الذكرى الخامسة لمجزرة القورية

فريق التحرير

إذا أراد الشعب السوري أن يرصد الذكريات الأليمة والمروعة التي قام بها النظام السوري مع حليفيه المجرمين والمستعمرين الروسي والإيراني، لسجل كل أسبوع على الأقل  ذكرى فظيعة ورهيبة، ولكن حسبنا أن نقف عند أشدها فتكاً  محاولين إيقاظ الضمير العالمي الذي يغط في سبات عميق، ونذكره بأن هناك شعب اسمه الشعب السوري قد صنعوا من أجساده حقل تجارب لأسلحتهم، فأعملوا فيه كل أنواع وألوان انتهاكات حقوق الإنسان وتفننوا فيها.

تمر اليوم الذكرى الخامسة لمجزرة رهيبة وفظيعة ووحشية  على أيدي النظام والروس والإيرانيين الآسنة والآثمة راح ضحيتها الأطفال والكبار والشيوخ…في بلدة تسمى القورية تتبع محافظة دير الزور، وكان أحد أسباب حقد النظام على هذه البلدة هو نصرتها لإخوانها السوريين منذ انطلاق الثورة المباركة، ومن نافل القول أن نذكر أن في هذه البلدة أوابد أثرية متنوعة منها ما تسمى بعين علي وهي ليس لها علاقة بسيدنا علي رضي الله عنه، ولكن إيران كعادتها وعلى طريقة أمريكا في احتلالها للعراق بحجة وجود أسلحة نووية،  تحاول احتلال الوطن العربي بحجة وجود آثار لآل البيت- وهي ألد أعداء آل البيت – لذلك ادعت أن عين علي لها علاقة بسيدنا علي ومن ثم حطت رحالها هناك، وقبل استرجاع ذكريات تلك المجزرة لا بد من الوقوف عند هذه البلدة للتعرف على هويتها:   

  القورية مدينة سوريّة تابعة لمنطقة الميادين في محافظة دير الزور واسمها التاريخي هو الدالية،  تقع  على بعد (55) كم جنوب شرق دير الزور وعلى بعد (13) كم جنوب شرق الميادين وترتفع عن سطح البحر نحو (77) م على الضفة اليمنى لنهر الفرات العظيم وسط سهل زراعي خصب، تتكئ مدينة القورية وبيوتها الريفية الجميلة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من (50) ألف نسمة وهي تعتبر ثالث أكبر مدينة في المحافظة بعد البوكمال والميادين…

الأوابد الأثرية في المدينة

1- عين علي: تقع على بعد ستة أميال جنوب قلعة الرحبة وعلى بعد ستة كيلومترات غرب موقع الدالية وهي عبارة عن عين ماء جارية تنبع من سفح الأكمة المطلة على سهل الرحبة وتسقي في الشتاء بضع هكتارات من الأراضي الزراعية، وعلى الأكمة منارة قديمة بنيت بالآجر مثمنة الأضلاع فيها درج داخلي لا يزال سليماً حتى وقتنا هذا وعلى المنارة نقوش جصية على شكل محاريب للعلم عين علي لا علاقة لها بالخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه لم يثبت تاريخيا أن علي مر بهذه المنطقة وفي معركة صفين كان خط سير جيش علي في الجانب الثاني لنهر الفرات ذهاباً وعودة.

2- بقايا النواعير : لا يزال قائماً إلى الآن ويعود تاريخه إلى العهد الروماني حيث يدل إنشاؤها على التقدم الذي وصل إليه سكان الدالية في أمور الري وتنظيم أقنيته وتوزيعها ويعتبر الموقع الحالي للناعورة المأخذ الرئيسي لمحطة مياه الشرب النقية للمدينة.

وبعد هذا العرض الموجز لبطاقة مدينة القورية، نقف عند تلك المجزرة الوحشية التي قام بها المحتل الروسي منذ خمس سنوات بمباركة شياطين الإنس من النظام والإيرانيين.

ارتكب طيران الاحتلال الروسي مجزرة مروعة في مدينة القورية بريف ديرالزور الشرقي، راح ضحيتها سبعون شهيدا بينهم عائلات كاملة، إضافة إلى عشرات الجرحى.

فقد قامت  طائرة حربية روسية بقصف محيطَ جامع الإيمان بالقنابل العنقودية، وعاودت قصف المنطقة مرة ثانية أثناء إسعاف المصابين وانتشال الضحايا ماتسبَّب بسقوط عدد كبير من الشهداء.

ويذكر أن مجازر أسد وحلفائه – التي تجاوزت الآلاف –  قد نقلت على جميع القنوات العالمية والعربية عبر عشر سنوات فارطة، ولم يتخذ بحقه أي إجراء قانوني، بل إنه يكافئ على ما اقترفت يداه من جرائم، وآخر تلك المكافآت مباركة نجاحه  بمسرحية الانتخابات، من  بعض الدول الساقطة أخلاقياً وإنسانياً .