لأن خسارة العلويين للحكم ستكون خسارة أبدية،
وبالنسبة لإيران سيكون سقوطًا مدويًا لمشروعها الأكبر وهو ما يسمى بالهلال
الشيعي الذي خططوا له منذ أن أتى آية الشيطان الخميني للحكم بتأييد ومباركة
من الصهاينة وأمريكا ..
فكل ما نسمعه من خلافات بينهم ما هي إلاّ محاولة
لتغطية ما يدور بينهم في الخفاء من مؤامرات ودسائس للقضاء على أهل السنة ..

وإنني على اعتقاد بأن أحداث 11 سبتمبر أيلول في أمريكا كانت البداية وأنها صناعة أمريكية
صهيونية شيعية ، وذلك من خلال دس بعض العملاء من أهل السنة من المتشيعين الجدد
سرًا والذين باعوا دينهم بدنياهم ممن تبنتهم إيران باختراق القاعدة
والإيحاء لزعمائها بهذه العملية وتشجيعهم على فعلها وغض الطرف من قبل
المخابرات الأمريكية حتى تتم العملية بنجاح تام ؛ حيث لايمكن لعاقل أن يصدّق بأن
المخابرات الأمريكية وبكل قدراتها الهائلة لم تستطع كشف هذه العملية الكبيرة على أرضها؟!

لقد صمتت أمريكا لكي تتخذ من هذه العملية ذريعة لها للهجوم على الإسلام
والمسلمين تحت مسمّى محاربة الإرهاب، وكان لها ما أرادت وما زال إلى الآن .
وكان المستفيد بالدرجة الأولى هم الشيعة، والواقع الذي نراه اليوم هو أكبر دليل ؛ حيث تمت سيطرتهم على عدة دول عربية وهو ما يسمى كما
أسلفت بالهلال الشيعي, والعالم كله قد علِم بالخطة الخمسينية الخمينية للسيطرة على هذه الدول حتى تصل إلى اليمن من خلال الحوثيين حتى يتم لهم تطويق
السعودية ، لأنه الهدف الأهم لدى إيران لإعتقادها حسب مذهبهم أنهم الأحق
بالحرمين الشريفين لأنهم من آل البيت!! “ولا أدري ما علاقة الخميني المجوسي
بآل البيت العرب”؟! – وها هو توقعي مع الأسف قد حصل، وما نشاهده كل يوم من
القتل والهدم والسجن والتشريد للشعب السوري على مرأى ومسمع من العالم أجمع،
ومرور كل هذه السنوات على الثورة لم يتخذ أي قرار من أي منظمة دولية
من أجل وقف هذا الإجرام الذي يرتكب بأيد إيرانية وروسية بموافقة أمريكية ..
لقد اتفق العالم كله على أن يقف متفرجًا على الدماء السورية وكأنهم يباركونها
ولسان حالهم يقول للأسد استمر ولا تخش أحد…
أين منظمات حقوق الإنسان ؟
أم أن منظمات حقوق الإنسان لاتشمل المسلمين ؟
أين منظمة حقوق الحيوان لم تتحرك
لقتل (الحمير والحيوانات في سورية)؟!!

أين بريجيت باردو الممثلة الفرنسية التي رفعت دعوى ضد المسلمين لأنهم
يذبحون الخراف في عيد الأضحى والتي وصفتهم بالتخلف والرجعية!!
أين هي من ذبح السوريين وقتلهم؟
هذا هو الغرب يا مسلمون وهذه هي ديمقراطيتهم
الكاذبة، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
وقال أيضا:
(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)
هل أدركتم لماذا صمت العالم عن قتلنا ؟.
لا نسمع إلا عن
محاولات واجتماعات هنا وهناك ليس لوقف هذا الإجرام وإنما فقط لإصدار قرار
إدانة من أجل ذر الرماد في العيون كما يقال. وإعطاء الفرصة تلو الأخرى
للنظام للقضاء على الثورة وإخمادها والقضاء على أهل السنّة وافراغ البلد منهم …

سقوط النظام في سورية يعني سقوط
المخطط كله الذي أنفقوا عليه المليارات وأضاعوا السنوات، وعندما أينعت
مخططاتهم وبدأوا بقطف ثمارها بسيطرتهم التامة على النظام السوري ونشر
التشيع بين شعبها إذا بهم يتفاجؤون بالثورة والتي لم تكن تخطر على بالهم
أبدًا ولم يتوقعونها.. المؤامرة كبيرة جدًا يا أهل السنة ومستمرة والدليل أنه إلى
الآن كما ذكرت لم يتحرك العالم تجاه المجازر التي ترتكب ضد شعبنا السوري وكأن الذين
يُقتلون ليسوا من البشر!!.

هذه المؤامرة يقوم على تنفيذها الثالوث الشرير والذي يضم النصارى
والصهاينة والشيعة والدافع الرئيسي هو الدافع العقائدي والحقد الأسود على أهل السنّة الذين آثروا الحياة الدنيا على
الآخرة وأصبحوا كغثاء السيل الذي وصفهم به رسولنا الكريم – صلى الله عليه
وسلم – وهاهم الآن ونتيجة للهوهم الذي طال كثيرًا يعانون كل أنواع المآسي .
وأماالثاني : هو اقتصادي كي تتم سيطرتهم على ثروات البلاد العربية ؛ ولا يخفى على الجميع الموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به سورية وكذلك العراق من ثروات طبيعية ..
كم أشعر بحزن ومرارة وأسى من الموقف العربي والإسلامي الضعيف والمتخاذل تجاه ثورتنا !!
لم نرَ أي موقف يدعم ثورتنا ؛ من قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وروسيا على سبيل المثال إحتجاجاً على إجرامهم !
لكن وبكل أسف مازالت العلاقة قائمة على أحسن وجه !

كلمة أخيرة أوجهها للأخوة العرب أن نجاح الثورة السورية
نجاح لنا ولكم ؛ وفشلها سوف يعم الجميع لأنكم تعلمون علم اليقين ما هو هدف
إيران ، فهدفها الرئيسي السيطرة ليس على تلك الدول فقط وإنما على بقية الدول العربية وخاصة الخليجية وبصورة خاصة أكثر السعودية وما يحصل باليمن على يد الحوثيين الآن إلاّ دليل لمحاولة السيطرة على مكة ولمحاربة الوهابيين السلفيين كما تزعم ؛ حيث تعتبرهم العدو اللدود لها لأنها تعتقد أن هذا الفكر هو حجر عثرة في نشر التشيع في كافة أنحاء
العالم العربي والإسلامي والذي بدأت به منذ وصول الهالك الخميني للسلطة، وما أحداث البقيع والقطيف بين الحين والآخر وفي البحرين إلاّ محاولة للوصول الى السعودية وبث الفوضى فيها..
يا مسلمون ويا عرب..
استيقظوا كفاكم سباتاً وغفلة..
والله إننا كلنا في سفينة واحدة إن غرقت
سيغرق الجميع معها.. المؤامرة كبيرة وكبيرة جدًا وخطيرة. لا أريد أن أتحدث
عمّا يجري في سورية على أيدي المليشيات الشيعية وأعضاء من حزب اللات من قتل
وسجن واغتصاب وتقطيع للأطراف وفقء للعيون وسلخ للجلود لأشخاص وهم أحياء
وحرق للمنازل وسرقتها، ألوان من التعذيب لم تحصل في العالم كله وكلها بأيدٍ
شيعية حاقدة وبدعم منها لأن العلويين جبناء، ولولا مساعدة إيران ودعمها
وصمت الغرب لما استمر النظام إلى الآن..
هذه فرصتكم الذهبية قد أتتكم على
طبق لا أقول من ذهب وإنما من دم الشرفاء من أبناء الشعب السوري البطل لكي
ننقذ الأمة العربية والإسلامية كلها من خطر هؤلاء المجوس وكسر شوكتهم إلى
الأبد بإذن الله لقد تداعت علينا الأمم كما تداعت الأكلة إلى قصعتها، ولا
نقول إلاّ حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلاّ بالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى