تحقيقات

هل دعمت السعودية قوات سوريا الديمقراطية ؟

صالح موسى الحمزة

محام وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

من بداية 2018 وبعد أن فقدت جماعات المعارضة الأراضي التي تسيطر عليها لصالح قوات النظام السوري، بدأت المملكة العربية السعودية محادثات مع الفصائل العربية المنظمة لقوات سوريا الديمقراطية، وبعد اقتراح الرئيس الأمريكي السابق « دونالد ترامب » إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ليحل محلها قوة عربية تتكون من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر التي قدمت رفضها للفكرة لاحقًا، قامت السعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة لدعم قوات سوريا الديمقراطية.

إدعت وكالة الأناضول التركية بأن المملكة العربية السعودية انشأت مراكز تدريب تقدم مجندين جدد لقوات سوريا الديمقراطية، وكل منتسب لهذه القوات سيحصل على مبلغ 200 دولار شهريًا، حيث تم إنشاء نقاط اتصالات وارتباط في القامشلي والحسكة لاستقبال وتسيير أمور المنتسبين.

كما أشارت موقع إخبارية تركية بأن ثلاثة مستشارين عسكريين سعوديين، قد زاروا القاعدة الأمريكية في خراب عشك جنوبي مدينة عين العرب “كوباني”، حيث التقوا مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية، وحزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي، من أجل تأسيس وحدات عربية في المنطقة نواتها قوات الصناديد -احدى فصائل قوات سوريا الديمقراطية -، كما ادعت تقديم السعودية مساعدات عسكرية وطبية للقوات الكردية في سوريا، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة السعودية حول المساعدات.

زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان في أكتوبر 2017، محافظة الرقة في سوريا، التي يسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، والتقى مسؤولين أمريكيين فيها، كذلك التقى بالمجلس المدني لمدينة الرقة في عين عيسى، وأجرى عدة اجتماعات مع مسؤولي المدينة للإطلاع على الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

أعلنت السعودية تقديم 100 مليون دولار كمساهمة لصالح التحالف الدولي للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى المناطق في شمال شرقي سوريا الي تقبع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي حررت من تنظيم داعش. وبيّنت السعودية أن المبلغ المالي سيوجه لإعادة إحياء المجتمعات في مناطق مثل الرقة، ولتمويل إعمار الأحياء المدمرة والخدمات الصحية والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والمواصلات. وأوضحت أن المساهمة ستساعد في عودة النازحين إلى بيوتهم ومنع عودة عناصر “داعش” إلى المناطق المحررة وتهديد سوريا أو جيرانها، أو التخطيط لشن هجمات ضد المجتمع الدولي.

وفي دعم مالي آخر، منحت السعودية 100 مليون دولار أخرى إلى قوات سوريا الديمقراطية في يوليو/تموز 2019، بحجة تعويض الفلاحين الذين تعرضت محاصيلهم إلى التلف بسبب حرائق التهمت أكثر من 382 ألف دونم شمال شرقي سورية فقط، بخسارة فاقت 17 مليار ليرة سورية

بعد سنوات من التوتر والجمود في العلاقات التركية السعودية لعدة أسباب أهمها مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، ومع رحيل إدارة دونالد ترامب شهدت الأيام الأخيرة عدة مؤشرات إيجابية قد تشير إلى نوع من التحسن في علاقات البلدين.

و قدم العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” التعزية في ضحايا زلزال ولاية إزمير التركية، إضافة للإعلان عن مساعدات للمنكوبين في الزلزال، بتوجيهات منه.

ما سبق تبعه اتصال بين الملك السعودي والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قبل يوم من قمة العشرين التي استضافتها السعودية، في تطورٍ جاءت أهميته من كونه الوحيد الذي يجريه الملك “سلمان” مع رئيس دولة مشاركة في القمة.

وما هو أبرز من التطورين السابقين، لقاء ودي جمع وزيري خارجية السعودية “فيصل بن فرحان آل سعود”، وتركيا “مولود جاويش أوغلو”، الأمر الذي أعطى صورة أكثر وضوحا لوجهة نظر الطرفين، ولا سيما مع إشارة الأخير إلى أن بلاده تولي أهمية لعلاقاتها مع السعودية، معتبرا أن “الشراكة القوية بين تركيا والسعودية ليست لصالح البلدين فحسب، بل للمنطقة بأكملها .

أعلنت مواقع إعلامية تابعة للكرد، عن قطع السعودية دعمها لـ”قسد” والإدارة الذاتية للكرد، ضمن الاجراءات التي تتخذها السعودية للتقارب مع تركيا التي تصنّف “قسد” على إنها “مجموعات إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا”.

ووفق المصادر نفسها، فإن “السعودية أمهلت ممثل الإدارة الذاتية في الخليج، شفان خابوري، عدة ساعات لمغادرة أراضي المملكة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى