حقوق وحريات

بمناسبة ذكرى مذبحة سجن تدمر في العام 1980

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

جرائمهم غير مسبوقة.. ولا زالوا يحكموننا !!
هم ذات العصابة التي اغتالت الحكم في سوريا منذ ما يزيد عن الخمسين عاماً،ارتكب المجرمون خلالها أبشع الجرائم وأكثرها دموية، بدم بارد، وبحقد وبوحشية قل نظيرها ، ذهب ضحيتها خلق كثير من أبناء الشعب السوري واللبناني والفلسطيني ،في عهد الهالك”حافظ” ولتستمر في عهد وريثه الألعوبة “بشار”،ولم يرعوا فيها عهداً لقريب، ولم يرقبوا في ضحاياهم إلاّ ولا ذمّة!
في لبنان ذبحوا اللبنانيين والفلسطينيين ومن أفظع جرائمهم في هذا البلد مذبحة مخيم “تل الزعتر” التي شهدتها العاصمة بيروت في اواخر سبعينيات القرن الماضي .
وفي زمن ليس بالبعيد عن مذبحة “تل الزعتر” جرت مقتلة “مدينة حماة” التي ذهب ضحيتهاآلاف الأبرياء من أبناء هذه المدينة!
وقبلها وفي العام 1980 وفي السابع والعشرين من شهر حزيران وفي مثل هذا اليوم الذي نكتب فيه هذا المقال، جرت مذبحة سجن تدمر التي ارتكبتها العصابة بحق ما يزيد عن الألف معتقل في زنازين النظام، حيث جرت تصفيتهم بساعات قليلة، وبإيعاز وبإشراف من قائد ميليشيات “سرايا الدفاع” المجرم ” رفعت الأسد” الذي يعيش الآن في باريس متنعماً بالمال المنهوب من سوريا!

واليوم ،لا زالت جرائم النظام مستمرة بآلة القتل “الأسدية” ومن تحالف معها من قوى دولية وإقليمية لا تقل في همجيتها ووحشيتها عن الذي جاءت لنصرته ومؤازرته، حتى أن الإجرام في سوريا أصبح سلوكاً ونهجاً متبعاً لدى القتلة، دون رادع أخلاقي او مخافة عقاب تأتي به العدالة والقوانين التي تتعلق بحقوق الإنسان وبالإنتهاكات و المظالم التي تطال حياة شعب بأكمله يتعرض للإبادة الجماعية، بين قتل ومعتقلات وتهجير وشتات، أمام ناظر دول العالم ومؤسساته ومنظماته، دون تحرك جاد وفعال لوقف المذبحة في سوريا!
ما يثير الاستغراب ويرتقي إلى مستوى العجب، هو ان الجرائم التي قام بها النظام -ولا زال يقوم بها- هي من الجرائم التي تتوافر فيها كل عناصر الجريمة -وعلى عينك يا تاجر وفي رابعة النهار – دون خشية أو خوف او تردد!!

هنا يأتي السؤال:
لماذا لم نر -ولا زلنا لا نرى-
أي حراك دولي او عربي باتجاه ردع النظام ومحاسبته على جرائمه، وتطبيق القوانين الدولية المعنية بالجرائم ضد الإنسانية وبالإبادة الجماعية بحق هذا النظام وعصابته الحاكمة؟
وكأنه القاتل المأجور الذي يؤدي المهمة باحترافية وبرعاية قوى خفية هي صاحبة القرار في كل ما يتعلق بشأن هذا الكوكب!

لقد اهتزت قناعة الشعب السوري بالقانون الدولي وبمنظمات حقوق الإنسان، وبكل الهيئات والمؤسسات التي تدّعي أنها تعمل على إحقاق الحقوق، ونصرة المظلوم، ومعاقبة الظالم، وتولّد شعور لدى معظم أبناء سوريا، أن ميزان العدالة في القوانين الدولية يختل- وبلا وجل او خجل- حين تتقدم مصالح الدول على مصائر الشعوب المستضعفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى