حقوق وحريات

بيان في الذكرى الحادية والأربعين لمجزرة سجن تدمر”

في فجر السابع والعشرين من شهر حزيران 1980 أقدمت مليشيا سرايا الدفاع
التابعة للنظام السوري وتحت إشرافه، وبقيادة الإرهابي رفعت الأسد على ارتكاب مجزرة مدبرة بحق سجناء الرأي
والمعتقلين السياسيين في سجن تدمر الصحراوي وقتلت تسعمئة وثلاثة عشر سجيناً أعزلاً، جُلَّهم من المثقفين والنخب الفكرية السورية وطلاب الجامعات والمعاهد العلمية…
وبحسب رواية وشهود بعض من نفذ هذه الجريمة التي خُطط لها في فروع المخابرات المختلفة، فقد تم نقل عدد كبير من المعتقلين من أقسام التحقيق الأمنية إلى سجن تدمر العسكري قُبِيلَ تنفيذ هذه المجزرة، وكل ذلك كان بعلم وإذن ورضا رئيس النظام السوري في حينها المجرم حافظ الأسد، بينما تولى شقيقه رفعت الأسد تنفيذها بمليشياته الإرهابية التي عاثت في سورية إجراماً وتقتيلا.

وبعد مرور 41 عاماً على هذه المجزرة في سجن تدمر، وصمت العالم عليها، واستقبال الكثير من الدول العربية والأوربية لضباط وعناصر شاركوا فيها، وفي غيرها من المجازر الجماعية الأخرى، مازالت مجزرة سجن تدمر ومئات الجرائم والمجازر الأخرى التي ارتكبها نظام الأسد الأب والابن وعصاباتهم مستمرة في سورية، تعيش في وجدان الشعب السوري بانتظار محاسبة و محاكمة أولئك القتلة والمجرمين، وما زالت الأسئلة التي يطرحها ذوو الضحايا الأبرياء وغيرهم منذ عشرات السنين على المنظومة الدولية دون إجابة كاملة أو كافية أو حتى مبررة :

1- لماذا ارتكب نظام الأسد مجزرة تدمر وحماة وجميع المذابح الأخرى بحق خيرة أدباء وعلماء ومفكري وشباب وطلاب،
وأطفال ونساء وشيوخ سورية، دون أي اعتراضات أو مواقف جادة وحقيقية من المجتمع الدولي لردعه عن ارتكابها؟!

2- لماذا لم يكشف النظام العالمي حتى الأن سر تمسكه بتلك الطغمة المجرمة، رغم استخدامها لكل أنواع التوحش والمجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب السوري منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان؟!

3- لماذا لم يبادر مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكل ما يتفرع عنها من منظمات ومؤسسات دولية تعنى بحقوق الإنسان للتصدي ومحاسبة مجرم الحرب بشار الأسد الذي استخدم كافة الأسلحة المحرّمة دولياً، بما فيها السلاح الكيماوي ضد المدنيين السوريين، رغم ثبوت وتوثيق أغلبها بالصوت والصورة و شهادات مئات الآلاف من الشهود العيان عليها؟!

  • إننا في جمعية حقوق الإنسان السورية في إسطنبول نؤكد لجميع السوريين بأن هذا التجاهل المتعمد لن يزيدنا إلا إيماناً بعدالة مطالب شعبنا في لزوم محاسبة ومحاكمة بشار الأسد وعصابته، ومطالبة السلطات الفرنسية بإلقاء القبض على عمه الإرهابي رفعت الأسد و المقيم فيها.

كما نؤكد بأننا لن نتوقف عن ملاحقة جميع هؤلاء القتلة والادعاء عليهم أمام كافة المحاكم والجهات القضائية المختصة في كل مكان من هذا العالم، وسنبقى مصممين على مطالبنا ومطالب شعبنا العادلة حتى يعم سورية العدل، وينعم المواطنون بلا استثناء بحقوقهم الطبيعية في الحرية والكرامة والأمان والتعبير عن الرأي والمشاركة في
الشؤون العامة كافة.

جمعية حقوق الإنسان السورية في إسطنبول

27 /6 /2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى