مقالات

الثورة السورية وأحداث المنطقة

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب

لعل ما يجري في العالم اليوم شيء غير طبيعي في أروقة السياسة العالمية ؛وبأجندة خفية ويصفها البعض بالحرب العالمية الثالثة، باستخدام أحدث التكنلوجيا والأساليب القتالية على أرض الغير مع الأخذ بالاعتبار توازن القوى. ولقد كان نصيب منطقتنا ان تكون مسرحاً للعمليات ولها الحظ الأكبر من تحمل عبء هذه الحروب، يُستخدم في هذه الحروب شعوب المنطقة وحماقة وغباء وعمالة القادة وسوء ادارتهم لشؤون دولهم، وعدم وعييهم لروح المسؤولية والوطنية ومطالب الحراك الشعبي الوطني، بالإضافة إلى استخدام واستثمار الأقليات العرقية والدينية لتنفيذ المخططات الغربية ضد شعوب المنطقة وتقدمها.
ولعل شعوب المنطقة تخوض حرب واحدة في العراق وسورية وفلسطين و.. و . هذه الحرب عُدت وخُطط لها لتنفيذ أهداف استعمارية واحدة ولكن بأشكال وأزمنة مختلفة، وان صانع هذه الحروب يُدرك أن انتصار الشعب في أحد هذه الحروب “” خاصة في سورية”” هو نصر لشعوب المنطقة وتغير لنظام القيادة والسيطرة العالمي. واليوم على سبيل المثال يخوض السوريون والفلسطينيون معركة واحدة، ضد عدو واحد، عدو السلام والحق والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. وما أشبه حصار غزة وتدميرها وتجويع وكبت حرية شعبها بتأييد شبه دولي على يد الصهاينة بحصار الشعب في سورية وتدميرها وتجويع شعبها ونهب خيراتها بتأييد شبه دولي أيضاً على يد طاغية الشام ونظامه.
لقد سطر شباب وثوار سورية أروع الملاحم لتحقيق النصر بالرغم من كابوس النظام الفاجر وظلمه وجرائمه والدعم الخارجي له، وكذلك سطر شباب فلسطين في انتفاضتهم ملحمة بطولية ضد الاحتلال الصهيوني ،واثبتوا انهم قادرون على انتزاع حقوقهم العادلة تقرير مصيرهم على أرضهم بالرغم من عدم التكافؤ بالقوى والعتاد والتأييد الدولي. لقد أثبتت الحركات الثورية أن قوتها في الدفاع عن ارضها ووجودها، لا يكمن في قوة سلاحها، وإنما في قوة إرادة شعوبها وإيمان ثوارها بعدالة قضيتهم مهما بلغت التحديات والصعوبات والتآمر الخارجي والداخلي، وأنه لا توجد قوة يمكن أن تقهر إرادة شعب تمسك بأرضه وآمن بعدالة قضيته.
لقد فضحت الأحداث في المنطقة تآمر بعض القادة في كبت صوت الحرية والعدالة، وكشفت زيف وكذب أدعياء الحرب ضد إسرائيل تحت شعار تحرير فلسطين وإقامة الوحدة العربية وغيرها، لتبرير تدمير سورية وتهجير أهلها تحقيقاً للمصالح الغربية، وخدمة لبقاء الدكتاتور الحاكم ومصالح طهران التوسعية.
لقد أصبح واضحا للجميع أن منظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان هي منظمات عالمية مُسيسة تخدم مصالح الأقوى، وأن انتظار طلب العون والرجاء منها لوقف القتل واحقاق الحق هو طلب لا معنى له وهو مشلول، وأن سلاح المقاومة والإيمان بالقضية التي تُدافع عنها وعدالتها هو السلاح الأقوى والأجدر على تحقيق النصر وإعادة الحقوق لأصحابها.
علينا اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير والجهود من اجل وقف القتال والتدمير والتهجير القسري المُمنهح في المنطقة، والتعاون مع كافة احرار العالم لفضح الخطط الاستعمارية الحاقدة ضد حرية الشعوب وعدالة قضاياها.

تؤكد الأحداث أن من واجب النخب الثورية، فهم حقيقة ما يحاك ويجري ضد ثورات التحرر في المنطقة، وان يدركوا ألا خيار لهم إلا نجاح الثورة لتحقيق النصر، وأن الهزيمة أمام مخططاتهم ماهي إلا العبودية والانتحار الجماعي.
الأخوة الأحرار الثوار؛ نحن في تجمع بناء سورية نمد أيدينا إلى كل الثوار الأحرار للعمل معا، وإيجاد القيادة المناسبة للثورة، التي تحظى بالدعم الشعبي، ونعمل على نشر الوعي وفهم الواقع وتحليله والتخطيط للمستقبل، ونعمل مع التجمعات والأفكار الحرة أينما وجدت للوصول إلى الحل المناسب والمشرف للثورة السورية.
نحن في مرحلة تغيير “لا تقنطوا ولا تيأسوا ولا تهنوا ولا تحزنوا”، والنصر قادم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى