مقالات

أزمة الممرات الإنسانية والفيتو الروسي على القضية السورية

مالك عبيد

ناشط سياسي وحقوقي
عرض مقالات الكاتب


يترقب السوريون في الأيام القادمة مألات أزمة الممرات الانسانية ، ترقب يوصف بأنه بفارغ من الصبر، وهذه الأزمة التي أرقتهم كثيرًا على مدى أعوام في ظل استخدام الروس ومعهم الصين الفيتو الروسي الصيني، الذي يشكل عقبة في منع مرور المساعدات الإنسانية للشمال السوري الذي يعيش تحت وطأة الجوع والعطش والتشرد والبؤس والافتقار إلى أبسط مقومات الحياة المعيشية لهم ؛ ومع مرور موجات الحر الشديد التي ضربت عموم البلاد وندرة المياه الصالحة للشرب في الشمال السوري ، وقد أصبح يعاني الامرين وقلة المواد الغذائية التي تسد رمق عيشهم يعيش السوريين حالة ترقب وقلق دائم حول مصيرهم الذي اصبحت الدول ذات النفوذ تتلاعب به حسب مصالحها الدولية حيث كانت هناك اربعة معابر مفتوحة لتقديم المساعدات الانسانية اختزلها الروس الى معبر واحد نتيجة الفيتو الاخير الذي استخدمه الروس وابقى على معبر وحيد هو معبر باب الهوى ونتيجة تعنت الروس المستميت فهو يحاول جاهدا لعدم التمديد للقرار الاممي ويحاول اغلاق هذا المعبر كي يكسب النظام الشرعية الدولية من خلال فتح معابر جديدة من قبل النظام وروسيا وماتمخض عنه اجتماع لافروف واوغلو في انطاليا مؤخرا لن يكون مشجعا حول هذا الملف المستعصي وباعتبار ان روسيا لم تحقق مكاسب مادية للان جراء انخراطها في الحرب في سوريا والتي دفعت فيها المليارات مع تجريبها لاحدث الاسلحة على الشعب السوري الصامد وأيضا لم تحقق مكاسب دولية كي تنعش اقتصادها المتهاوي الذي ينتظر إعادة الإعمار في سوريا لانعاشه اضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة عليها نتيجة ملفات عديدة، كالقرم واكرانيا وقضية المعارض الروسي نافالني ونحن نعلم أن السياسة الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي باتت تبحث لها عن موطأ قدم على الساحة الدولية، وذلك من خلال مجلس الأمن وقرارات الفيتو المعطلة للحلول السياسية حيث استخدم الروس ومعهم الصين الفيتو لست عشرة مرة، كي يعيدها الى المشهد الدولي وهذا دليل دامغ على فشل السياسات الروسية الدولية وما كان لبوتين ان يحلم بالعودة للمشهد الدولي لولا ان ورث الاتحاد السوفيتي واسلحته النووية التي مكنته من استخدام هذه القرارات الجائرة بحق الشعب السوري وأيضا نتيجة ترهل السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ،وانحسارها وبخاصة في الشأن السوري مما جعل من بوتين أن يكون قيصرًا عل جماجم السوريين ،وحليفا للتنين الصيني الصاعد ،وبالتالي لا قيصر أمريكا أفلح في إنقاذ السوريين، ولا قيصر روسيا انعش الاقتصاد السوري المنهار ،والثمن لايزال يدفعه السوريون، نتيجة مصالح هذه الدول وسياساتها المبنية على تقاسم النفوذ ،فالبعبع الأفغاني قد اطل من جديد وخرج من قمقمه، عله ان يغير من موازين القوى ويخلط الأوراق من جديد .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى