سياسة

أَمريكا وَسياسةِ تَوظيفِ وَاحتواءِ إِيران

عبد الرحمن حاتم

ناشط ثوري
عرض مقالات الكاتب

تَرتكزَ السياسة الأَمريكية اِتجاه إِيران عَلى نُقطتين التوظيف والِاحتواءَ فِي إِطارِ سِياسة شَاملة لِمنطقة الشرق الأوسطِ والعَالَم ولتَأْصيل مَوضوع سِياسَة أَمريكَا اِتجاه إِيران لا بُد مِن العودَة لمَا قَبل مَا يُسمى الثورة الإِسلَامية بإِيران وإِعطاء لمحَة عَن وَضع المِنطقة وخَاصة ظُهور إِيرَان والعِرَاق كَقُوى إِقليمِية صَاعِدَة تَتَمتع بِمَوقِع جِيُوسِيَاسِي هَام إِيرَان يَحكمُهَا شَاه إِيرَان كَنِظام
مَلَكِي عَلمَانِي مُوَالي لِلغَرب ولَديهِ ثَروَة نِفطِية والعِرَاق تَحكُمه حُكومَة وطَنِية أَممَت قِطَاع النفط ووَضَعَت خُطة تَحدِيث شَامِلَة لِلعِرَاق أَسسَت لِنَهضَة كَبِيرَة البَلَدين العِرَاق وإِيرَان يتَمَتعَان بِمَوقِع جِيُوسِيَاسِي فِي قَلب العَالَم القَدِيم حيث منابع النفط والممرات المائية وجِوَار إِسرَائِيل المُدَللَة لَدَى الغَرب وَالبُلدَان غَنِيان ولَديهِم مَشرُوع يَرقَى لأن يَكُون مَشرُوع إِمبرَاطُورِي يُنَافِس نُفوذ الغَرب ويهدد أطماعه بالمِنطقةِ فِي ظَرفِ الحَرب البَاردَة حَاوَلَ الغَرب إِغرَاء شاه أيران لِخَوضِ حَرب ضِد العِرَاق لأستنزاف البلدين وتأخير نهضتهما فَرفضَ شاه أيران ذَلِك كَمَا ذَكَر كِيسِنجَر وَزِير الخَارِجِية الأَمرِيكِي ومَنظَر السيَاسَة الخَارِجيةِ الأَمرِيكِية لَم يَرُوق لِلغَرب والصهيُونِية وجُودَ البَلَدين بِحَالَة سُلمِ حَاولو تَأجِيجَ الخِلَاف بَينَهُم فَلَم يَستَطِيعُوا جَر الطرَفَين لِلحَرب أَثنَاء أَزمَة تَرسِيم الحُدُود بِمِنطَقَة شَط العَرَب جَنوب العِرَاق سبعينيات القرن الماضي. عَقَد الطرَفَان العِرَاق وإيرَان اِتفَاقِية الجَزَائِر ورَسَمُوا حُدُود البَلَدين هُنَا تَفَتقَت أَذهَان دُهَاة الغَرب وَأَمرِيكا وَالصهيُونِية وَتَلقفُوا وُجُود الهَالكِ الخُمَينِي بِمَنفَاه بِبارِيس بما يحمله من فكر كهنوتي ظلامي يمكنه أداء الدور الذي يريدون تَحَلقَت حَولَهُ دَوَائرَ المُخَابرَات الغَربية وَدَعمُوا وصُولَهُ لِلسُّلطَة في إِيرَان وَتَرَاخَوا بِدَعمِ حَلِيفِهِم شَاهَ إِيرَان لِأَنهُ تَلَكأَ بِتنَفِيد مُخَطَّطَاتُهم وَشَحنُو الخُمَينِي بِطَائِرَة وأَنزَلُوه فِي مَطَارِ طَهرَانَ كَمَن نَقلُ وَبَاءِ فَتاك لِتَدمِير إِيرَان والعِرَاق والمَشرِق العَربِي بِمَا يَحمِل مِن فِكر ظَلَامِي وتَجيِيشِ لِعَامةِ الشيعَة وَتَظلِيلهُم وَكَانَ لَهُم ذَلِكَ مُنذُ تَسَلمِ الخُمَينِي الحُكمِ أُسسِ نظَام كَهَنُوتي اِستِبدَادِي ظَلَامِي تَكفِيرِي يَحُل قَتل وَتَدمِير المُخَالفين لَهُ وَأَطلَق شِعَار تَصدِير الثوْرَة وَمَظلُومِيه أَهلَ البيت لتَغلِيف المَشروعِ الفَارِسِي بِأَفكَار تُدَغدِغ جَهَلَةَ الشيعَة العَرَب والفُرسِ لِاستِخدَامِهِم كَوقود لِمَشرُوعِه الصفَوِي الفَارِسِي خَاضَ حَربَ ثَمانِي سَنَوَات مَعَ العِرَاق وَبَددَ ثَروَة إِيرَان والعِرَاق وقَتلِ خِيرَة الشبَاب فِي سَبِيل مَشرُوعهِ الظلَامِي الذِي خَدمَ الغَرب وَالصهيونِية خِدمَة لا يَحلمُون بِهَا قَبل اِنتِهاءِ الحَرب البَارِدَة وبَعدَهَا أَكمَل المَشرُوع بِرِعَايَة صَهِيوصَلِيبية بِإِكمَال تَدمِير العِرَاق وَسُوريَا واليَمَن وَلُبنَان قَتل وَتَهجِير الغَالِبِية العَرَبِية السُّنيةِ كَمَشرُوعٍ مُمَهد لَلَصَهِيوصَلِيبَة . وَتَتَبع أَمرِيكَا مَعَ إِيرَان سِيَاسَة اَلتوْظِيف والأستخدام والِاحتِوَاء ( إِطلَاق اليَد بِتَدمِير المِنطَقَة وَالإِبقَاءِ تَحتَ السيطَرَة ) كَانَت أمريكا سَابَقَا تتبع سِيَاسَة مُزدَوِجَة اِحتِوَاء العِرَاق وإِيرَان تَم تَدمِير العِرَاق والسيطرة على ثروثه لأستخدامها بزعامة العالم وَإِبقَاء إِيرَان كَفَزاعَة لِنَهب ثَرَواتِ المِنطَقَة وتَدمِيرِهَا وإِجهَاضِ تَطَلعَات شُعوبِهَا نَحوَ الحُرية كَمَا تَحتَاج أَمرِيكَا لِإِيرَان لأستخدامها ضد تركِيَا وَمَشرُوعهَا الصاعِدِ بالمنطقة كَمَا فَعَلَت سَابِقا بِاستِخدَامِ إِيرَان ضِد العِرَاق وَلأيران تَارِيخ قَدِيم بِلَعِب هَذَا اَلدورِ عِندَمَا اِندَفَعَت القوات العُثمَانِية لِقلبِ أُورُبا بِالقَرن اَلسادِسِ عَشَر المِيلَادِي تَحَرك الفُرسِ الصفَوِيين ضِد الدولَةِ العُثمانِيةِ فَانسَحَبَت الجُيوش العُثمَانِية مِن أُوربا لِمُواجَهَة جُيوش الفُرْس الصفَوِيين لِذَلك بَقَاء سِيَاسَة الِاحتِوَاء والتوظيف وَالحِصَارِ عَلَى إِيرَان لِإِبقَاء مَشرُوعِهَا تَحتَ السيطَرَة كَمَا خَططَ له وَالأَنبَاء الوَرَادَة بِانسِحَاب أَمرِيكَا مِن أَفغَانِستَان تُؤكد سِيَاسَة أَمرِيكَا اِتجَاه إِيرَان لأحتوائها والضغط عليها وعزلها. تَوظِيف طَالِبَان بِمُناوَشَة إِيرَان مِن الشرق لِإِضعَافِهَا بَعدَ أَن أَكمَلَت المَطْلُوب مِنهَا غَربَ آسيَا دَمرَت العِرَاق وسُوريَا واليَمَن . لِذَلِكَ يَأتِي الِانسِحَاب الأَمرِيكِي مِن أَفغَانستَان بَعدَ أَن أَدى دَورهُ بِالْحَربِ عَلَى الإِرهَابِ وجَنَى المُجَمعُ الصنَاعِي العَسْكَرِيُّ الأَمرِيكِي ثَروَة طَائِلَة مِن مَسرَحِيةِ الحَرْبِ عَلَى الإِرهَاب والآن هُنَاكَ إِعَادَة تَمَوْضُع ورسم إِسترَاتيجِياتِ جَديدَة بَعدَ ظُهُورِ مُنَافِسين جَدد عَلَى اَلساحَةِ اَلدولِيةِ وَطَالِبَان تَفصِلُ إِيرَان عَنْ اَلصينِ والهِندِ مِن اَلشرق وَعَن مَصَادِر اَلطاقَة كَتوظِيف جَدِيد لِسَاحَة أَفغَانِستَان كَمَا حَدَثَ سَابِقًا بَينَ الشرق والغَرب . الصين المُنَافس الرئِيسِي والخَطِير عَلَى زَعَامَة أَمرِيكَا للعَالَم فَهَلْ نَشهَدُ اِنسِحَاب لِلمِيلِشيَات الشيعِيةِ مِن سُوريَا اِتجَاه أَفغَانِسْتَان يَومَ أَمسِ دَخَلَت طَالِبَان وِلَايَة بَامِيَان الشيعِيةِ وَصَرحَ زَعِيم شِيعِي أَفغَانِي أَننَا لَا نَملِك إِلا خِيَار المُقَاوَمَة. العَالَم رُقعَة شَطرَنجٍ تُدِيرُهَا القُوَى الكُبرَى وتَسْعَى لِإِجهَاضِ نَهضَةِ أَي دَولَة تنافُسِهَا على النفُوذ والزعَامَة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى