منوعات

كاريكاتير الكلمة

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

“شلايتي” و “سرسري” و..”سربوت”
الكلمات الثلاث أصلها تركي ولها قصة طريفة:
يقال أن والياً عيّن موظفاً حكومياً سمّاه”شلايتي” ،وكانت مهمته مراقبة الأسعار في الأسواق بعد أن شكت الرعية من غش التجار وجشعهم.
مارس “الشلايتي” عمله وضيّق على التجار الذين ضاقوا به ذرعاً ،فقرروا الخلاص من رقابته وذلك باستمالته برشوته بمبلغ من المال يتم جمعه منهم شهرياً،فكان لهم ما أرادوا،فغضّ “الشلايتي” بصره عنهم ،وقاموا برفع أسعارهم كيفما شاءوا دون خوف أو رادع.
وبعد فترة من الزمن ،علم الوالي بفساد”الشلايتي” فقام بتعيين موظف آخر أسماه”السرسري”وكانت مهمته مراقبة تصرفات”الشلايتي”،ولما ضيّق “السرسري” على “الشلايتي”
قام الأخيروبالإتفاق مع التجار وأوقعوا بالسرسري في الرذيلة والعربدة، وبدل أن يتابع الأسعار انشغل بالفجور والخمور وملاحقة الداعرات وبنات الهوى-من هنا جاءت صفات السرسرة-ونسي مهمته وواجبه واقتسم الرشاوة مع زميله”الشلايتي”
بعد ذلك سمع الوالي بما يجري وما كان عليه حال الشلايتي والسرسري،فعين موظفاً ثالثا أسماه”السربوت”
وأوكل إليه مهمة مراقبة الإثنين،وما هي إلاّ أياماً معدودة حتى وقع الثالث في الذي وقع فيه زميلاه،وتم الإتفاق بين الثلاثة الفاسدين على تقاسم الرشاوى وترك الحبل على الغارب للتجار في الأسواق يتصرفون بها كيفما شاءوا يضعون الأسعار التي يرونها بلا وازع من ضمير وعلى مرأى من الحكومة وبرعايتها.
ثلاثية “الشلايتي”و”السرسري” و”السربوت” موجودة اليوم بأشكال متعددة وبأساليب أكثر تطوراً،وهي أصلاً من اختراع الحكومات الفاسدة والولاة المستبدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى